نيويورك 10-9-2025 وفا- بعث المندوب الدائم لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة، الوزير رياض منصور، اليوم الأربعاء، بثلاث رسائل متطابقة إلى كل من الأمين العام للأمم المتحدة، ورئيس مجلس الأمن لهذا الشهر (جمهورية كوريا)، ورئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، بشأن مرور أكثر من 700 يوم على حرب الإبادة الجماعية التي تشنها إسرائيل ضد شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة.
وناشد منصور في رسائله المجتمع الدولي التحرك الفوري لوقف هذه الإبادة الجماعية وحماية شعبنا الفلسطيني الذي يتعرض لحرب إبادة على مرأى ومسمع من العالم أجمع، في انتهاك منهجي لكل مبادئ القانون الدولي.
وأشار إلى أن إفلات إسرائيل من المساءلة شجعها على تكثيف عدوانها، لا سيما في مدينة غزة، موضحا أن هذا الإفلات تجلى أيضا بشكل صارخ في انتهاكها لسيادة دولة قطر وأمنها، ولميثاق الأمم المتحدة.
وأكد أن إسرائيل، في ظل غياب المساءلة، تواصل تجاهل الإدانات والمطالبات الدولية بوقف إطلاق النار، ورفع حصارها الجائر عن شعبنا في قطاع غزة، بل إنها تسخر من تأكيدات التصنيف المرحلي المتكامل حول المجاعة في غزة، إذ تمضي في القتل والتدمير بشكل متعمد، ومعاقبة شعبنا بشكل جماعي بهدف إلحاق أكبر قدر من الأذى والدمار، فيما يواصل المسؤولون الإسرائيليون التهديد بالمزيد من سفك الدماء والدمار في غزة، إضافة إلى تكرار تهديداتهم ضد الضفة الغربية أيضا.
وتطرق إلى الفظائع التي ترتكبها إسرائيل بحق الأطفال، مشيرا إلى أن أحدث تقييم أجرته منظمة "إنقاذ الطفولة" كشف عن استشهاد 20,000 طفل خلال 23 شهرا من العدوان الإسرائيلي، وهو ما يعادل "أكثر من طفل فلسطيني واحد يُقتل كل ساعة على يد القوات الإسرائيلية" منذ بدء هذه الإبادة الجماعية، إلى جانب إصابة أكثر من 42,000 طفل.
ولفت منصور إلى أن لجنة الأمم المتحدة لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، أفادت بأن ما لا يقل عن 21,000 طفل أصبحوا معاقين بشكل دائم، فضلا عن آلاف آخرين ما زالوا في عداد المفقودين، بينما توفي 131 طفلا من بين 367 مواطنا جراء سوء التغذية الناجم عن سياسة التجويع القسري للسكان التي تسببت في المجاعة.
ونوه إلى أن العدد الإجمالي للشهداء في غزة تجاوز 64,000 أغلبيتهم الأطفال والنساء، فيما أصيب أكثر من 162,000 منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
وأوضح أنه في الفترة نفسها، استُشهد ما يقارب 1,000 مواطن برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي والمستعمرين في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، وأصيب آلاف آخرون، إضافة إلى آلاف المعتقلين.
وشدد منصور على ضرورة التحرك العاجل والحاسم، بما في ذلك من مجلس الأمن، لإنقاذ ملايين الفلسطينيين المهددين بالموت أو التهجير بفعل آلة الحرب الإسرائيلية، مؤكدا ضرورة التزام المجلس بمسؤولياته المنصوص عليها في الميثاق، والتحرك الفوري لوقف هذه الإبادة الجماعية وحماية الشعب الفلسطيني من المزيد من الأذى الذي لا رجعة فيه.
وجدد ما دعت إليه القيادة الفلسطينية من اتخاذ إجراءات بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة لفرض وقف إطلاق النار، وإلزام إسرائيل رفع حصارها وضمان وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق، بما في ذلك إعادة وجود الأمم المتحدة، خاصة وكالة "الأونروا" باعتبارها العمود الفقري للعمليات الإنسانية للأمم المتحدة، إلى جانب المنظمات الدولية، وتوفير الحماية الدولية لشعبنا، ووقف المجاعة ومنع التطهير العرقي، إضافة إلى وقف مخططات الضم الإسرائيلية في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، وكذلك في غزة التي تواصل إسرائيل تنفيذها في انتهاك للقانون الدولي، بشكل متعمد لإفشال حق تقرير المصير الفلسطيني وتدمير حل الدولتين.
ونوه منصور إلى أننا ندرك الجهود والتدابير الملموسة التي اتخذتها العديد من الحكومات، بشكل فردي وجماعي، والجهود والمبادرات التضامنية من المجتمع المدني من مختلف أنحاء العالم، إلا أننا بحاجة إلى بذل المزيد من الجهود لمواجهة التهديدات الوجودية التي تواجه الشعب الفلسطيني، بما في ذلك وقف نقل الأسلحة وفرض العقوبات على إسرائيل.
واختتم منصور رسائله بالتأكيد على أن استئناف المؤتمر الدولي بشأن التسوية السلمية للقضية الفلسطينية وتنفيذ حل الدولتين، يوفر لحظة حاسمة أخرى للدول لتكثيف جهودها، وتعزيز الدعم للشعب الفلسطيني وحكومته، والالتزام باتخاذ تدابير ملموسة فورية.
ــــ
ر.ح