نابلس 7-3-2025 وفا- أدان المجلس الاستشاري الثقافي في محافظة نابلس، الاعتداء السافر الذي ارتكبته قوات الاحتلال الإسرائيلي، باقتحامها عددا من مساجد البلدة القديمة وتدنيسها، في انتهاك صارخ لحرمة دور العبادة واعتداء خطير على حرية ممارسة الشعائر الدينية، والذي امتد إلى الإحراق المتعمد لمسجد النصر التاريخيّ بالمحافظة، والذي يشكل أحد معالمها التاريخية والثقافية والدينية.
وقال المجلس في بيان، اليوم الجمعة، إن هذه الجريمة الثقافية والدينية تهدف إلى طمس التراث الإسلامي والهوية التاريخية للمدينة، في مخالفة واضحة للقوانين والاتفاقيات الدولية، لا سيما اتفاقية لاهاي لعام 1954 واتفاقية جنيف الرابعة، التي تحظر استهداف الأماكن الدينية والثقافية خلال النزاعات المسلحة.
وأضاف: "على مدار قرون، عُرفت نابلس كنموذج للعيش المشترك بين مكونتها الدينية المتنوعة، حيث سطر فيها السامريون والمسيحيون والمسلمون نموذجا يحتذى بالتسامح والاحترام المتبادل".
وتابع البيان: "إن هذا الاعتداء لا يمس المسلمين وحدهم، بل يستهدف النسيج الاجتماعي بأكمله، ويعد محاولة خطيرة لضرب التنوع الثقافي والوحدة المجتمعية التي تميز المدينة. علاوة على ذلك، فإن الاستفزازات المستمرة ضد المقدسات الدينية من قبل الاحتلال وحكومة اليمين المتطرف في إسرائيل تسهم بشكل خطير في تأجيج الصراعات الدينية التي حذرنا منها كثيرا، والتي تشكل خطرًا على الأمن الإقليمي والدولي، وتفتح المجال أمام التطرف والعنف".
ودعا المجلس، الأمم المتحدة، ومؤسستها المختصة، وخاصة اليونسكو والمنظمات الدولية المعنية بحماية التراث الثقافي والديني، إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لمحاسبة الاحتلال على هذه الاعتداءات المتكررة.
كما ناشد المجتمع الدولي التدخل الفوري لوقف جرائم الاحتلال ضمن الإنسان والهوية الفلسطينية، وضمان احترام القوانين الدولية التي تحمي المقدسات.
وحث المؤسسات الثقافية والدينية والحقوقية على تكثيف جهودها في الدفاع عن حرية العبادة وحماية التراث الفلسطيني من محاولات الطمس والتدمير.
وقال المجلس، إن استهداف المساجد والمعالم الدينية لا يمكن تبريره تحت أي ظرف، وهو جريمة حرب وفق القانون الدولي، مؤكدا التزامه بحماية التراث الثقافي الفلسطيني والدفاع عن الحق المشروع للشعب الفلسطيني في الحفاظ على هويته الثقافية والدينية في مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة.
ــــ
ع.ف