بيت لحم 8-10-2024 وفا- أطلقت دائرة شؤون اللاجئين في منظمة التحرير، اليوم الثلاثاء، مشروع تحسين مخيم الدهيشة، بدعم من الوكالة اليابانية للتعاون الدولي (جايكا).
وحضر الإطلاق، محافظ محافظة بيت لحم محمد طه أبو عليا، وعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، رئيس دائرة شؤون اللاجئين أحمد أبو هولي، وسفير الشؤون الفلسطينية وممثل اليابان لدى فلسطين ناكاشيما يونيتشي، وعضو المجلس المركزي لمنظمة التحرير محمد خليل اللحام، ورئيس اللجنة الشعبية لمخيم الدهيشة محمود رمضان وأعضاء اللجنة، وممثلون عن الفعاليات الوطنية والمجتمعية في المخيم والمحافظة.
وأكد أبو عليا، أهمية المشروع الذي نُفذ بنجاح في مخيمات أخرى سابقاً وفق رؤية تشاركية تشمل المواطنين وممثلي المؤسسات الوطنية.
وأوضح أن المشروع يستهدف ثلاثة مخيمات سنوياً، بما في ذلك مخيم الدهيشة، بهدف تحسين جودة الحياة فيه.
وشدد على أن هذا المشروع ليس بديلاً عن دور وكالة "الأونروا"، بل هو مكمل لجهودها، مؤكدا أهمية التعاون بين الأطراف كافة لتعزيز دور الوكالة الأممية كشاهدة حية على نكبة فلسطين.
كما أشار إلى دعم المحافظة والجهات الرسمية لهذا المشروع الذي يهدف إلى تعزيز صمود أبناء المخيمات في ظل الاستهداف المستمر لقضية اللاجئين و"الأونروا".
من جانبه، نقل أبو هولي تحيات سيادة الرئيس محمود عباس والقيادة الفلسطينية إلى الحضور، مؤكدا أن سيادته يولي اهتماما كبيرا بقضية اللاجئين الفلسطينيين والمخيمات، ويتابع بشكل حثيث التطورات كافة وخصوصا استهداف المخيمات واستهداف "الأونروا"، كما نقل تحيات رئيس الوزراء محمد مصطفى، الذي قام منذ توليه منصبه بعدد مهم من الجولات الميدانية للمخيمات.
وأشار أبو هولي إلى أن هذه المرحلة من المشروع والتي تشمل مخيمات بلاطة، الأمعري والدهيشة، تمثل خطوة مهمة في تطور المشروع بعد النجاحات الكبيرة في مخيمات الدفعات السابقة (عسكر القديم والجديد ونور شمس وعقبة جبر والفوار وعايدة وعين السلطان ودير عمار والجلزون)، والتي تساهم في تعزيز صمود اللاجئين عبر تحسين أوضاعهم الحياتية.
وأشاد أبو هولي بنموذج التخطيط التشاركي الشمولي، الذي اعتمدته الدائرة في عملية تنفيذها مشروع تحسين المخيمات، معتبرا أن المقاربة التشاركية تتيح لكل فئات المجتمع والمؤسسات ذات الصلة الانخراط الفعلي في تحديد أولوياتهم، ما يضمن التخطيط بالتعاون مع المجتمع وليس نيابة عنه.
وأكد رئيس دائرة شؤون اللاجئين في منظمة التحرير أن "الأونروا" رغم ما تواجهه من حملة إسرائيلية منظمة لتشويه سمعتها، ستظل الجهة الأممية صاحبة التفويض الرسمي لتقديم الخدمات للاجئين وفق القرار 302، وأنها شريك أساسي في هذا المشروع، داعيا إلى تضافر جهود المؤسسات الوطنية كافة، وعلى رأسها المحافظة ووزارات الأشغال العامة والإسكان والحكم المحلي والتنمية الاجتماعية، لضمان توفير الموارد اللازمة لتنفيذ الخطط الاستراتيجية المستقبلية التي تهدف إلى تحسين أوضاع المخيمات.
من ناحيته، شكر اللحام الوكالة اليابانية للتنمية والتعاون الدولي "جايكا"، مضيفا أنه "ليس غريبا على اليابان وشعبها ومسؤوليها التحلي بالمسؤولية والعمل على إسناد مخيمات اللاجئين الفلسطينيين، حيث تعتبر اليابان من الدول القليلة التي تقدم وتدعم مشاريع لإسناد اللاجئين والمخيمات"، مثمنا هذا الدعم الياباني الذي يشمل مجالات عدة، معربا عن أمله في توسعه بمحافظة بيت لحم التي ضرب الاحتلال اقتصادها في المجالات كافة.
كما تطرق اللحام إلى الهجمة الشرسة التي تتعرض لها "الأونروا" من قبل الاحتلال الإسرائيلي ومن خلفه من دول، بهدف تقويضها وبالتالي شطب حقوق وقضية اللاجئين، مؤكدا أن هذه المخططات الإسرائيلية ستفشل بوجود دول وشعوب ضمائرها ما زالت حية.
وعبر اللحام عن أمنياته بنجاح تجربة مشروع "بالسيب 2" في مخيم الدهيشة، معربا عن ثقته الكبيرة بتعاون وجهود كل الخيرين من ممثلي فصائل العمل الوطني ومؤسسات المجتمع المدني ومواطنين لإنجاح فكرة المشروع.
من جهته، أثنى يونيتشي على جهود دائرة شؤون اللاجئين واللجنة الشعبية لمخيم الدهيشة، مؤكدا أهمية المشروع في تعزيز الشراكة والمشاركة.
وأعرب عن حزنه تجاه الأوضاع المأساوية في فلسطين ولبنان، وما خلفته من معاناة وتشريد، خاصة بين الأطفال والنساء.
ودعا إلى ضرورة العمل من أجل تحقيق السلام والأمان في المنطقة، معربا عن أسفه لما يعانيه الفلسطينيون في الضفة الغربية من اقتحامات وقيود إسرائيلية على الحركة والاقتصاد.
وأشار السفير إلى أن مشروع "جايكا" لتحسين مخيمات اللاجئين، الذي بدأ منذ عام 2016، حقق إنجازات ملحوظة تلبي احتياجات مختلف المخيمات من خلال نهج المشاركة المجتمعية، معربا عن أمله أن يكون هذا المشروع مصدر أمل واعتزاز لمساهمة اليابان في تخفيف معاناة اللاجئين.
وأكد، استمرار اليابان في دعم تحسين المخيمات، مشددا على أن هذا الأمر يظل أولوية، وأن اليابان تسعى لتحقيق أثر إيجابي في حياة المتضررين. كما أكد دعم اليابان الحاسم لشعب وحكومة فلسطين، والعمل على تعزيز الاقتصاد الوطني وبناء علاقات تعاون وثيقة بين الفلسطينيين واليابانيين.
من جانبه، أكد الممثل العام لمكتب "جايكا" في فلسطين، ميتسوتاكا هوشي، أهمية هذا المشروع في تعزيز جودة الحياة للاجئين الفلسطينيين.
وأشار إلى أن "جايكا" تولي اهتماما خاصا بتحسين ظروف المجموعات الهشة والمهمشة، بما في ذلك اللاجئين، كجزء من سياستها التنموية الرسمية في فلسطين.
وأوضح أن مشروع "بالسيب 2" يهدف إلى تعزيز المهارات والقدرات لدى دائرة شؤون اللاجئين لتسهيل تحسين المخيمات من خلال منهج تشاركي شامل، حيث يعمل الخبراء المحليون واليابانيون بشكل وثيق مع طاقم الدائرة لتطوير وتنفيذ خطط تحسين المخيمات،
وأكد هوشي أن مشروع "بالسيب 2" في مخيم الدهيشة سيوفر منصة لسكان المخيم لرفع أصواتهم وتحديد احتياجاتهم، والمشاركة في اتخاذ القرارات التي تؤدي إلى تحسين أوضاع المخيم.
وشدد على أن المشروع لا يحل محل خدمات "الأونروا"، بل يعززها، مع احترام كامل لحق العودة، معربا عن ثقته بأن التزام سكان المخيم وتفانيهم، بدعم من دائرة شؤون اللاجئين، سيساهم في إحداث تغييرات إيجابية في ظروف المعيشة في المخيم.
بدوره، أثنى رمضان على الجهود المبذولة لتعزيز صمود أبناء شعبنا في ظل الظروف السياسية الصعبة.
كما أشار إلى التحديات التي يواجهها المخيم، سواء بسبب الوضع السياسي أو الحياة اليومية الصعبة، ما يستدعي دعما اقتصاديا واجتماعيا.
كما أثنى رمضان على جهود دائرة شؤون اللاجئين في منظمة التحرير لتحسين أوضاع المخيم، مؤكدا أهمية تعزيز الصمود حتى تحقيق حق العودة.
وأضاف رمضان أن هناك اجتماعات عدة عُقدت للتحضير لتنفيذ المشروع في المخيم، مشددا على التعاون والاستماع لجميع أبناء المخيم في إطار رؤية تشاركية لوضع خطط تنموية تلبي احتياجاتهم.
كما شكر الوكالة اليابانية للتعاون الدولي (جايكا) ودائرة شؤون اللاجئين على دعمهما للمشروع الذي يعزّز صمود أهل المخيم.
من جهته، تحدث رائد عميرة ممثلا عن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا" عن جهود الوكالة لدعم وإسناد اللاجئين الفلسطينيين في العديد من مجالات الحياة بالمخيمات، ولمختلف الفئات خاصة الأطفال وكبار السن، من خلال برامج نوعية لخدمتهم بالرغم من الظروف الصعبة والاستهداف الذي تمر به الوكالة، مشيرا إلى أن إدارة "الأونروا" تمد يدها لكل من يسعى للتعاون معها بما يخدم مصالح اللاجئين الفلسطينيين من خلال برامجها، مثمنا جهود وتعاون دائرة شؤون اللاجئين و"جايكا" واللجان الشعبية.
ويعتبر مشروع تحسين المخيمات الذي تنفذه دائرة شؤون اللاجئين وبدعم من الوكالة اليابانية للتعاون الدولي (جايكا) من المشاريع الرائدة داخل المخيمات، ويسعى لتحسين أوضاع اللاجئين وتعزيز صمودهم وتوفير المنعة الاجتماعية لهم.
ومن الجدير بالذكر أن المشروع مر بمرحلتين داخل المخيمات في الضفة الغربية، المرحلة الأولى تم تنفيذها خلال أعوام 2017-2019 في مخيمات عقبة جبر والجلزون وعسكر القديم، في حين أن المرحلة الثانية من المشروع والتي تعرف بــ"بالسيب 2" تستمر لخمس سنوات 2020-2025، وتشمل أيضا مخيمات الفوار وعين السلطان ونور شمس وعسكر الجديد ودير عمار وعايدة والدهيشة والأمعري وبلاطة.
ــــ
ع.ب