رام الله 29-3-2021 وفا- معن الريماوي
يضطر المواطن منجد التميمي (43 عاما) من قرية دير نظام شمال رام الله، للتوجه إلى أرضه كل صباح، والبقاء فيها لساعات متأخرة من الليل لحراستها وحمايتها من اعتداءات جيش الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين.
تقع أرض التميمي في الجهة المقابلة لمستوطنة "حلميش" المقامة على أراضي المواطنين شمال غرب رام الله ويخشى أن يتم الاستيلاء عليها "بين ليلة وضحاها"، يقول "يمكن أن يهاجمونا في أي لحظة، وعلي أن أكون حذرا".
قبل 17 عاما صدم التميمي عندما دخل أرضه، ورأى أشجار الزيتون المتكسرة والمحطمة تفترش الأرض، بعدما أقدم مجموعة من المستوطنين على اقتلاعها وتخريبها، أصاب الحزن قلبه وقرر منذ ذلك اليوم البقاء فيها لحمايتها.
"منذ ذلك الحين وأنا أتعرض لمضايقات يومية كلما دخلت الأرض في محاولة لطردي والاستيلاء عليها، علما أنني أمتلك أوراق الطابو التي تؤكد ملكيتي لها"، يقول التميمي.
ويضيف "يداهم المستوطنون الأرض بين الفينة والاخرى، ويقومون بترهيبي وإطلاق النار نحوي لتخويفي، ولكن أصمد بفضل أهالي قريتي الذين يهرعون للمكان للتصدي لهم ومساندتي وصد الاعتداء، لذلك أنا أتواجد دائما هنا حتى أمنع الاعتداءات على الأرض قدر المستطاع، وفي بعض الأحيان يعتدون علي بالضرب، ويطردوني بحماية جنود الاحتلال".
ويشير التميمي "عند عودتي للمنزل في المساء أبقى خائفا، لأنني لا أدري ماذا سيفعلون في الأرض خلال الليل، وأنتظر حتى اليوم التالي لأعود وأتفقدها، وغالبا ما أجدهم قد قاموا بخلع مئات الأشجار والأشتال، وقطعوا السياج المحيط فيها".
"لليوم أنا ممنوع من حراثتها أو استصلاحها، وقبل عدة سنوات قدم لي الصليب الأحمر مشروعا لاستصلاحها، وعندما بدأت بتنفيذه داهم المستوطنون الأرض بحماية جنود الاحتلال، وشرعوا بإطلاق الرصاص وقنابل الغاز المسيل للدموع نحونا، وأصيب عدد من بحالات اختناق".
ويتابع: وبعدها أمسك بي الجنود وقيدوا يدي ونقلوني لمركز تحقيق قريب، وتناوبوا بضربي لست ساعات، وهذا ما جرى أيضا حينما بدأنا قبل أشهر بمشروع تابع للمركز الفلسطيني للتنمية وبالتعاون مع وزارة الزراعة لزراعة أشجار اللوزيات، حينها وفي ساعات الفجر اقتلع المستوطنون 2500 شجرة".
ويؤكد التميمي "قبل عدة أيام، استولت سلطات الاحتلال على الجرار الزراعي الخاص بي أثناء حراثتي للأرض، ولكن عدت في اليوم التالي وأنا أحمل فأسا ومشط أرض لأعتني بها، وتم أيضا الاستيلاء عليهما".
ويحيي أبناء شعبنا يوم غد الثلاثاء، الثلاثين من آذار/ مارس، الذكرى الـ45 "ليوم الأرض"، الذي جاء بعد هبة الجماهير العربية داخل أراضي 1948، ضد الاستيلاء على الأراضي، والاقتلاع، والتهويد التي انتهجتها إسرائيل، وتمخض عن هذه الهبة ذكرى تاريخية سميت بـ"يوم الأرض".
رغم ذلك، يصر التميمي على البقاء في أرضه والاعتناء بها وعدم الاستسلام لمضايقات الاحتلال ومستوطنيه، قائلا: "أنا حارس لهذه الأرض، وإذا لم نكن حماة لها فإننا لا نستحق أن نكون عليها، ويجب أن نحافظ عليها ونحميها بأرواحنا، زوجتي وأولادي يخافون علي كثيرا عندما أذهب إلى الأرض، يتصلون بي للاطمئنان عني، صحيح أنا في خطر دائم ولكن لا يجب ان نستسلم للمستوطنين".
ويختتم التميمي: "أقوم بتوثيق جرائم الجيش والمستوطنين، وتسجيلها لدى الجمعيات الحقوقية ووسائل الإعلام بغية فضح جرائمهم".
ــــــــــــ
م.ر/ر.ح