صقلية 13-5-2025 وفا- عقدت سفيرة دولة فلسطين لدى إيطاليا وسان مارينو، عبير عودة، عدة اجتماعات خلال مشاركتها في مبادرة لدعم الشعب الفلسطيني وتحقيق السلام العادل المنعقدة في جزيرة صقلية الإيطالية.
واستهلت السفيرة عودة حديثها عن تزامن المبادرة مع مرور 77 عاما على نكبة الشعب الفلسطيني، مشيرة إلى أن نكبة الشعب الفلسطيني مستمرة حتى يومنا هذا، وما يتعرض له من حرب إبادة وتهجير قسري، وتدمير شامل للبينة التحتية وتصعيد سياسة التجويع والأسر دليل قاطع على ذلك، كما تطرقت إلى تصاعد الانتهاكات الإسرائيلية والتصعيد العسكري في الضفة الغربية بما فيها القدس.
وطالبت بالضغط بشتى السبل لتحقيق وقف إطلاق النار دائم ووقف حرب الإبادة والتهجير والتجويع كأولوية وضرورة العمل مع الشعوب الصديقة لمنع تصدير الأسلحة لدولة الاحتلال ومقاطعة البضائع الإسرائيلية، والتأثير على صناع القرار بعدم توقيع اتفاقيات مع دولة الاحتلال، وحشد الدعم للتأثير على صناع القرار لدعم الفلسطينيين في مساعيهم للتحرر من هذا الاحتلال الغاشم، والاعتراف بدولة فلسطين.
والتقت السفيرة عودة مع رئيس بلدية كاتانيا، انريكو ترانتينو، الذي رحب بهذه الزيارة واللقاء خاصة في ظل ما تمر به القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني جراء ممارسات وسياسات دولة الاحتلال الإسرائيلي. ووضعته في صورة مستجدات الأوضاع في فلسطين، وتبعات حرب الإبادة التي يتعرض لها أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والمستمرة منذ تشرين الأول/ أكتوبر عام 2023، ذهب ضحيتها الآلاف من أبناء الشعب الفلسطيني وتدمير هائل قد يحتاج إلى عشرات السنين لإعادة قطاع غزة قابل للعيش.
وشددت على أن كل هذه الممارسات والحرب الشرسة التي تشنها دولة الاحتلال تهدف بشكل أساسي إلى تهجير قسري للسكان وتفريغ قطاع غزة وإعادة احتلاله.
كما شددت السفيرة عودة على استخدام دولة الاحتلال التجويع كسلاح حرب إذ منعت المساعدات الغذائية والإنسانية الأساسية من الدخول الى قطاع غزة منذ الأول من آذار/ مارس 2025 بشكل نهائي الأمر الذي يفاقم الأزمة الإنسانية ويهدد بالمجاعة في قطاع غزة، والتي بدأت بالفعل حيث توفي حوالي 57 طفلا بسبب المجاعة والعدد بازدياد.
وأضافت أن دولة الاحتلال لم تكتف بتجويع الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، بل استخدمت المساعدات لإجباره على النزوح.
وأحاطت السفيرة عودة، ترانتينو بالتصعيد العسكري الإسرائيلي في الضفة الغربية وما سببه من دمار ونزوح للمواطنين إضافة إلى الإغلاقات وعرقلة حركة المواطنين، والانتهاكات المتعددة التي تمارسها دولة الاحتلال إضافة إلى الاستيلاء على الأراضي وتوسيع الاستيطان وإرهاب المستوطنين الذي يطال المدنيين العزل داخل بيوتهم، مشيرة إلى الانتهاكات التي تتعرض لها المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس أيضا.
وطالبت بضرورة الضغط والعمل من خلال كل السبل والقنوات الممكنة لوقف حرب الإبادة وتحقيق وقف إطلاق نار دائم، والضغط على دولة الاحتلال والمطالبة بتطبيق القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية بالخصوص، وعدم التعامل مع دولة الاحتلال كدولة فوق القانون.
بدوره، رحب أكد ترانتينو أهمية مثل هذه اللقاءات كونها تنقل صورة حقيقة لما يدور في فلسطين، وأضاف أن المعلومات التي تصلهم هي فقط من خلال الصحافة الا أنها مقيدة في بعض الأحيان، مشددا على ضرورة استمرار هذه اللقاءات لاطلاعه على ما يدور من أحداث في فلسطين.
وخلال لقائها مع رئيس الأساقفة لكنيسة صقلية لويجي رينا، قدمت السفيرة عودة إحاطة شاملة بالأوضاع الإنسانية الصعبة في فلسطين.
وشددت على ما تتعرض له المقدسات من انتهاكات وتدمير فتم استهداف الكنائس في قطاع غزة وتدميرها، إضافة إلى الحد من وصول المصلين إلى كنيسة القيامة في صلوات عيد الفصح الأخيرة.
وحذرت أن مثل هذه الممارسات والانتهاكات التي تمس بالكنائس تهدد الوجود المسيحي الأصيل في فلسطين وتهدف إلى تهجيرهم من بلادهم.
وطالبت السفيرة عودة رئيس الأساقفة رينا بالعمل للحفاظ على المقدسات المسيحية في فلسطين، مهد السيد المسيح، والعمل لنصرة الإنسانية وليعم السلام، وأن الخطوة الأولى تبدأ من تحقيق وقف إطلاق نار دائم.
من جانبه، شدد رئيس الأساقفة على أن الكنيسة تنظر بقلق لكل هذه الممارسات والانتهاكات والتدمير الذي يطال الكنائس العريقة والأصيلة، مؤكدا أنه يجب العمل بشكل جماعي وفوري لتحقيق وقف إطلاق النار وإغاثة الشعب المنكوب في غزة، والعمل للحفاظ على الوجود المسيحي في فلسطين وحماية الكنائس والحفاظ على الحق في العبادة.
ــــ
و.أ