رام الله 13-4-2025 وفا- أدانت اللجنة الرئاسية العليا لمتابعة شؤون الكنائس في فلسطين بشدة، الجريمة النكراء التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي بقصف مستشفى الأهلي العربي (المعمداني) التابع للكنيسة الأنجليكانية في مدينة غزة، في أحد أكثر الأيام قداسة لدى المسيحيين، يوم أحد الشعانين، معتبرة ذلك انتهاكا صارخا لكل القيم الدينية والإنسانية.
وأشارت اللجنة في بيان أصدره رئيسها، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، رمزي خوري، إلى أن تدمير المستشفى المسيحي الوحيد في قطاع غزة، والذي يعود تاريخه إلى القرن التاسع عشر، يمثل إهانة مباشرة للمجتمع المسيحي في فلسطين والعالم، واستخفافا بحرمة الأعياد الدينية، واعتداء على مؤسسة إنسانية كانت تخدم المئات من المرضى والمصابين يوميا.
وأوضحت أن الغارة الإسرائيلية التي استهدفت قسم العناية المركزة الطارئة والصيدلية تسببت بوفاة طفل يبلغ من العمر 13 عامًا خلال عملية الإخلاء، بعد أن كان يعاني من إصابة في الرأس، مؤكدة أن ما جرى ليس حادثا عرضيا، بل جريمة ممنهجة تأتي ضمن سياسة إسرائيلية متعمدة لتدمير كل مقومات الحياة في قطاع غزة.
وأضافت أن جيش الاحتلال دمّر عمدا 34 مستشفى منذ بداية العدوان، ضمن سياسة إبادة شاملة تشمل التجويع، والحرمان من المياه والأدوية، وتدمير البنية التحتية الصحية، في انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف.
وحملت اللجنة المجتمع الدولي، ومجلس الأمن على وجه الخصوص، المسؤولية الكاملة عن التقاعس في حماية المدنيين، وفشلهم في وقف الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني، وفي فتح المعابر، وإدخال المساعدات، والبدء الفوري بعمليات الإغاثة وإعادة الإعمار.
ودعت كنائس العالم، ومجالسها، والمؤسسات الدينية والإنسانية، إلى كسر الصمت، وإدانة هذه الجريمة المروعة، واتخاذ خطوات فعلية لحماية ما تبقى من المؤسسات الإنسانية في قطاع غزة، والوقوف إلى جانب أبناء الشعب الفلسطيني الذين يواجهون حربا إبادية متواصلة.
وأكدت أن صمت العالم على قصف مستشفى مخصص لإنقاذ الأرواح، وفي يوم مقدّس، يشكل طعنة في ضمير الإنسانية، لن تُمحى من ذاكرة التاريخ.
ــــــ
ف.ع