احتلت المرتبتين الخامسة عربيا والثامنة عالميا في تصدير التمور
رام الله 12-3-2025 وفا- مها الشيخ
تربعت فلسطين على المرتبتين الخامسة عربيا والثامنة عالميا في تصدير التمور، لتضع اسمها على خارطة سوق التمور العالمي رغم التحديات الكبيرة التي يعيشها المزارعون الفلسطينيون في ظل الانتهاكات المتواصلة من الاحتلال الإسرائيلي.
وبلغت عائدات تصدير التمور الفلسطينية نحو 69 مليون دولار عام 2023، وفقا لبيانات البنك الدولي، متفوقة بذلك على دول تفوقها في الإمكانيات الزراعية.
رئيس مجلس النخيل والتمور الفلسطيني، إبراهيم إدعيق يبين لـ"وفا"، أنه في العام الماضي أنتجت فلسطين حوالي 22000 طن من التمور، وصدّرت ما يقارب 72% منها إلى الخارج.
ويوضح، أن فلسطين تُصدّر التمور إلى أكثر من 24 سوقا عالميا بشكل مباشر، وتوجد أسواق أخرى تصدر إليها بشكل غير مباشر مثل تركيا التي تستورد التمر وتعبئه بطرق مختلفة مع المكسرات والمجففات وتصدره، مشيرا إلى أن تركيا أكثر بلد تستورد التمر من فلسطين، إذ استوردت العام الماضي 5000 طن.
وينوه إلى أن عدد أشجار النخيل في فلسطين حوالي 360 ألف شجرة، وهناك 24 ألف دونم من أصل حوالي 42 ألف دونم مزروعة بأشجار النخيل في الأغوار.
ووفق وزارة الزراعة، فقد بلغ عدد مزارع النخيل 817 مزرعة، ويصل عدد المزارع التي يزيد فيها عدد الأشجار على 500 شجرة 153 مزرعة بمعدل 85% من مساحات أشجار النخيل في مناطق الأغوار الفلسطينية.
وحسب برنامج التسويق الإلكتروني في الوزارة، فقد تم تصدير التمور إلى قرابة 32 دولة خلال عام 2024.
ويقول مدير مديرية الزراعة في محافظة أريحا والأغوار أشرف بركات، إن ما يميز فلسطين أنها تنتج تمور "المجول"، الأكثر جودة من التمور التي تنتج في مستعمرات الاحتلال، لأنها تسقى بمياه عذبة، ولأن أريحا أخفض بقعة في العالم، يكون تركيز الأوكسجين فيها كبيرا، وبالتالي فإن القيمة الغذائية والنكهات يكون تركيزهما أكثر.
ويضيف أن العمليات الإنتاجية من تعبئة وتغليف تسير ضمن مواصفات عالمية، والشركات التي تصدر التمور حاصلة على جميع الشهادات المتعلقة بالسلامة الغذائية.
ويوضح أن معدل استهلاك السوق المحلي من التمور سنويا يتراوح ما بين 5-6 آلاف طن في المحافظات الشمالية والجنوبية، والمتبقي من الإنتاج يتم تصديره إلى الخارج.
وعن معاناة المزارعين، يقول بركات إن إغلاق معبر الكرامة تسبب في تأخر بعض الشاحنات لأكثر من 60 يوما، وإغلاق الاحتلال للحواجز العسكرية تسبب في تأخر العمال الذين يعملون في التمور، خاصة أن معظمهم يأتون من شمال الضفة ويمرون عبر تلك الحواجز، ما أدى إلى تأخر القطف، وإلحاق الخسائر وتلف الثمار.
وتُظهر بيانات البنك الدولي أن فلسطين تحتل المركزين الخامس عربيا والثامن عالميا في تصدير التمور، رغم أنها لا تعد من أكبر عشرة منتجين.
وتهيمن الدول العربية بصورة شبه كاملة على قائمة أكبر بلدان العالم المنتجة والمصدرة للتمور. ووفقا لأداة الحلول العالمية المتكاملة للتجارة التابعة للبنك الدولي، فإن السعودية احتلت المركز الأول عالميا في تصدير التمور بواقع 390 مليون دولار في عام 2023، وجاءت الإمارات في المركز الثاني بواقع 328 مليون دولار، وحلت تونس في المركز الرابع بواقع 256 مليون دولار، وفي المركز الخامس مصر بواقع 88 مليون دولار، وفلسطين في المركز الثامن بواقع 69 مليون دولار، ثم الأردن في المركز التاسع بواقع 59 مليون دولار.
وسلطت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو) الضوء في تقارير عديدة على الأهمية الاقتصادية للتمر، مشيرة إلى أن الأسواق العالمية تنظر إلى هذا المحصول المزروع في جنوب غربي آسيا وشمال إفريقيا على أنه فاكهة مرتفعة القيمة.
وتطور الإنتاج السنوي للتمر من نحو 1.8 مليون طن عام 1961 إلى 2.8 مليون طن عام 1985 إلى 5.4 مليون طن العام 2001 إلى أكثر من 9 ملايين طن عام 2023، وفقاً لـ"الفاو"، ما يدلل على أهميته وزيادة الاحتياج إليه.
ونوهت المنظمة الأممية إلى أن العمر الطويل للتمر أحد المميزات التي تقلص خسائر الهدر الغذائي.
وفقاً لـ"الفاو"، فإن مصر احتلت المركز الأول عالمياً في إنتاج التمور بواقع 1.86 مليون طن في 2023، تلتها السعودية بواقع 1.64 مليون طن، فالجزائر بواقع 1.32 مليون طن، وإيران مليون طن، والعراق 636 ألف طن، وباكستان 503 آلاف طن، والسودان 442 ألف طن، وعُمان 395 ألف طن، وتونس 386 ألف طن، والإمارات 329 ألف طن.
وحسب "الفاو"، فقد بلغ إجمالي الإنتاج العالمي للتمر 9.66 ملايين طن في عام 2023.
في المقابل، أظهرت إحصائيات "الفاو" أن الاتحاد الأوروبي يحتل المركز الأول عالميا في استيراد التمور في 2023، بواقع 358 مليون دولار، ثم الهند بواقع 267 مليون دولار، فالمغرب بواقع 241 مليون دولار، والإمارات بواقع 215 مليون دولار، وفرنسا 108 ملايين دولار، وتركيا 87 مليون دولار، وهولندا 84 مليون دولار، وإندونيسيا 80 مليون دولار، والولايات المتحدة 78 مليون دولار، وبريطانيا 76 مليون دولار.
ـــــ
/ع.ف