رام الله 19-4-2025 وفا- انطلقت، اليوم السبت، فعاليات المؤتمر العام الرابع لكتلة نضال المرأة، تحت شعار "الرفيقة الشهيدة هبة شلدان"، في المقر الرئيسي لجبهة النضال الشعبي في مدينة البيرة.
وحضر فعاليات المؤتمر عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، الأمين العام لجبهة النضال الشعبي أحمد مجدلاني، وعضو اللجنة التنفيذية، منسق القوى والفصائل الوطنية واصل أبو يوسف، ووزيرة شؤون المرأة منى الخليلي، ورئيسة الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية انتصار الوزير، وعدد من القيادات النسوية والشخصيات الوطنية.
وأكد المشاركون أن هذا المؤتمر يأتي في ظل ظروف استثنائية وصعبة تمر بها المرأة الفلسطينية، خاصة في قطاع غزة، التي تواجه يوميا ويلات حرب إبادة ممنهجة منذ عام ونصف.
ودعوا إلى توحيد الجهود الوطنية والدولية من أجل حماية النساء في غزة، ومحاسبة الاحتلال على جرائمه بحق المرأة الفلسطينية، لمواصلة نضالهن حتى نيل الحرية والكرامة.
وناقشت عضوات المؤتمر اوراق عمل تخصصية الى جانب النظام الداخلي للكتلة تمهيدا لإقراره وفق الاصول، ومن ثم انتخاب المجلس الإداري للكتلة ومناقشة التقرير الإداري والنظام الداخلي وعددا من الوثائق الداخلية بما فيها اعتماد تحول الكتلة الى اتحاد نضال المرأة.
وشدد مجدلاني على أهمية عقد المؤتمر الرابع للمرآة كتأكيد نهج الجبهة الذي رسخته بمؤتمرها الأخير "مرحلة جديدة نهج جديد" وفي ظل جهود التحول إلى حزب اشتراكي ديمقراطي جماهيري، مشيرا الى هذا المؤتمر سيتبعه سلسلة من المؤتمرات القطاعية تمهيدا للمؤتمر الثالث عشر للجبهة، وفيه سيكون كل عضوات مؤتمر المرآة عضوات طبيعيات بالمؤتمر العام وهو ما يشكل تقريبا نصف المشاركين بالمؤتمر.
وأوضح، أن المرحلة السياسية صعبة ومعقدة الهدف الأبرز فيها هو انهاء القضية الفلسطينية عبر تقويض السلطة الوطنية ومنجزات شعبنا عبر عقود من التضحيات.
وتابع مجدلاني: يمثل الاحتلال الإسرائيلي التحدي الأول، فهو العدو الرئيس، الذي يعيق تطور المجتمع الفلسطيني، ويحتل الأولوية في النضال، والمرأة باعتبارها جزءاً من هذا المجتمع، فهي ضمن القوى الاجتماعية التي تناضل ضد الاحتلال، ويكمن التحدي هنا في القدرة على تعبئة النساء في المعركة الوطنية لإنهاء الاحتلال من بوابات متعددة، كالانخراط في مقاومة الاستيطان والتهويد، والنضال من أجل الحرية والاستقلال وحق تقرير المصير، ومقاطعة البضائع الإسرائيلية، والمساعي النسوية ضمن حملات المناصرة الدولية، وحشد الدعم النسوي الدولي، والاشتباك مع انتهاكات الاحتلال الجسيمة في المحافل الدولية.
ورأى أن التحدي الثاني هو الصراع حول حقوق المرأة ومساواتها، وهو أحد المعيقات الرئيسة أمام تطور دور المرأة، ومشاركتها وحشد جهودها في المعركة الرئيسية للدفاع عن حقوق الشعب، وعن الهوية الوطنية والاجتماعية للمجتمع، الذي تميّز تاريخياً بالتنوع والتعددية الفكرية والسياسية والدينية.
بدوره، قال أبو يوسف: إن عقد المؤتمر بحد ذاته وبهذا الحضور الكبير والمهم يمثل انجاز وطني ضمن نضال الثابت من اجل الحفاظ على شعبنا وحقوقه الوطنية وانجازاته وفي المقدمة منظمة التحرير الممثل الشرعي الوحيد وحاضنه نضاله وتطلعاته وفي مواجهة العدوان ومحاولة تصفية القضية الفلسطينية على طريق دحر الاستعمار وعزل الاحتلال وفرض عقوبات علية ووقف حرب الإبادة
واكد أن الشعب الفلسطيني ثابت في أرضه لن يرحل مهى بلغت المؤامرات والمخططات ولن يتخلى عن حقوقه وحقه في مقاومة الاحتلال وحماية حقوقه وقرارات الاجماع الوطني في العودة وتقرير وإقامة دولته المستقلة على حدود 67 وعاصمتها القدس.
ورأى أبو يوسف أن المؤتمر بما يجري فيه من مناقشات وما سيتخذه من قرارات وتوصيات سيعزز الجهود في النضال الوطني وعلى صعيد قضايا وحقوق المرأة ومكانتها ودورها ومشاركتها وبما يلقي بدورها وما قدمته من تضحيات جسام.
وفي كلمة الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية، هنأت رئيسته انتصار الوزير، الجبهة وذراعها النسوي بانعقاد مؤتمرها الرابع في مرحلة مفصلية دقيقة، متمنية نجاح اعماله وأهدافه خدمة لقضايا وحقوق المرأة بشكل عام وتكريس دورها ومشاركتها وتمكينها، على مختلف الصعد والمحافل، وبما يليق بكفاح المرأة الفلسطينية.
من جهتها، قالت الخليلي: نلتقي اليوم في لحظة حرجة على مختلف الصعد ونحن نواجه كنساء عدوانا لا يتوقف وجريمة إبادة تستهدف الشعب الفلسطيني في القطاع والضفة والقدس بما فيها من بشر وحجر وتاريخ وامل.
وتابعت في هذه اللحظة يتجلى حضور المرأة كما لم يكن من قبل فقد اثبتت مرة أخرى انها ليست ضحية للعدوان فحسب بل شريكة في النضال وقائدة بالفطرة وحارسة لبقاء الاسرة والوطن والامل تصر على التواجد في كل الساحات.
وقالت عضو المكتب السياسي للجبهة سكرتيرة كتلة نضال المرأة سيلفيا أبو لبن، إن المؤتمر الذي يحمل اسم الرفيقة الشهيدة هبة شلدان التي استشهدت خلال عملية النزوح مع عائلتها في قطاع غزة، يحمل دلالة وطنية على ضرورة حماية النساء الفلسطينيات من حرب الإبادة الجماعية، موجهة التحية إلى كل امرأة فلسطينية تصمد اليوم تحت القصف في غزة، وتواجه رصاص الاحتلال في الضفة، وتُقاوم الاغتيال والتشريد والتهجير بكرامة وشموخ.
وأضافت: نلتقي اليوم في مؤتمرنا العام، بينما يتعرض شعبنا لحرب إبادة شاملة تقودها حكومة الاحتلال الفاشية بحق أبناء شعبنا في قطاع غزة، الذي يشهد واحدة من أبشع المجازر في التاريخ الحديث، حيث تُقصف البيوت على رؤوس ساكنيها، وتُباد العائلات، وتُستهدف النساء والأطفال بشكل مباشر. وفي الضفة الغربية، تُمارس الجرائم نفسها بوسائل أخرى: اغتيالات، اجتياحات، وحملات اعتقال تعسفية ممنهجة ومحاولات تهجير متواصلة. وفي هذا السياق الخطير، فإن مؤتمرنا يحمل دلالة سياسية ووطنية كبيرة، إذ نؤكد أن المرأة الفلسطينية، كما كانت دائمًا، ستبقى في طليعة المواجهة، وفي صُلب النضال الوطني، وفي مقدمة العمل الشعبي والمؤسساتي، تدافع عن الأرض والكرامة، وتبني في الوقت نفسه مؤسسات المجتمع والدولة.
وفي ختام المؤتمر، تم تكريم الرفيقة منى النمورة "أم جهاد" لدورها الناشط في إطار الكتلة وخدمة القضايا النسوية، وتكريم عائلتي الراحلتين الرفيقتين اميرة كاملة ورنا كراجة.
_
ن.ع/ م.ع