أهم الاخبار
الرئيسية تقارير وتحقيقات
تاريخ النشر: 25/02/2025 12:59 م

دولاب التعليم يعود للدوران في غزة رغم عصا إسرائيل

(الصورة لوكالة الأناضول)
(الصورة لوكالة الأناضول)

 

غزة 25-2-2025 وفا- حسين نظير السنوار

بدأت عجلة التعليم تدور من جديد في قطاع غزة، رغم التدمير المتعمد الذي ألحقته إسرائيل بأركان العملية التعليمية في حرب الإبادة التي شنتها على مدار 15 شهراً.

الآلاف من الطلبة عادوا إلى ما تبقى من المدراس المتكدسة أصلاً بالنازحين ممن فقدوا منازلهم، مصطحبين سجادات صلاة أو قطعة من الكرتون والورق المقوى للجلوس عليها عوضاً عن المقاعد التي إما دمرت بفعل القصف أو استخدم خشبها في التدفئة.

وعلى مدار أيام حرب الإبادة الجماعية التي شنتها إسرائيل ضد قطاع غزة، استشهد ما يزيد على 12,467 طالبا وطالبة، وأصيب 20,311 آخرين، فيما استشهد 569 وأصيب 2703 من الكوادر التعليمة، علاوة على حرمان 785,000 طالب وطالبة من التعليم والالتحاق بمقاعد الدراسة.

كما دمرت 111 مدرسة حكومية بشكل كامل، و241 مدرسة تعرضت لأضرار بالغة، و85 تعرضت للقصف والتخريب، إضافة إلى 89 مدرسة تابعة للأونروا تعرضت للتخريب في قطاع غزة.

ويتحدث أنس سحويل الطالب في الصف الحادي عشر علمي، عن حماسه للعودة للتعليم ولو في مدراس تفتقر لأدنى الشروط والمتطلبات.

ويقول: "سنجلس على الأرض أو الحصير وسنستمع لمدرسينا. لا يهمنا شكل المدرسة وإن كان مهمًا، لكن الأهم الانتظام في الدراسة وعدم الانقطاع عنها كما حدث خلال فترة الحرب، وسندوس تلك المخططات الرامية لتجهيلنا".

ويشير سحويل إلى أن التعليم الالكتروني لا يغني عن الوجاهي، خاصة أن الأخير يتيح النقاش مع المدرسين ويساهم أكثر في توضيح المباحث وفهما.

أما محمد التتري طالب الثانوية العامة، فيؤكد على ضرورة استغلال ما تبقى من أيام العام الدراسي في التعليم الوجاهي حتى يتمكن طلبة غزة من تعويض ما فاتهم خلال العدوان ورغم ما يعترضهم من معيقات.

ويقول: "رغم ضيق الوقت وضياع الكثير من الدروس منذ بداية العام الدراسي، سنلتحق من جديد بمدارسنا فيما تبقى من أيام العام الدراسي، وسنبذل كل جهد للتفوق رغم ما واجهناه ونواجهه بفعل الحرب".

ويعرب التتري عن خشيته من الانقطاع عن التعليم مجدداً، لاسيما أن الأيام المتبقية للامتحانات النهائية التي تفصل طلبة التوجيهي عن المرحلة الجامعية قليلة، ويتوجب فيها بذل مجهود كبير من الطالب والمعلم على حد سواء.

وأكد الناطق باسم وزارة التربية والتعليم العالي صادق الخضور، إن الوزارة تبنت موضوع المدارس الافتراضية منذ بداية العام الدراسي الحالي، وشارك فيها حوالي 290 ألف طالب، وكان هناك شراكة مع بعض المؤسسات.

وأضاف، أن وقف اطلاق النار تزامن مع نهاية الفترة الأولى من المدارس الافتراضية التي تعادل عاما دراسيا، واعلنت الوزارة عن خطة الإبقاء على المدارس الافتراضية مع التوسع في عدد المراكز التعليمية الميدانية بعضها تتابعه الوزارة والآخر معلمو ومعلمات ومؤسسات مجتمع محلي لكن وفق المعايير التي حددتها الوزارة.

وأشار الخضور إلى أن يوم الاحد الماضي شهد انطلاق تلك المدارس مع توفير الية لتقييم الطلبة الذين كانوا ملتحقين بالمراكز التعليمية.

وتابع، أن الوزارة تواصل الاعداد لعقد امتحان الثانوية العام لطلبة التوجيهي 2006، وتطوير الرزم التعليمية للمباحث والصفوف كلها.

وأوضح أن الوزارة تعكف على إعداد نماذج الامتحانات وفق آلية تراعي ان يتقدم في اليوم الواحد أكثر من فوج من الطلبة، وبالتالي تم اعداد بنك أسئلة بما أن الامتحان سينفذ الكترونيا. وأشار إلى أن الوزارة تقوم بالتواصل مع وزارة الاتصالات وشركات الاتصالات الفلسطينية بهدف تقوية نقاط بث الانترنت في الأماكن التي تتواجد فيها المراكز التعليمية وفي جميع الأماكن، بالتزامن مع عملها على توفير أجهزة لوحية.

ونوه إلى أن الوزارة واجهة إشكاليات في تغير أماكن تجمع المواطنين في ظل عودة عدد كبير من الجنوب والوسط للشمال، وتعرض المدارس لدمار كبير طال أكثر من 90% منها بفعل عدوان الاحتلال على القطاع.

ويتطرق المعلم إبراهيم منصور، إلى أن ظروف العدوان أجبرت الطلبة على الالتحاق ببقايا مدارس أو خيام يفترشون فيها الأرض، في ظل أجواء خارجة عن نواميس المدارس تفرض قسوتها كذلك الأمر على المعلمين.

ويقول: "مررنا جميعًا بظروف مشابهة من النزوح والتشريد وهدم البيوت، إلا أن المعلم يبقى صاحب رسالة وأمانة لابد وأن تصل للطالب بكل سلاسة ويسر".

ويضيف منصور أنه سيواصل القيام بمهامه لإعادة الأمل للجيل الجديد الذي تضعضع مستقبله بفعل الحرب.

ويرى المعلم عبد السميع عبد الله، أن المسؤولية الملقاة على عاتق المدرسين لن تقتصر فقط على المناهج في الحصص الصفية، بل تشمل جوانب تربوية ونفسية للتعامل مع الطلبة الذين تلقوا العديد من الصدمات خلال فترة العدوان.

ويقول، إن تخصيص ثلاثة أيام دراسية أسبوعيًا لكل صف يحتم على المعلمين تبسيط المعلومات وتسهيل وصولها للطلبة، والتركيز على الموضوعات المهمة والأساسية، وفقاً لرؤية وزارة التربية والتعليم التي خصصت رزمًا تعليمية احتوت على خلاصة المباحث.

وتطرق المعلم أدهم حمدان، إلى مشاركته في السابق بمبادرات تعليمية للصفوف الأساسية أقيمت بجهد شخصي أو من خلال تمويل مؤسسات كـ"اليونيسيف" و"أنيرا"، بإشراف وزارة التربية والتعليم.

وأشار إلى أن تلك المبادرات ورغم أهميتها، إلا أنه لم تكن كافية لاقتصارها على إعداد قليلة من الطلبة، ولضيق الأماكن التي كانت تنظم بها، وبسبب قلة الدعم والامكانيات.

ويضيف: "رغم ذلك لقد استفاد منها آلاف الطلاب وحصلوا على جرعات تعليمة ركزت على شرح وتلخيص المباحث الأساسية الأربعة، وهي اللغة العربية والرياضيات واللغة الإنجليزية والعلوم، بالتوافق الكامل مع وزارة التربية والتعليم.

ـــ

م.ز/ ر.س

مواضيع ذات صلة

اقرأ أيضا