أهم الاخبار
الرئيسية أخبار دولية
تاريخ النشر: 16/07/2025 11:52 م

مجلس الأمن يناقش تصاعد الأزمة الإنسانية في قطاع غزة

السفير ماجد بامية يعرض صورا لأطفال استشهدوا خلال العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة
السفير ماجد بامية يعرض صورا لأطفال استشهدوا خلال العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة


نيويورك 16-7-2025 وفا- عقد مجلس الأمن الدولي، مساء اليوم الأربعاء، جلسة حول الوضع في الشرق الأوسط، بما في ذلك القضية الفلسطينية.

وناقش المجلس، "تصاعد الأزمة الإنسانية في قطاع غزة، حيث أدت أوامر الإخلاء الإسرائيلية الجديدة إلى تهجير عشرات الآلاف، وسط قصف متواصل أسفر عن مقتل مئات المدنيين خلال الأسابيع الأخيرة، كثير منهم من الأطفال".

وفي إحاطته أمام المجلس، قال وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، توم فليتشر إن ""الطعام ينفد. من يسعى للحصول عليه يعرّض نفسه لإطلاق النار. الناس يموتون وهم يحاولون إطعام عائلاتهم. تستقبل المستشفيات الميدانية جثث القتلى، ويسمع العاملون في القطاع الطبي القصص مباشرة من الجرحى. يوماً بعد يوم بعد يوم."

ولتفصيل حجم الدمار، بين فليتشر أن "معدلات المجاعة بين الأطفال بلغت أعلى مستوياتها في حزيران/ يونيو، ولا يعمل سوى 17 من أصل 36 مستشفى، و63 من أصل 170 مركز رعاية صحية أولية، وجميعها تعمل جزئيا فقط، رغم استمرار وصول أعداد كبيرة من الضحايا يوميا".

وأضاف: "في بعض المستشفيات، يتشارك خمسة أطفال حديثي الولادة حاضنة واحدة"، مشيرا إلى أن 70% من الأدوية الأساسية غير متوفرة.

وتابع: رغم أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي وافقت الأسبوع الماضي على السماح بدخول شاحنتي وقود يوميا إلى غزة، خمسة أيام في الأسبوع، عبر معبر كرم أبو سالم، إلا أن ذلك "يشكل جزءاً بسيطاً مما هو مطلوب يومياً لتشغيل الخدمات الحيوية اللازمة لبقاء السكان على قيد الحياة".

اليونيسف: صف دراسي كامل من الأطفال يقتل كل يوم

بدورها، قالت المديرة التنفيذية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) كاثرين راسل، في إحاطة أمام المجلس: "على مدار الـ21 شهراً الماضية من الحرب، قُتل أكثر من 17,000 طفل وأُصيب 33,000 آخرون، بحسب التقارير. أي أن متوسط عدد الأطفال الذين يُقتلون يومياً يبلغ 28 طفلاً — ما يعادل صفاً دراسياً كاملاً".

وأضافت: "تخيلوا ذلك للحظة. صف دراسي كامل من الأطفال يُقتل كل يوم، على مدى ما يقارب العامين."

وأشارت إلى أن "الأطفال يُقتلون ويُشوهون أثناء اصطفافهم للحصول على الغذاء والدواء المنقذين للحياة — بما في ذلك تسعة أطفال وأربع نساء قُتلوا الأسبوع الماضي في دير البلح —".

 وقالت إن "مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان وثّق، بين 27 أيار/مايو و7 تموز/ يوليو، مقتل 798 مدنياً فلسطينياً — من بينهم أطفال — بينما كانوا يبحثون عن الطعام، عند مواقع توزيع أو بالقرب من قوافل إنسانية".

وأكدت: "نحن بحاجة ماسة إلى استئناف عمل قنوات المساعدات التي تقودها الأمم المتحدة، مع توفير وصول إنساني آمن ومستدام عبر جميع المعابر المتاحة."

فلسطين: كل الطرق في غزة تؤدي إلى الموت

وقال نائب المندوب الدائم لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة السفير ماجد بامية: "في غزة، كل الطرق تؤدي إلى الموت، ودورنا، ومسؤوليتنا، وواجبنا القانوني والأخلاقي هو أن نفتح طريقًا يؤدي إلى الخلاص. إسرائيل تريد أن يكون هذا الطريق هو مغادرة غزة. هذا كان المخطط منذ اليوم الأول".

وأضاف: "دعهم يغادرون! يقولون. هذا هو حل إسرائيل لمشكلة اللاجئين: حق في النفي المتجدد بدلًا من حق العودة".

وتابع: "إسرائيل لا تعترف بنا كبشر متساوين يتمتعون بالحقوق. لذا يقومون بتعديل القواعد لتناسب ادعاءهم بالتفوق".

وأردف قائلا: "دورنا ليس أن نكون رواة هذا الإبادة الجماعية، بل أن نكون جزءًا من الحراك الذي ينهيها"، داعيًا إلى تحقيق العدالة والسلام، ومشددًا: "مصير أمة يعتمد على القرارات التي تستعد الدول لاتخاذها اليوم".

الدنمارك: يجب السماح للأمم المتحدة وشركائها الإنسانيين بالقيام بعملهم

وقالت المندوبة الدائمة لمملكة الدنمارك لدى الأمم المتحدة، كريستينا ماركوس لاسن، "يجب ألا تُستخدم المساعدات الإنسانية أبداً كورقة ضغط سياسية أو تُوظف ضمن استراتيجية عسكرية"، مشيرة إلى أن "ذلك يُشكّل سابقة خطيرة" لمستقبل العمل الإنساني في مناطق النزاع حول العالم.

وأدانت بشدة "قتل المدنيين الجائعين في غزة أثناء محاولتهم الحصول على الطعام"، مضيفةً: "إن التكرار المقلق وحجم هذه الحوادث أمر غير مقبول على الإطلاق".

وأكدت أن الدنمارك تدعم الخطة المنسقة للأمم المتحدة لاستئناف إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة، مضيفة: "يجب السماح للأمم المتحدة – بما في ذلك الأونروا – وشركائها الإنسانيين بالقيام بعملهم: إيصال الإمدادات الضرورية بأمان، وضمان تقديم الخدمات دون انقطاع في جميع أنحاء غزة."

اليونان: لا يزال دور الأونروا محوريا ولا غنى عنه

ودعا المندوب الدائم لليونان لدى الأمم المتحدة، إيفانغيلوس سيكيريس، إلى زيادة عدد الشاحنات اليومية المحمّلة بالغذاء والمواد الأساسية بشكل ملموس، وفتح المزيد من المعابر في جنوب وشمال غزة.

وشدد على أنه "لا شك على الإطلاق" في أن تحقيق هذا الهدف غير ممكن دون خبرة الأمم المتحدة القيّمة، مضيفاً: "لا يزال دور الأونروا محورياً ولا غنى عنه."

كوريا الجنوبية: يجب السماح للصحفيين الدوليين بدخول غزة

وقال القائم بالأعمال في بعثة جمهورية كوريا لدى الأمم المتحدة سانغجين كيم: "وسط القيود التامة المفروضة على وصول وسائل الإعلام الدولية، لا نزال نواجه مقاطع فيديو صادمة وشهادات مؤثرة حول تجارب كل شخص في نقاط توزيع المساعدات".

ودعا إلى "إجراء تحقيق كامل وشفاف" في مقتل مدنيين من منتظري المساعدات، مضيفا: "والأهم من ذلك، يجب السماح للصحفيين الدوليين بدخول غزة، ومشاهدة ما يحدث، ونقل التفاصيل إلى العالم."

الصين تنتقد آلية توزيع المساعدات الأميركية الإسرائيلية

وانتقد الممثل الدائم للصين لدى الأمم المتحدة، فو تسونغ، آلية توزيع المساعدات الأميركية الإسرائيلية المرفوضة أمميا. وقال: "ليست هذه الآلية غير كافية فقط لتخفيف الوضع الإنساني، بل إنها تسببت مرارًا في سقوط أعداد كبيرة من الضحايا المدنيين"، مشيرا إلى أنها "ذات طابع عسكري وتنتهك المبادئ الإنسانية".

وأضاف: وفي الوقت نفسه، قامت الأمم المتحدة وغيرها من الوكالات الإنسانية ببناء "أنظمة متكاملة تتمتع بخبرة واسعة".

وحثّ جميع الأطراف على "دعم الأمم المتحدة في تقديم المساعدات بما يراعي المبادئ الإنسانية".

وأكد أن "كل من غزة والضفة الغربية هما وطن للشعب الفلسطيني، وليسا أوراق مساومة في صفقات سياسية".

ـــ

ع.ف

مواضيع ذات صلة

اقرأ أيضا