رام الله 11-5-2025 وفا- افتُتح اليوم الأحد، في متحف محمود درويش معرض فني بعنوان: "لن نرحل.. ستبقى فلسطين للفلسطينيين"، بالتعاون بين مؤسسة محمود درويش، والجمعية الفلسطينية للفن المعاصر، واللجنة العليا لإحياء ذكرى النكبة، ودائرة شؤون اللاجئين في منظمة التحرير، ووزارة الثقافة.
ويأتي المعرض، في إطار إحياء الذكرى السابعة والسبعين للنكبة، لتأكيد رسالة الصمود والتمسك بالهوية الوطنية.
وجرى الافتتاح بحضور عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ورئيس دائرة شؤون اللاجئين أحمد أبو هولي، ومحافظة رام الله والبيرة ليلى غنام، ووزير الثقافة عماد حمدان، ورئيس رابطة الفنانين الفلسطينيين أسامة نزال، إلى جانب لفيف من الشخصيات الوطنية والثقافية والفنية، وممثلين عن اللجان الشعبية في المخيمات، والمؤسسات والفعاليات الأهلية والمجتمعية، والقوى الوطنية والإسلامية، وعدد من ضباط وأفراد المؤسسة الأمنية، ما عكس الطابع الوطني الجامع لهذا الحدث الفني والثقافي.
ويضم المعرض 77 لوحة فنية أبدعها فنانون وفنانات من القدس والضفة الغربية وقطاع غزة ومختلف أماكن التواجد الفلسطيني، تُجسّد محطات مركزية من النكبة الفلسطينية، من الحياة قبل التهجير عام 1948، إلى مشاهد الاقتلاع واللجوء، مرورًا بتداعيات النكبة المستمرة، ومعاناة اللاجئين، والاعتداءات المتكررة على المخيمات، والتهجير القسري المتواصل، وصولًا إلى استذكار القرى المهجّرة وإحياء ذاكرتها في وجدان الأجيال.
وفي كلمته خلال الافتتاح، شدد أبو هولي على أن هذا المعرض ليس مجرد مساحة فنية، بل هو منصة وطنية مقاومة تُعبّر عن النكبة كحدث مستمر، وتمثّل انطلاقة لسلسلة من الفعاليات الوطنية في الذكرى الـ77 للنكبة، وتجسّد معاناة اللاجئين الفلسطينيين المتجددة مع كل استهداف للمخيمات، واستمرار حرب الإبادة في غزة، وكل محاولة لإنهاء دور وكالة "الأونروا" كمدخل لتصفية القضية. وأكد أن اللوحة الفلسطينية اليوم هي شاهد حي على الرواية الوطنية، ورسالة واضحة بأن شعبنا متمسك بحقه في العودة وقضيته العادلة، مهما اشتدت المؤامرات.
من جانبها، أكدت غنام أن إقامة هذا المعرض في ذكرى النكبة يعكس صلابة الذاكرة الفلسطينية، ويُظهر أن الفن الفلسطيني قادر على توثيق الجرح والتمسك بالحق في آنٍ واحد. وأضافت أن اللوحات الفنية تعبّر عن قصة كل لاجئ، وكل قرية مدمّرة، وكل مخيم يتعرض للهجوم، في ظل محاولات تفريغ المخيمات من بعدها الوطني والإنساني.
بدوره، أشار الوزير حمدان إلى أن هذا المعرض يعبّر عن التقاء الإبداع الفني بالوجدان الوطني، ويجسد وحدة المشهد الثقافي الفلسطيني في مواجهة محاولات الطمس والتزوير. وأكد أن الوزارة ماضية في دعم الفنانين والمبادرات الثقافية التي تنحاز إلى القضية الوطنية، وتسهم في صون الهوية وتعزيز الرواية الفلسطينية في وجه الرواية الصهيونية.
أما رئيس رابطة الفنانين الفلسطينيين، أسامة نزال، فقد شدد على أن الفنان الفلسطيني هو جزء أصيل من النضال الوطني، وأن الريشة واللون هما أدوات مقاومة لا تقل أهمية عن الكلمة والموقف. وأشار إلى أن الأعمال المشاركة تعبّر عن وجع اللاجئين، وتحمل رسائل فنية وإنسانية تُجسّد الألم والأمل في آنٍ معًا.
ومن المقرر أن يتواصل المعرض لمدة خمسة أيام، ويُستأنف يوم الثلاثاء الموافق 13 أيار 2025 في مركز البيرة الثقافي، بالتزامن مع وقفة دعم للأسرى، حيث يُعلَن رسميًا عن انطلاق فعاليات إحياء ذكرى النكبة لهذا العام، إلى جانب الحملة الإعلامية المصاحبة.
ويُعد هذا المعرض محطة فنية وطنية تؤكد أن النكبة لا تزال مستمرة، وأن الشعب الفلسطيني متمسك بحقه في العودة، وأن المخيمات ليست مكانًا مؤقتًا، بل رمزٌ لصمود اللاجئين وهويتهم المتجذرة، ورسالة مفتوحة إلى العالم بأن الذاكرة لا تموت، وأن الفن باقٍ ما بقي الحق.
ــــــــ
م.ل