الرئيسية تقارير وتحقيقات
تاريخ النشر: 18/04/2021 01:49 م

شظايا رصاص الاحتلال تسكن جسد الأسير صبح منذ 20 عاما

طولكرم 18-4-2021 وفا- هدى حبايب

في العاشر من كانون الأول عام 2000، أصيب الأسير سامي محمود ذيب صبح من طولكرم برصاص "دمدم" أطلقه عليه جنود الاحتلال في مواجهات في مدينة طولكرم، اخترقت شرايين وأوردة رجله، ودخل في حالة حرجة، ومكث 18 يوما في العناية المكثفة.

 كانت جميع المؤشرات الطبية تشير إلى إصابة الأسير صبح بالشلل، ولولا عناية الله ووجود فريق طبي أردني في فلسطين في حينه أجرى له عمليات توصيل للأوردة أبقته على قيد الحياة والحركة.

لم يكتف الاحتلال بإصابة صبح، بل استمر في مطاردته مدة عامين، تعرض خلالها لـ(15) كمينا، إلى أن تم اعتقاله بتاريخ 1-8-2003، وحكم عليه بالسجن 28 عاما.

أدخل اعتقاله الحزن والألم إلى قلوب عائلته، خاصة والده، فوالدته توفيت خلال فترة مطاردة الاحتلال له، ولم يستطع حضور جنازتها، 18 عاما مرت ثقالا على والده، وكله أمل أن تنحسر المسافة المكانية والزمانية ليحتضن ولده، فيشم فيه ذكرى ولده الأصغر عمر، الذي راح شهيدا عام 2001، بعد قصف الاحتلال سيارته.

 47 عاما هو عمر سامي الآن، تنقل بين أكثر من سجن ويقبع الآن في سجن مجدو، ومع ازدياد السنوات تزداد آلام عائلات آلاف الأسرى.

وقال عدنان شقيق الأسير صبح لـ"وفا"، إن اعتقال سامي ترك حسرة في قلوبنا خاصة لدى الوالد، وما زالت بمرور 18 عاما على أسره، فيتذكره في كل لحظة ومناسبة، ونراه دائم الدعاء له بالرضا والحرية، عشنا فترات صعبة خلال 3 سنوات متواصلة فقدنا فيها الوالدة وأخي الشهيد، ثم إصابة سامي واعتقاله والحكم عليه بسنوات طويلة.

وأضاف، سامي تعرض لتحقيق شديد وتعذيب، ومارس الاحتلال بحقه عقوبات، وعزله كثيرا وتعرضت صحته للخطر، ومنع عنه الزيارات و"الكنتينا"، تحت ذريعة خوضه للإضراب عن الطعام إلى جانب زملائه الأسرى لتحقيق مطالبهم المشروعة كأسرى، مشيرا إلى أن سامي خاض إضرابات عدة وكان مبادرا فيها رغم مرضه الناجم عن إصابته قبل الاعتقال، وتناوله للأدوية التي تسكن ألمه، فكان الصبر عنوانا لصموده.

ويستمر قلق ذويه على صحته رغم مرور 20 عاما على إصابته، فشظايا الرصاص ما زالت تسكن جسده، التي أصابته بأمراض أخرى تتعلق بالكلى والكبد، تجعله بحاجة إلى عناية ومتابعة طبية مستمرة، وهو بحاجة لعلاج متواصل مدى الحياة، فيما يكتفي الاحتلال بوصف حبتي أكامول كعلاج لكل الأوجاع.

ويحرص عدنان دائما على التواجد والمشاركة في الاعتصام الأسبوعي التضامني مع الأسرى كل يوم ثلاثاء أمام مكتب الصليب الأحمر بطولكرم منذ أكثر من 15 عاما، ويدرك أن هذه المشاركة تدعم للأسرى وتحشد من هممهم وتشد من أزرهم وقوتهم مقابل ما يتعرضون له من ممارسات تعسفية من قبل الاحتلال.

ويرى أن الأسرى بحاجة إلى دعم شعبي ورسمي، إلى جانب ضغط دولي لتحسين ظروف اعتقالهم وتحقيق مطالبهم كأسرى حرب لهم الحق في الغذاء والعلاج، والعمل باتجاه الإفراج عنهم وفي مقدمتهم المرضى والأسيرات والأطفال وذوو الأحكام العالية مدى الحياة.

وقال: "الحسرة ما بتطلع من القلب ما دام الفراق موجود، ولكن ما يهون علينا أن يتمتع سامي بمعنويات عالية رغم ظروف الأسر، ونحن من نستمد القوة والتفاؤل والدعم منه ومن الأسرى، عندما نزورهم يقابلوننا بالابتسامة التي لا تفارق محياهم رغم ألم السجن والمرض، وهذا ما يؤكد أن هذه المحنة ستنتهي، وبعد الليل الحالك هناك نهار مشرق".

ـــــــــــــــــــ

هـ.ح/ م.ل

مواضيع ذات صلة

اقرأ أيضا