سلفيت 21-4-2021 وفا- عُلا موقدي
تلجأ العديد من المدارس إلى المزيد من الأنشطة الرياضية أو الثقافية لتفعيل حصص الأشغال والنشاط للطلبة، لكّن الأمر كان مختلفاً في مدرسة بنات بروقين الأساسية، التي قامت بمبادرة زراعة ما يقارب 4000 شتلة خلال عامين تحت عنوان "مشتلنا يحمي بلدنا."
العام الماضي، بدأت الفكرة. وبالرغم من تسارُع انعكاس أزمة فيروس كورونا وتأثيره بشكل مباشر على قطاع التعليم، والتزام الطلبة منازلهم والبدء بالتعلم عن بعد عملاً بالقرار الحكومي، كانت مديرة المدرسة والمعلمات يتناوبن لزيارة المدرسة والاعتناء بمشتلها.
"فكرة المشروع بدأت عندما لاحظنا أن كمية ما يتبقى بعد تقليم الورود والأشجار من حديقة المدرسة كبيرة جداً، فقررنا استغلالها وزراعتها من جديد ومن ثم تسويقها أو التبرع بها، وتم عرض الفكرة على مهندسين زراعيين، ومجلس الأمهات، والكادر التعليمي في المدرسة، وبلدية بروقين، ولاقت الفكرة استحسانا ودعما كبيرا من قبل الجميع"، قالت مديرة المدرسة ماجدة صبرة.
وأضافت: "منذ بداية جائحة كورونا قمنا بزراعة 2000 شتلة، ورغم العطلة المدرسية الطويلة والانقطاع الا اننا كنا نزور المدرسة مرتين بالأسبوع لري المزروعات والسعي نحو انجاح المشروع، وفي هذا العام استمرينا بالعمل بنفس الآلية وزرعنا 2000 شتلة أيضا، ليصبح العدد ما يقارب 4000 شتلة من الزيتون والعنب والتين واشتال الزينة كالجوري، جاهزة للتسويق."
ويهدف هذا المشتل، بحسب صبرة، إلى تعزيز القيم لدى الطالبات، وغرز فيهن حب الأرض من خلال إشراكهن في زراعة اشتال بفناء المدارس، خاصة في ظل الهجوم الاستيطاني على البلدة وتجريف الأراضي واقتلاع الأشجار، خاصة أن المدرسة مهددة بالهدم كونها تقع في المنطقة "ج"، ويحدها من جهة الشمال مستوطنة "بروخين".
ولأن المدرسة جزء من المجتمع ككل، تكاثفت الجهود من قبل الأشخاص الداعمين للفكرة، وكان هناك تعاون كبير من الادارة والمعلمات والطالبات والمجتمع المحلي والبلدية، فمنهم من قام بتوفير الأكياس والتربة، ومنهم من عمل بيده، ومنهم من أحضر أغصان التقليم من بيته، حتى تم الخروج بنتائج مميزة تخدم العملية التعليمية في ظل الظروف الراهنة، حيث أضاف لمسة جمالية على البيئة المدرسية للتخفيف من التوتر النفسي الذي خلقه المشهد الكوروني.
ولفتت صبرة إلى أن المشتل زاد من تواصل المجتمع المحلي وأولياء الأمور مع المدرسة للاطلاع على التجربة والثناء على الجهد المبذول والذي رأى الأهالي أثره على معنويات الطالبات ورغبتهن في عدم التغيب عن المدرسة لمتابعة نمو الأشتال التي قمن بزراعتها بشكل يومي.
وثمة سبب اقتصادي لهذا الأمر. فالمشروع يسعى لتسويق الأشتال وسد الاحتياجات المدرسية وتطويرها بكل ما يلزم، والتطوع بجزء من الاشتال للبلدية لزارعة مناطق مهدة بالمصادرة وذلك من خلال لجنة خاصة لإدارة المشتل مالياً يشترك فيها مجلس الأمهات بشكل رئيسي.
وتأمل مديرة مدرسة بنات بروقين الأساسية، تطبيق هذا المشروع، على نطاقٍ واسع في مدارس الوطن، لتحويل الزراعة إلى ثروة وطنية وجمالية وزيادة المساحات الخضراء.. الى جانب أهمية المشروع في تشجيع روح المشاركة المجتمعية بين الطلبة والمجتمع المحلي.
-
ع.م/ ف.ع