طولكرم 19-3-2025 وفا- نظم الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية فرع طولكرم، اليوم الأربعاء، لقاء موسعا جمع المؤسسات النسوية وعدد من النازحات من مخيمي طولكرم ونور شمس، تحت عنوان "المرأة الفلسطينية ضد الإبادة والتهجير ومع حق العودة وتقرير المصير".
وأكدت مديرة الاتحاد في طولكرم ندى طوير، أن هذا اللقاء جاء في وقت تستمر فيه معاناة النازحات التي بدأت منذ 52 يوما، وبالتالي تسليط الضوء عبر هذه المعاناة بالاحتياجات الاجتماعية والوطنية في هذه المرحلة.
وأضافت أن اللقاء هو فرصة لطرح احتياجات النساء، خصوصاً في ظل تغير الأولويات مقارنة بالفترات السابقة، مؤكدة أن العمل المشترك بين المؤسسات النسوية للعمل مع النساء النازحات سيسهم في تحسين الوضع القائم، من خلال إنشاء شبكة من التعاون وتحديد أولويات جديدة تتناسب مع الظروف الحالية.
وفي حديثها عن الدعم النفسي، شددت طوير على ضرورة أن يكون محورا رئيسيا في المرحلة المقبلة، مع التأكيد على أهمية التواصل المستمر مع النازحات لتلبية احتياجاتهن وتقديم الدعم النفسي اللازم.
وثمنت طوير جهود الصحفيين الذين قدموا تقارير شاملة عن معاناة السكان في مخيمات الشمال في ظل العدوان الاسرائيلي عليها، وأكدت أهمية الدور الذي يلعبه الإعلام في إيصال معاناة النازحين إلى العالم، مشددة على ضرورة الاستمرار في تسليط الضوء على الأوضاع المأساوية التي يعيشها السكان في المدينة ومخيميها، كما دعت إلى تكثيف الجهود الإعلامية لنقل الصورة الحقيقية للواقع الإنساني هناك، وحشد الدعم الدولي لوقف الاعتداءات.
وتطرق اللقاء إلى القضايا الاجتماعية والنفسية التي تؤثر على النساء النازحات، حيث تم الاتفاق على تشكيل لجنة طوارئ مركزية تضم نساء من مختلف أماكن النزوح، بالإضافة إلى مؤسسات نسوية، لتكون مرجعية لجميع النازحات في المحافظة، كما تم التأكيد على أهمية دمج النساء النازحات في اللجان الشعبية للمخيمات لتعزيز دورهن في العمل المجتمعي.
وقدمت ممثلات المؤسسات المجتمعية والنسوية وحركة فتح في محافظة طولكرم شرحا عن الجهود التي تبذلها هذه المؤسسات لتقديم الدعم الإنساني والنفسي والطبي للنازحين، مع التركيز بشكل خاص على النازحات.
وأوضحت ممثلات هذه المؤسسات أن الدعم يشمل مراكز الإيواء وأماكن الإقامة خارجها، من خلال برامج المساندة والدعم النفسي، بالإضافة إلى برامج الطوارئ التي تم تنفيذها لتلبية احتياجات النازحين، كما تم العمل على توفير المتطلبات الأساسية للمساهمة في التخفيف من معاناتهم في ظل الظروف الراهنة.
وأكدن ضرورة تكثيف هذه الجهود لمواكبة تطورات الوضع وتلبية احتياجات النازحين بشكل مستمر.
وتحدثت النازحات عن معاناتهن خلال العدوان، حيث روين تفاصيل التحديات التي واجهنها أثناء رحلة النزوح القسري، مشيرات إلى أن جنود الاحتلال أجبروا النساء على مغادرة المنازل مع أطفالهن في ظروف قاسية، ودون السماح لهن بارتداء الأحذية أو أخذ ملابسهن والسير تحت المطر، بينما تعرضن للتهديدات المستمرة وإطلاق الرصاص.
وأوضحت بعض النازحات أنهن تعرضن للضرب والاختناق بالغاز السام من قبل جنود الاحتلال خلال مداهمتهم للمنازل وطرد سكانها منها، بينما تم تفجير المنازل وتدمير الممتلكات.
كما أكدن أن جنود الاحتلال ألقوا أثاث المنازل من النوافذ بعد طرد سكانها، والملابس في القمامة، وهو ما وصفنه بـ"حدث غير مسبوق".
وأشارت نازحات ممن لم يغادرن منازلهن في مخيمي طولكرم ونور شمس انهن عشن وعائلتهن اياما قاسية وظروفا انسانية صعبة خلال هذا العدوان بسبب ممارسات الاحتلال، بما في ذلك الاطلاق المتواصل للرصاص الحي واطلاق طائرات الاستطلاع داخل ازقة المخيم، إضافة الى انقطاع المياه والكهرباء المتواصل بسبب تدمير البنية التحتية.
وأكدن انهن يعانين من أوضاع إنسانية صعبة وظروف معيشية قاسية، حيث يجدن أنفسهن في بيئة غير مستقرة تفتقر إلى الكثير من الاحتياجات الأساسية، وتعاني الكثيرات من الصدمة النفسية والتوتر نتيجة فقدان الأمن والاستقرار، بالإضافة إلى فقدان الممتلكات والبعد عن منازلهن وأسرهن، في مراكز الإيواء أو أماكن النزوح المؤقتة، مما يزيد من معاناتهن اليومية.
ــــ
هـ.ح/ي.ط