أهم الاخبار
الرئيسية تقارير وتحقيقات
تاريخ النشر: 01/07/2025 12:13 م

الحمى الشوكية تفتك بالأطفال في مجمع ناصر الطبي بخان يونس

 

غزة 1-7-2025 وفا- ريم سويسي

تجلس السيدة عتاب فتحي (32 عاماً) بجانب طفلها أحمد (4 سنوات) الذي ينام على أرضية غرفة قسم الأطفال في مجمع ناصر الطبي بمدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، نتيجة الازدحام الشديد في أقسام المستشفى، وهي لا تدري ماذا تفعل لطفلها الذي يعاني الحمى الشوكية منذ أيام.

وكان مجمع ناصر الطبي قد أعلن قبل يومين تسجيل رقم قياسي في حالات الحمى الشوكية بين الأطفال، إذ وصل عدد المصابين إلى 35 حالة مؤكدة، وقد حذر الأطباء من خطورة المرض على الملكات العقلية والحواس لدى الأطفال، مشيرين إلى أن الازدحام الشديد في خيام النزوح وضعف جهاز المناعة بسبب سوء التغذية يُسرّعان انتشار العدوى.

كما تواجه إدارة المجمع أوضاعا كارثية في ظل نقص الأدوية والأسرّة، ما اضطر الطواقم الطبية إلى وضع بعض الأطفال المرضى على الأرض.

وقالت السيدة عتاب: نعيش كعائلة نازحة في منطقة مواصي خان يونس في خيمة على شاطئ البحر، ومنذ ثلاثة أيام لاحظت ارتفاع درجة حرارة طفلي أحمد مع غثيان شديد وعدم القدرة على الحركة، فتوجهت به إلى المشستفى للعلاج، وبعد الفحص أخبرني الطبيب أنه يعاني الحمى الشوكية.

وأضافت: كوننا نعيش على شاطئ البحر، فإننا نغسل أواني الطعام بمياه البحر، بالإضافة إلى لعب أطفالنا واستحمامهم في هذه مياه الملوثة بالفضلات، وأخشى على طفلي من مضاعفات هذه الحمى فهي شديدة الخطورة.

بدوره، قال مصدر طبي متخصص في المستشفى: منذ ثلاثة أيام فوجئنا بازدياد عدد حالات الحمى الشوكية بين الأطفال في مستشفى ناصر بمعدل 8 إلى 10 حالات يومياً، كنا نتوقع أن تكون هذه الحمى فيروسية لكن تبين أنها بكتيرية.

وتابع: كل حالة حمى شوكية يجب أن تدخل إلى المستشفى وأن يتم إجراء الفحوصات اللازمة، وللأسف الشديد، الفحوصات غير موجودة في المستشفى بسبب الحصار، فنضطر إلى التعامل مع الحالات الحدة نفسها، سواء كانت فيروسية أو بكتيرية.

وأشار إلى أن هناك ازدحاما شديدا في أقسام المستشفى، والأطفال ينامون على أرضية غرف قسم الأطفال.

ولفت المصدر الطبي، إلى أن أسباب انتشار هذه الحمى تعود إلى تدني المناعة لدى الأطفال منذ بداية الحرب بسبب الحصار وانعدام الغذاء الجيد، وتهالك منظومة النظافة الصحية مثل: التخلص من مياه الصرف الصحي في البحر، ووجود الأطفال هناك.

ولفت إلى وجود أغلب النازحين على شاطئ البحر، حيث يغسلون ملابسهم وأواني الطعام، ما يسبب أمراضا فيروسية، بالإضافة إلى أن نقص التهوية في الخيام والوضع المأساوي الكارثي الذي يعيشه النازحون بشكل عام يؤثران في جهاز المناعة.

وأردف، أن المستشفى أطلق أكثر من نداء عاجل للمنظمات الإنسانية الحقوقية، لا سيما أن الحالات في ازدياد يومي، وقد شارفت على الأربعين حالة حتى الآن، كما أن هؤلاء الأطفال معرضون لخطر الوفاة إن لم يشخصوا مبكراً وتقدم لهم الرعاية الصحية اللازمة.

يشار إلى أن جيش الاحتلال استهدف منذ بداية الحرب على غزة معظم مضخات الصرف الصحي، ما أدى إلى تصريف مياه الصرف الصحي في البحر وتلوث المياه الجوفية.

ــ

إ.ر

 

مواضيع ذات صلة

اقرأ أيضا