أهم الاخبار
الرئيسية تقارير وتحقيقات
تاريخ النشر: 20/01/2025 01:37 م

شمال غزة.. جثامين الشباب واحلامهم تحت الركام

جانب من الدمار الهائل الذي الحقته قوات الاحتلال بمنازل المواطنين شمال قطاع غزة (الأناضول)
جانب من الدمار الهائل الذي الحقته قوات الاحتلال بمنازل المواطنين شمال قطاع غزة (الأناضول)

 

غزة 20-1-2025 وفا- على امتداد البصر في شمال قطاع غزة، تبدو الأرض وكأنها خرجت للتو من زلزال مدمر، فلا شيء يشبه ما كان عليه الحال قبل حرب الإبادة الجماعية التي ارتكبتها إسرائيل منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023.

نازحون هجرهم العدوان من المنطقة، عادوا إلى منازلهم اليوم بعد دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، لكنهم صدموا من حجم الدمار الذي لحق بالأبنية والمنازل.

الدمار جعل العائدين إلى مناطقهم في الشمال محملين بألم الفقد، وهم شواهد حية على ما أسمته الفلسطينية سعاد العطار، "الإعدام الجماعي للشعب الفلسطيني".

وقفت العطار، مذهولة قرب ركام منزلها المدمر للمرة الثالثة في منطقة جباليا، محاطة بجدران نصف قائمة، وتقول للأناضول: "ما هذا الدمار؟!! لا نجد بيوتًا نعود إليها، وهذه المرة الثالثة التي يهدم فيها الاحتلال الإسرائيلي منزلي".

وتصف العطار، التي تغطي رأسها بوشاح مليء بغبار ركام الشوارع، الواقع بـ"الكارثي"، وتقول: "كنت أتمنى أن أجد غرفة واحدة صالحة للعيش، لكن كل شيء انتهى".

وتضيف والدموع في عينيها: "ما زالت الجثث تحت الأنقاض، شبابنا وأولادنا، وحتى أحلامنا دفنت معهم. هذا ليس دمارًا، هذه إبادة جماعية، وإعدام جماعي للفلسطينيين".

المواطن محمد النجار (57 عاما)، عاد إلى المكان الذي كان منزلا يحتضنه وعائلته، ليجد الركام عنوانا جديدا للمشهد.

النجار، يقف بجانب الركام في جباليا، ويقول للأناضول: "دمار لا يوصف، حرب إبادة إسرائيلية شاملة. منزلي دُمر في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، والآن منزل ابني أيضًا".

ويضيف: "سأذهب الى منزل شقيقي لعلّي أجده قائما، ولو اضطررت سأنصب خيمة وسط الشارع. هذه أرضنا، ولن أتركها".

الطفل سمير تاري (12 عاما)، يجلس فوق أنقاض منزله، وهو يبكي بحرقة ويحكي مأساة فقدان أسرته، ويقول: "6 من أفراد عائلتي استشهدوا بسبب القصف. لم نتمكن من إخراجهم، جميعهم من تحت الركام".

ويضيف: "هذا الدمار يشبه الزلزال، كأنه ابتلع حياتنا بالكامل، ونحن بحاجة لسنوات طويلة حتى نعيد إعمار منازلنا ومدارسنا، إذ لا يوجد مكان سليم هنا".

ولم تسلم عيادة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" في جباليا من الاستهداف الإسرائيلي الذي حولها إلى ركام بعد أن كانت ملجأ للمرضى والمصابين.

الدمار الذي خلفته قوات الاحتلال شمال قطاع غزة، بات لوحة من الخراب، تعيد صياغة معالم المكان بشكل لا يشبه ماضيه.

وتُعد هذه المرة الأولى التي يتمكن فيها المواطنون من دخول شمال قطاع غزة منذ بدء العدوان العسكري البري المكثفة في 5 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.

وعاد النازحون مشيًا على الأقدام، أو باستخدام عربات تجرها دواب ودراجات هوائية، في ظل تدمير واسع للبنية التحتية والنقص الكبير في المركبات وعدم توفر الوقود اللازم لتشغيلها، بسبب الحصار الإسرائيلي المطبق على شمال قطاع غزة منذ بداية حرب الإبادة الجماعية.

مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "اوتشا"، أعلن اليوم، أن 92% من المنازل في قطاع غزة، أي نحو 436 ألف منزل، دُمرت او تضررت جراء العدوان الإسرائيلي، فيما نزح 90% من المواطنين عن بيوتهم.

ومنذ السابع من تشرين الأول/ اكتوبر 2023، بدأت قوات الاحتلال، عدوانا على قطاع غزة، أسفر عن استشهاد 46913 مواطنا على الأقل، بينهم 17581 من الأطفال، وحوالي 12048 من النساء، وإصابة أكثر من 110750 آخرين، في حين لا يزال نحو 11 ألف مفقود تحت الركام وفي الطرقات.

ـــ

م.ج

 

مواضيع ذات صلة

اقرأ أيضا