في رسالة عاجلة إلى أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين
- أكد أن الوثيقة تخلط بين معاداة الصهيونية ومعاداة السامية
رام الله 29-3-2025 وفا- وجّه عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، رئيس اللجنة الرئاسية العليا لشؤون الكنائس في فلسطين، رمزي خوري، رسالة إلى أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين، عبّر فيها عن قلقه العميق إزاء الوثيقة التي تخلط بين معاداة الصهيونية ومعاداة السامية "ترجمة الكراهية: النسخة الكاثوليكية"، التي نُشرت بالتعاون بين مؤتمر الأساقفة الكاثوليك في الولايات المتحدة (USCCB) واللجنة اليهودية الأميركية (AJC).
وفي رسالته، وجّه خوري انتقاداً حاداً لما وصفه بـ "التشويه الخطير" في الوثيقة، إذ تخلط بين معاداة الصهيونية ومعاداة السامية، معتبراً أن هذا الخلط لا يمحو فقط معاناة الشعب الفلسطيني، بل يسعى أيضاً لقمع أي انتقاد مشروع للسياسات الإسرائيلية وانتهاكاتها لحقوق الإنسان.
وأكد أن معارضة الصهيونية ليست تعبيراً عن كراهية اليهود، بل موقف سياسي مناهض لـ"المشروع الاستعماري الاستيطاني الإسرائيلي وجرائمه بحق الفلسطينيين".
وحذّر خوري من أن الوثيقة تتجاهل الجرائم الإسرائيلية المستمرة، بما في ذلك "الإبادة الجماعية في غزة" و"التطهير العرقي في الضفة الغربية".
كما أدان إغفال الوثيقة لأوضاع الفلسطينيين المسيحيين، الذين تتعرّض مجتمعاتهم التاريخية لخطر الزوال تحت وطأة الاحتلال الإسرائيلي.
وقال خوري في رسالته إن "القدس، المدينة المقدّسة للمسيحيين، تخضع لاحتلال وحشي. تسعى السياسات الاستعمارية الإسرائيلية إلى محو هويتها الفلسطينية، مستهدفة المقدسات الإسلامية والمسيحية على حد سواء".
وأشار إلى التهديدات الأخيرة التي تطال البطريركية الأرمنية كنموذج آخر على محاولات إسرائيل للسيطرة على المؤسسات المسيحية.
كما رفض خوري ادّعاء الوثيقة بأن الاتهامات الموجّهة لإسرائيل بشأن الفصل العنصري والتطهير العرقي والاستعمار الاستيطاني "باطلة"، مشيراً إلى أن تقارير موثقة صادرة عن منظمات حقوقية فلسطينية وإسرائيلية ودولية تؤكد هذه الوقائع بلا جدال.
واعتبر أن المساواة بين معاداة الصهيونية ومعاداة السامية "خطيئة أخلاقية" تهدف إلى إسكات أي انتقاد للانتهاكات الإسرائيلية للقانون الدولي.
وسلط خوري الضوء على إدانة قداسة البابا فرنسيس للعدوان الإسرائيلي على غزة، حيث ندّد البابا علناً بـ"القسوة" التي يتعرّض لها المدنيون الفلسطينيون.
وفي ختام رسالته، طالب خوري بسحب تأييد مؤتمر الأساقفة الكاثوليك الأميركيين للوثيقة، مشدداً على أن "الكنيسة لا يمكنها أن تبشّر بالمحبة وهي تتجاهل الإبادة الجماعية، ولا يمكنها أن ترفع راية حقوق الإنسان وهي تشرعن القمع".
وتُمثّل هذه الرسالة نداءً صريحاً للكنائس حول العالم لتحمل مسؤولياتها الأخلاقية والوقوف إلى جانب المظلومين، وضمان عدم استغلال تعريفات معاداة السامية كأداة لإسكات الصوت الفلسطيني.
كما دعا خوري الكنيسة إلى الاصطفاف مع الحق والعدالة، لا مع الروايات التي تبرر القهر والمعاناة.
وشملت الرسالة مرفقات لبيانات رؤساء الكنائس في القدس، ورسالة "كايروس فلسطين" لممثلي المؤتمر في الولايات المتحدة.
وسلمت الرسالة من خلال سفارة دولة فلسطين لدى حاضرة الفاتيكان.
ــــ
ع.ف