نابلس 6-4-2025 وفا- بسام أبو الرب
مشاهد النيران التي أشعلها مستعمرون وامتدت داخل إحدى مزارع الدواجن في قرية دوما جنوب نابلس، لم تغب عن عيون المواطن ياسر دوابشة، صاحب مزرعة ومسلخ للدواجن في الطرف الغربي من القرية.
في الأول من نيسان هاجم مستعمرون منازل المواطنين في الجهة الغربية من قرية دوما، وأحرقوا خمس مركبات، ومزرعتين للماشية بشكل جزئي، قبل أن يتمكن الأهالي من صدهم، ما أدى لإصابة ثلاثة مواطنين بالرصاص الحي والمعدني المغلف بالمطاط الذي أطلقه المستعمرون تجاه أهالي القرية.
"هذه المرة الثانية التي يحرق المستعرون المزرعة والمسلخ، كانت الأولى في نيسان 2024، وحرقوا أجزاء كبيرة من المزرعة ما تسبب بأضرار جسيمة، كنا لا نزال نعمل على إعادة بناء المشروع وتأهيله، ليعودوا مرة أخرى مع بداية نيسان هذا العام ويجهزوا على ما تبقى من المزرعة والمسلخ"، يقول دوابشة.
ويضيف لمراسل "وفا"، "عشرات المستعمرين كانوا ينتشرون بشكل جنوني في المنطقة الغربية، بعضهم مسلح بالبنادق، وبعضهم يحمل العصي والأدوات الحادة ومواد سريعة الاشتعال، هاجموا القرية، وأشعلوا النار في المزرعة، ورغم محاولات رجال الاطفاء السيطرة على الحريق ومسابقة الزمن، إلا أن امتدادها وطبيعة الآلات الموجودة داخل المسلخ ساعدت في ازدياد حدة النيران".
ويتابع دوابشة: هذا المشروع الذي يعتاش منه أكثر من 7 عائلات، وتقدر خسارته بنحو نصف مليون شيقل، أصبح في مهب الريح، ونحتاج إلى سنوات لإعادة بنائه وتأهيله".
ولقرية دوما ذكرى أليمة عقب حادثة إحراق عائلة سعد دوابشة، عقب استهداف منزله من قبل مستعمرين في 31/7/2015، الأمر الذي أدى لاستشهاد الأب سعد، وزوجته رهام، والرضيع علي، ونجاة الطفل أحمد، بعد اصابته بحروق بالغة الخطورة، والتي لا يزال يتلقى العلاج بسببها.
سليمان دوابشة رئيس مجلس قروي دوما، يؤكد أن هذا الاعتداء الثاني منذ بداية عام 2025 للمستعمرين على قرية دوما وخربة المراجم التابعة لها، الذي نتج عنه حرق أربع مركبات ومنشأة زراعية كانت قد تعرضت للحرق بشكل جزئي عام 2024، واليوم عادوا وأجهزوا عليها، بعد أن تجمهر أكثر من 200 مستعمر خلال أقل من ساعة وهاجموا القرية بحماية جيش الاحتلال.
ويقول لمراسل "وفا"، "عام 2024 كان هناك هجوم واسع على قرية دوما أدى لعمليات حرق منازل ومنشآت ومركبات، بخسارة تقدر بـ5 ملايين شيقل على أطراف القرية التي تعاني منذ عام 1973 عقب فتح طريق التفافي استعماري محيط بها، إضافة إلى إغلاق كافة الطرق المؤدية للقرية خاصة بعد السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023 والابقاء على المدخل الرئيسي الذي تفتحه وتغلقه قوات الاحتلال بين الفينة والأخرى، ويشكل خطرا من اعتداءات المستعمرين".
ويتابع دوابشة "أكبر خطر يحيط بقرية دوما هو انتشار المستعمرات الرعوية والتي أصبحت تنتشر كالسرطان وتقضم أراضي القرية التي كانت تقدر مساحتها قبل 1967 بنحو 28 ألف دونم، واليوم لم يتبق سوى 940 دونما من مساحتها الكلية عقب الاستيلاء على أخصب الأراضي لصالح المشاريع الاستعمارية والطريق الالتفافي، إضافة إلى الاستيلاء على مصادر وينابيع المياه؛ خاصة في المناطق المطلة على الأغوار".
وكانت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، أفادت بأن قوات الاحتلال الإسرائيلي والمستعمرين نفذوا 1705 اعتداءات، خلال شباط الماضي، في استمرار لمسلسل الإرهاب المتواصل من قبل دولة الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني وأراضيه وممتلكاته.
وأشارت الهيئة في تقريرها الشهري حول "انتهاكات الاحتلال وإجراءات التوسع الاستعماري"، إلى أن الجهة المتمثلة بجيش الاحتلال نفذت 1475 اعتداء، فيما نفذ المستعمرون 230 اعتداء، وتركزت مجمل الاعتداءات في محافظات نابلس بـ300 اعتداء، والخليل بـ267 اعتداء، ورام الله بـ 263 اعتداء.
ـــ
ب.ر/ م.ع