بيرن 14-10-2025 وفا- حثّ عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" محمد اشتية، سويسرا على اتخاذ خطوة تاريخية وشجاعة بالاعتراف الرسمي بدولة فلسطين، مؤكدًا أن هذا الاعتراف لم يعد خيارًا سياسيًا أو دبلوماسيًا، بل واجبًا قانونيًا وأخلاقيًا ينسجم مع مبادئ العدالة وحقوق الإنسان التي ترفعها سويسرا في العالم.
وقال اشتية، في مستهل زيارة تاريخية إلى سويسرا ضمن جولة أوروبية، إن الاعتراف بدولة فلسطين لا يُعدّ عقوبة لإسرائيل، بل هو إنصاف لشعب يعيش تحت الاحتلال منذ أكثر من سبعة عقود، ويمثل صرخة أمل في وجه الظلم، مؤكدًا أن الأرض ليست هبةً إلهية لأحد، وأن الحل في فلسطين سياسي وليس دينيًا.
جاء ذلك خلال لقاء رسمي عقد في العاصمة بيرن مع رئيسة البرلمان السويسري مايا رينكر، وعدد من أعضاء البرلمان، بحضور سفير دولة فلسطين لدى سويسرا والمندوب الدائم للأمم المتحدة في جنيف إبراهيم خريشي، والمستشار الأول خلوصي بسيسو، وسكرتير أول دانية دسوقي.
واستعرض اشتية خلال اللقاء آخر التطورات السياسية والإنسانية الخطيرة في الأرض الفلسطينية المحتلة، لا سيما في قطاع غزة، مؤكدًا أن ما يتعرض له الشعب الفلسطيني هو إبادة جماعية ممنهجة تهدف إلى كسر إرادة الفلسطينيين وإلغاء حقهم في الحياة والحرية والاستقلال.
ورحب اشتية بنتائج مؤتمري نيويورك وشرم الشيخ، مؤكدًا سعي القيادة الفلسطينية للتعاون مع جميع الأطراف من أجل إحلال السلام والتوصل إلى حل عادل وشامل على أساس حدود الرابع من حزيران عام 1967.
وأوضح أن استمرار بعض الدول في تبرير تأجيل الاعتراف بدولة فلسطين بانتظار استئناف المفاوضات قد فقد معناه بعد أربعة وثلاثين عامًا من السياسات الإسرائيلية الهادفة لإفشال حل الدولتين وتكريس الاحتلال وبناء منظومة استعمارية خانقة على الأرض الفلسطينية.
وأشار اشتية إلى أن الضفة الغربية اليوم محاصرة بـ921 حاجزًا عسكريًا، ويعيش فيها أكثر من 881 ألف مستوطن في مستوطنات غير شرعية، مؤكدًا أن حجم الكارثة الإنسانية في قطاع غزة تجاوز كل التصورات، حيث بلغ عدد الشهداء أكثر من 70 ألفًا، وسُوِّيت أحياء كاملة بالأرض. وأضاف أن الفلسطينيين العائدين إلى منازلهم المدمرة يحملون رسالة صمود لا يمكن كسرها، فالفلسطيني باقٍ على أرضه مهما بلغت التضحيات.
وشدد على أن المجتمع الدولي يعيش لحظة اختبار حقيقية لضميره الإنساني، وأن الاعتراف بدولة فلسطين أصبح واجبًا أخلاقيًا عالميًا بعد انكشاف الجرائم الإسرائيلية وانهيار مبررات الصمت الدولي. وقال: "نأمل أن تنضم سويسرا قريبًا إلى صف 159 دولة اختارت أن تكون في جانب العدالة والحق".
وبيّن اشتية أن الاعتراف السويسري بدولة فلسطين سيحمل وزنًا سياسيًا ومعنويًا كبيرًا على الساحتين الإقليمية والدولية، وسيكون له صدى خاص في العالمين العربي والإسلامي، لا سيما لدى الدول التي تتابع عن كثب المواقف الأوروبية تجاه القضية الفلسطينية.
كما استعرض اشتية أمام رئيسة البرلمان جهود السلطة الوطنية الفلسطينية في الإصلاح المؤسسي والتحضيرات للانتخابات العامة التي أعلن عنها السيد الرئيس، مشيرًا إلى أن الحكومة تعمل على تحديث البنية الإدارية وتعزيز الشفافية، وأن لجنة من تسعة خبراء تعمل على إعداد دستور حديث لدولة فلسطين يُدرَس ضمنه عدد من التجارب الدولية الرائدة، ومنها النموذج السويسري.
وفي ختام اللقاء، دعا اشتية البرلمان السويسري إلى استخدام ثقله السياسي والأخلاقي لدفع الحكومة نحو الاعتراف بدولة فلسطين، والمشاركة الفاعلة في جهود إعادة إعمار غزة وصياغة أفق سياسي جديد ينهي الاحتلال ويعيد الأمل إلى الشعب الفلسطيني.
ـــ
م.ب