غزة 13-3-2025 وفا- حسين نظير السنوار
"حلم الجوعان عيش" ... صدقت تلك المقولة التي يشعر بها المواطنين في قطاع غزة بعد أن أخذ الخبز وغالبية المواد الغذائية بالنفاذ من الأسواق بسبب إغلاق قوات الاحتلال المعابر وحرمانهم من الغاز والوقود وحتى الكهرباء والماء.
أخذ الجوع ينهش أجسادهم النحيلة التي انهكتها أيام الحرب الطويلة لحرمانهم من الطعام والشراب وتعرضهم لسياسة التجويع لفترات طويلة حيث عادت أيام الجوع تتربع على موائدهم الفارغة في رمضان، وأصبح الخبز ينفذ لتعطل المخابز عن العمل لعدم وجود الغاز والسولار اللازم لتشغيلها.
ويقول المواطن سهيل حسونة، "نضطر يوميًا للمشي مسافة طويلة في سبيل الحصول على ربطة الخبز والتي في كثير من الأحيان يصعب الحصول عليها لشح الخبر في السوق وكذلك لشدة الازدحام أمام ما تبقى من مخابز عاملة بسبب إغلاق المعابر ومنع الاحتلال إدخال الغاز والوقود اللازم لتشغيلها، حيث أصبح شعبنا الشاغل هو الحصول على الخبز في أيام رمضان الذي من المفترض أن يكون للعبادة بدلًا من السعي للحصول على الطعام".
وأردف: "في كثير من الأحيان أجبر على دفع أربع أو خمس أضعاف ثمن الربطة عن سعرها من المخبز من السوق السوداء من أمام المخابز، وذلك لتفادي الازدحام وحرصًا مني على الحصول على واحدة لإطعام أطفالي وعائلتي، ويضيف ذهبت اليوم للحصول على الخبز وتفاجئت بإغلاق آخر مخبزين وسط البلد في خان يونس".
كما يقول المواطن محمد أبو شمالة "إن صعوبة الحصول أو توفير ربطة الخبز يوميًا أجبرتني وأجبرت آلاف العائلات الاتجاه للحصول على طعام التكايا الخيرية التي توزع طعام الإفطار الرمضاني ولذلك لوجود الأرز والطبيخ معًا وبهذه الطريقة أقوم بتوفير ما لدي من خبز لوجبة السحور".
ويضيف" نأكل لنبقى على قيد الحياة ونتمكن من ممارسة حياتنا اليومية لا لنستمتع بالطعام الذي يكون في كثير من الأحيان باردًا لعدم وجود الغاز لتسخينه.
أما السبعيني محمود أبو السعيد، يقول: "أصبحت يوميا أسعى للحصول على ربطة الخبز وأقوم بالسير إما على الأقدام أو عبر دراجتي الهوائية رغم امتلاكنا مخبزًا بلديًا نصف آلي وكنا نبيع الخبر والآن أصبحنا نبحث عنه لعدم استطاعتنا توفير الغاز لتشغيله".
أما الفتى مصطفى العباسي، يقول: "أقوم بالذهاب سيرًا على الأقدام مسافة تزيد عن ثلاثة إلى أربعة كيلو مترات من مدينة الشيخ حمد إلى مركز مدينة خان يونس في سبيل الحصول على ربطة خبز بعد أن توقفت نقاط بيع الخبز في المدينة من توفيره وإن توفر فيكون سيئاً وأحيانًا مفتت من عملية النقل".
ويضيف، "كانت والدتي تُعد العجين في البيت وكنت أذهب به لخبزه على طنجرة كهربائية تم تحويلها من الكهرباء للعمل على الغاز، ولكن للأسف توقف لعدم وجود الغاز">
بدوره، قال عضو الهيئة القيادية العليا لحركة فتـح بالمحافظات الجنوبية جمال عبيد إن حكومة الاحتلال الإسرائيلي تستخدم التجويـع كسلاح عَبْرَ أكبر و أخطر عملية تعذيب و تجويع جماعي في التاريـخ الحديث، مضيفًا إن الصمت و العجز الدولي شجع دولة الاحتلال على الاستمرار في ارتكاب الفظائع و الجرائم و الانتهاكات المتكررة للقانون الدولي الإنساني.
وأشار عبيد، إلى أن القيادة الفلسطينية تبذل جهودًا كبيرةً على الحلبة الإقليمية والدولية لوقف الحرب ورفع المعاناة عن كاهل شعبنا وإسقاط مشروع التهجير والوطن البديل، داعيًا المؤسسات الأممية لاتخاذ كافة الإجراءات والتدابير لإدخال المواد الغذائية والمستلزمات الطبية للقطاع فوراً وضرورة معاقبة وعزل حكومة الاحتلال.
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا" إن قطاع غزة يشهد شحًا في الغذاء والماء والخدمات الصحية، بعد قرار سلطات الاحتلال الإسرائيلي وقف إدخال المساعدات وقطع الماء والكهرباء عن القطاع.
وذكر أن "الناس في أنحاء غزة يجدون صعوبات متزايدة في إيجاد ما يكفي من الطعام والماء والخدمات الصحية، وغير ذلك من مستلزمات حيوية".
أما مقرر الأمم المتحدة الخاص المعني بالحق في الغذاء مايكل فخري، قال إن استمرار سلطات الاحتلال الإسرائيلي في منع وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة هو "استمرار لجرائم الحرب والإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية"، مبينًا أن إسرائيل تجوّع سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، وهذه أسرع عملية تجويع في التاريخ الحديث.
ودعا فخري المجتمع الدولي إلى فرض عقوبات على إسرائيل واسعة النطاق تشمل العديد من المجالات من الاقتصاد إلى الدبلوماسية.
يشار إلى أنه في الآونة الأخيرة قامت بعض الجهات والمؤسسات الدولية ومنها منظمة الغذاء العالمي بتقديم الدعم للمخابز العاملة في قطاع غزة عن طريق دعمها بالدقيق والغاز والوقود مقابل حصول المواطن على ربطة خير بسعر رمزي 2 شيقل إلا أن أغلبها توقف عن العمل بسبب عدم إدخال الغاز والوقود للقطاع وبسبب سياسة التجويع الجماعي الذي تمارسه إسرائيل ضد شعبنا في القطاع.
ــ
/إ.ر