الرئيسية تقارير وتحقيقات
تاريخ النشر: 11/05/2021 11:46 م

عُرس مؤجل إلى الأبد

 

بيت حانون 11-5-2021 وفا- سامي أبو سالم

لم تستطع رجاء المصري (21 عاما) من مدينة بيت حانون، شمال غزة، أن تنطق ببنت شفة من هول الصدمة، دفنت وجهها في حضن والدتها وذهبت في وجوم عميق.

يقول والدها نسيم (52 عاما) إنه منذ أن استشهد خطيبها وابن عمها أحمد وهي في حالة انهيار، لا تأكل ولا تشرب ولا تتكلم ما اضطرهم لنقلها إلى المستشفى.

جاء أحمد مساء الاثنين لزيارة خطيبته رجاء، أحضر آخر ما تبقى من متطلبات الفرح، قضى معظم الليل مع أسرتها في ليلة سمر وطلب من أبيها أن يكون موعد زواجه منها هو اليوم الأول من عيد الفطر فاتفقا على اليوم الثاني (الجمعة).

غادر أحمد، الذي استشهدت والدته في عدوان إسرائيلي سابق (شتاء 2008)، وبعد 12 ساعة من مغادرته قتلته قوات الاحتلال مع أربعة أطفال من أبناء عمومته.

عصر يوم الاثنين توجه أحمد ليساعد عمه وأبناء عمه في جمع القًش (سيقان القمح الجافة) فاستشهد معهم وهم: رهف محمد المصري (9 سنوات)، وإبراهيم يوسف المصري (12 عاما)، ومروان يوسف المصري (7 سنوات)، والطفل يزن سلطان محمد المصري، وفقا لمصادر طبية وعائلية.

ولم تستطع رجاء، التي درست تربية الأطفال، حتى الالتفات إلى الملابس التي جهزتها لفرحها. صندوق هدايا به صورة العروسين أحاط بهما قلب أحمر، وبضع ملابس نسائية جديدة، على بطانية لم تلحق أن ترتبها في دولابها.

وقال إياد المصري، شاهد عيان وأحد الأقارب، إن طائرة استطلاع إسرائيلية أطلقت عليهم صاروخا وهم في اللحظات الأخيرة من عملهم قرب باب بيتهم.

"جمعوا القش وعبأوه في أكياس وهم في آخر مرحلة في العمل والأطفال يلعبون بينهم هبط عليهم الصاروخ وقتلهم، قال لمراسل "وفا".

وتداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي شريط فيديو يوضع هول الكارثة. يوسف المصري يحمل طفله مروان ويضعه بجانب أخيه إبراهيم ويبكي ويندب "أولادي ماتوا".

وأظهر الشريط صور الشهداء متناثرة بين أكياس قش ممتلئة وأخرى جاهزة للتعبئة.

وقالت آمنة المصري (37 عاما) والدة الشهيدين الطفلين مروان وإبراهيم إن طفليها استشهدا على الفور جراء الاجرام الإسرائيلي.

"كانوا يلعبون ويعبئون القش في أكياس مع أعمامهم وأبناء أعمامهم، ما ذنب هؤلاء الطفال؟" تساءلت آمنة وهي تبكي ونسوة من حولها في منزلهن ببيت حانون.

وأضافت أن السبب الأوحد الذي قاد قوات الاحتلال لقتل أطفالها وباقي الشهداء هو الكراهية "قلوبهم مليئة بالكراهية والحقد".

وحسب وزارة الصحة، استشهد 30 مواطنا بينهم 10 أطفال وامرأة في غارات جوية متفرقة على قطاع غزة منذ مساء أمس الاثنين.

كما سوت الغارات الجوية بالأرض "برج هنادي" أحد أشهر مباني غزة المكون من 14 طابقا ويأوي زهاء 50 أسرة ومكاتب مؤسسات.

ويتخوف أهالي قطاع غزة من مواصلة قوات الاحتلال ضرب أهداف مدنية كالعائلات الآمنة في بيوتها والأبراج السكنية، مستذكرين العدوان الأخير على غزة صيف 2014 الذي استمر 51 يوما سقط فيه ما يزيد عن 2000 شهيد وآلاف الجرحى.

ــــــ

/ د.ذ

مواضيع ذات صلة

اقرأ أيضا