رام الله 14-10-2024 وفا- رصدت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا)، التحريض والعنصرية في وسائل الإعلام الإسرائيلية، في الفترة ما بين 6-10 وحتى 12-10-2024.
وتقدم "وفا" في تقريرها رقم 381 رصدا وتوثيقا للخطاب التحريضي والعنصري في الإعلام العبري المرئي، والمكتوب، والمسموع، وكذلك صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي لشخصيّات سياسيّة واعتباريّة في المجتمع الإسرائيليّ.
ويعرض التقرير جملة من المقالات الإخبارية التي تحمل تحريضا وعنصرية جليّة ضد الفلسطينيين، كما يستعرض مقابلات تلفزيونية وتقارير مصوّرة، ضمن النشرة الإخباريّة، ومقابلات على الراديو الإسرائيلي ضمن البرامج الأكثر شعبية في الشارع الإسرائيلي.
وتستعرض "وفا" في تقريرها أهم المقالات التحريضية، وهو مقال نشر على القناة السابعة يشيطن الهيئات الدولية، ويدعي أنها محور الشر. وجاء في المقالة، التي حملت العنوان "جائزة نوبل للشر":
"تُعتبر الأونروا مرشحة شرعية لجائزة نوبل، لأن العديد من الأشخاص في الغرب يعتقدون أن الهدف من تحرير الشعب الفلسطيني من القمع الإسرائيلي، يقدس الوسائل التي تستخدمها وكالة الغوث لتحقيق ذلك، حتى لو كانت تتعارض أحيانًا مع المعايير التي يود الأوروبيون الثرثارون رؤيتها في خلفياتهم، والسبب في أن الكثير منهم يعتقدون أنه في مواجهة الهدف المقدس للعدو العربي، لم تضع إسرائيل هدفا وطنيا مقدسا خاصا بها، فقط حقوق الإنسان.
وعلى صعيد متصل، نشر على صحيفة "يسرائيل هيوم" مقالا، بعنوان: "نهاية وكالة الأونروا؟ قطع العلاقة بين إسرائيل والوكالة، يتقدم خطوة جديدة". فعلى الرغم من أنّ القرار لاقى معارضة دولية، إلا أنّ الإعلام الإسرائيلي يروج له ويعتبره إنجازا، دون مناقشة تداعيات القرار، أو قانونيته، أو تأثيره على مكانة إسرائيل دوليًا، فهو ساند قيادته في قرارها ضد "الأونروا"، وحتى أنه عمل منح القرار شرعية للقارئ اليهودي.
فإسرائيل تتوقع إلغاء وضعها الدبلوماسي للأونروا، الذي منح بعد حرب الأيام الستة، ويشمل: إلغاء الحصانة، والإعفاءات الضريبية، وحظر على ممثلي الحكومة الاتصال بممثلي الوكالة، فالتقديرات تشير إلى أن الائتلاف سيدعم الاقتراح، على الرغم من أن العديد من أعضائه يترددون في التصويت لصالح القانون.
وفي صحيفة " مكور ريشون"، جاء مقال بعنوان: "نشر مركبات مدرعة في الضفة الغربية – لماذا يحدث هذا وكيف سيؤثر"، يتضمن التعامل مع فرض تقييدات عسكرية، وعقوبات جماعية تصل إلى القتل والدمار الكامل وكأنه تحصيل حاصل، دون مناقشة تداعيات الموضوع، وتأثيره، وترويج لأقبح صور الاحتلال وتعزيزه.
وجاء في المقال: في الأشهر الأخيرة، تزايدت الهجمات والإرهاب في "يهودا والسامرة" (الضفة الغربية)، خصوصًا نتيجة لمحاولات إيران لإشعال المنطقة، ويقوم الجيش الإسرائيلي حاليًا بإطلاق خطة يتم بموجبها نشر مركبات مدرعة في المستوطنات، والنقاط العسكرية، وفقا للطلب والمعايير، لكن سيكون هناك مرونة، بحيث قد يتغير موقعها.
كما يوضح الجيش أن جلب المركبات المدرعة لا يتم بناءً على طلب رؤساء المجالس، كما قد يُستنتج من كلمات غانتس، بل بناءً على طلب قادة الألوية، ومنطقة الضفة الغربية، وبموافقة قائد المنطقة أفي بلوت، وأنها ستوزع مع مرور الوقت على جميع الألوية في القيادة المركزية – السامرة، وبنيامين، وأفريم، ومنشيه، والبقاع.
"الخطر الأكبر هو عدم الوعي بالخطر"، عنوان لمقال آخر نشر على الصحيفة ذاتها، يجسد الكاتب المفهوم المبنية عليه إسرائيل بشكل كامل، وان كان يهدف من المقال إلى وحدة الصف الإسرائيلي، لكن يكشف الأوراق بصورة واضحة جدًا.
فالتصور الإسرائيلي الأكثر شفافية، نرغب بالسلام، لكن بشروطنا، مع ترسيخ للاحتلال، مع الحفاظ على قمع الآخر، مع الحفاظ على أرض ليست لنا والأهم الحفاظ على الاستعلائية والتفوق.. الخطر الأكبر هو عدم الوعي بالخطر. هذه الحرب أجبرتنا على إزالة التهديدات. في كل مكان يلتقي فيه الجيش الإسرائيلي بالعدو، يقوم بتدميره. الثمن الذي يدفعه حماس وحزب الله مرتفع جدًا.
وعلى قناة (14) الإسرائيلية نشر خبر بعنوان" نهاية الفوضى؟ غالانت يأمر الجيش الإسرائيلي بوقف مسيرات الإرهابيين في الضفة الغربية"، حيث يحرض أكثر على حرية الحركة للفلسطيني وحرية التعبير عن ألمه، وعن خطابه، والحفاظ على روايته. وكأن بناء رواية هي حصر فقط على اليهودي.
خبر آخر مؤشر على دعم الإعلام الإسرائيلي لقيادته في قرارها ضد "الأونروا"، في المادة التالية التي تكتبها الصحفية شيرييت أبيتان كوهين، وهي معروفة بمواقفها اليمينية تتفاخر بقرار "نزع الشرعية" عن الأونروا، وحتى مصادرة ممتلكاتها لصالح إسرائيل، قمة الاستعلائية اليهودية.
في صحيفة "يسرائيل هيوم"، نشر مقالا بعنوان: إلغاء موقع الأونروا في القدس لصالح بناء آلاف وحدات السكن، جاء فيه: من المقرر أن يتحول موقع "الأونروا" في مالوت دافنا في القدس إلى 1440 وحدة سكنية، ويقع المشروع حاليًا في مراحل التحضير، رئيس حركة "إذا أردت": "يجب أن يُقام في المجمع الجديد متحف تخليد لذكرى المجزرة الرهيبة في عيد السعادة".
"إسرائيل تخوض حرب الغرب بأسره"، بث خبر البروفيسور إفرايم عنبار يقدّم مقالا إضافيا آخر على (القناة 12) الإسرائيلية، لا يشيطن فيه الفلسطيني فحسب، ويدعي ادعاءات كاذبة ومضللة، إنما يشطن ايضًا الإسلام، فالكاتب إفرايم عنبار هو بروفسور مختص، وعوضا عن تقديم دراسات أكاديمية معمقة للوضع، يستغل مكانته للتحريض على الفلسطينيين.
وجاء فيه: الخوف من رد الفعل يرعب الكثيرين حول العالم. هذا هو المنطق وراء تصرفات المتنمر في حي قاسٍ مثل الشرق الأوسط. يجب الحفاظ على الردع على المدى الطويل من خلال استخدام القوة العسكرية بين الحين والآخر. هذا ما يعزز الردع - وليس الكلمات.
في صحيفة "مكور ريشون"، نشر مقال يحرض على الشيخ عكرمة صبري، رغم تجاوزه الـ80 عامًا، فالإعلام الإسرائيلي يرغب في معاقبته، في خطوة تأتي لشرعنة الاقتحامات، فرأيه الرافض للاقتحامات وأي مس بالوضع العام في القدس المحتلة، يثير الإعلام الذي يدعي الموضوعية.
وجاء في المقال المعنون بـ"إمام المسجد الأقصى يحرض على العنف، ويهدد ببناء الهيكل": في شهر يونيو، تم تقديم لائحة اتهام ضد عكرمة بتهمة التحريض على الإرهاب. يُتهم بأنه في عام 2022، مدح وأثنى على أعمال منفذي العمليات، واعتبرهم شهداء.
رصد التحريض والعنصرية في العالم الافتراضي
نشر وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف ايتمار بن غفير عبر منصة إكس، منشورا تحريضيا على المعتقلين الفلسطينيين.
وجاء فيه: شاركت في 7/10 عند الساعة الخامسة صباحا، مع مفوض مصلحة السجون كوبي يعكوبي في اقتحام لمقاتلي السجن على زنزانات المخربين، جزء منهم مخربي النخبة الذين خططوا لتنفيذ أعمال شغب داخل السجن، بمناسبة ذكرى مذبحة السابع من أكتوبر.. الطريق الوحيد للتعامل مع هؤلاء الحيوانات المفترسة هي بقبضة يد حديدية. هذه سياسة مصلحة السجون. هذا ما حدث، وهكذا سيستمر في عهدي!
وفي منشور تحريضي آخر لوزير المالية المتطرف بتسلئيل سموتريش، على منصة "إكس"، جاء فيه: حصلت على مكاني في المجلس الوزاري وجيش الدفاع الإسرائيلي، وصدرت تعليمات في السيطرة على المساعدات في شمال القطاع. يأتي متأخر أفضل من ألا يأتي ابدًا.
وعلى منصة "أكس" نشر سفير إسرائيل إلى الأمم المتحدة داني دنون منشورا جاء فيه:
اجتمع مجلس الأمن الآن من أجل مناقشة طارئة في قضية الوضع في غزة. خلال خطابي سأقصد الهجوم على المجلس على واقع وجود هذه المناقشة بالذات مع اكتمال سنة لمذبحة 7.10، وفي الوقت الذي فيه 101 مختطفًا لا زالوا في غزة. سأوضح للسفراء فقط عندما لا تكون حماس في غزة- ستصل المساعدات لكل من يحتاجها بالضبط.
ـــــــــــ
س.ك