الرئيسية تقارير وتحقيقات
تاريخ النشر: 14/05/2021 05:29 م

عندما يغتال الاحتلال الفرحة

 

رام الله 14-5-2021 وفا- معن الريماوي

قبل عدة أيام، أنهى محمد حماد (30 عاما) تجهيز منزله الذي بدأ تشييده قبل 4 أعوام، وأخبر عائلته أنه يخطط للزواج والاستقرار. كان فرحًا جدًا، وخلال زيارته لأقاربه يوم أمس مع أول أيام عيد الفطر السعيد كان يخبرهم بأن يستعدوا لفرحه.

حماد الذي يعمل في ورش البناء، استطاع أن يدخر مبلغا من المال من أجل الزواج بعد 11 عاما من العمل، لكن الاحتلال قضى على كل مخططاته وأحلامه.

ففي ساعات صباح اليوم الجمعة، أطلق جنود الاحتلال النار على حماد أثناء مروره عن نقطة تفتيش بالقرب من بلدته سلواد شرق رام الله، بدعوى نيته تنفيذ عملية دهس، لتخترق الرصاصات بطنه وصدره، فيما احتجز جنود الاحتلال جثمانه.

عرفه أهل سلواد بطيبته وعفويته، وابتسامته الدائمة. كان اجتماعي ويحب التواجد في كافة المناسبات، ويحب اجتماعات الناس واللقاء بهم دائمًا.

"منذ 11 عاما لم يتغيب يومًا عن العمل، كان يدخر يوميته ويخبأها، واستطاع قبل عدة أيام إنهاء بيته، وكان فرحًا جدًا أنه استطاع انجازه رغم صعوبة وضعه المادي، وعندما بدأ برسم حياة جديدة له اغتاله الاحتلال، وبدد كل مخططاته"، يقول عمه فريد.

ويضيف "أمس، التقيت مع العائلة في العيد وكان محمد معهم، وقال لي إنه يريد الزواج، وكان يخبر الجميع أينما ذهب بذلك".

"لم يستطع محمد إكمال تعليمه، وخرج من المدرسة في الصف الحادي عشر، ليعمل في ورشات البناء... وقد تعب كثيرًا من العمل فيها وشقي، وكان يأمل لو أنه أكمل تعليمه وعمل بوظيفة مريحة له"، يقول عمه.

وأكد أن هذه جرائم بشعة لا تميز بين كبير وصغير، وهي سياسة اجرامية تمارسها سلطات الاحتلال بحق أبناء شعبنا، ولن تكون الأخيرة طالما المحتل يصول ويجول دون عقاب أو رادع.

ومنذ ساعات فجر اليوم وحتى اللحظة، استشهد 6 مواطنين في الضفة، وهم: شاب من قرية فحمة جنوب جنين، واثنين آخرين في المواجهات الدائرة مع قوات الاحتلال الإسرائيلي ببلدتي مردة واسكاكا في محافظة سلفيت، وآخر في عوريف جنوب نابلس، وشهيد في أريحا إلى جانب شهيد سلواد، وفي غزة أعلنت مصادر طبية، ارتفاع عدد شهداء العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة لليوم الخامس على التوالي إلى 122 شهيدا.

بدوره، قال المختص بالشأن السياسي عبد المجيد سويلم إن ما يجري هذه الأيام هو انفلات عقال الأمور من قبل حكومة الاحتلال في خطوات إجرامية لم يسبق لها مثيل، مرجحًا أن تستمر سياسة الاجرام بحق أبناء شعبنا خلال الأيام المقبلة، لأن دولة الاحتلال دخلت في الحائط، خاصة وأن الشعب الفلسطيني أصبح موحدًا في وجهه، كما أنها فوجئت بحراك أهلنا في الداخل المحتل، عدا عن أن المؤسسات الدولية ومنظمات حقوق الانسان تتعاطف مع القدس وفلسطين، ولذلك اسرائيل هي من تخسر المعركة.

وأكد أننا سنشهد مزيدًا من الانقسامات والتصدعات للمجتمع الاسرائيلي الذي يعد مجتمعًا فاسدًا وهشًا وغير متجانس، ولم يعد لدى الاحتلال الا العسكر واليمين المتطرف كي يحاول التغطية على هذه الأزمة التي يمر بها.

وشدد على أن الحراك السياسي يسير بشكل ممتاز، واسرائيل تحاول أن تصور للعالم أن الصراع في غزة هو اعتداء على المدنيين الاسرائيليين، ولذلك هم يدافعون عن أنفسهم، مشيرًا الى أن كل ذلك لا ينفعهم، فالعالم كله مع فلسطين.

من جانبه، قال مدير مؤسسة الحق شعوان جبارين إننا تعودنا أن الاحتلال لديه رواية وتهمة جاهزة قبل أي حدث، ورواية الاحتلال اليوم حول قضية الشهيد كانت متناقضة تمامًا، لأنها ادعت أنه حاول تفيذ عملية دهس، وادعت أيضًا محاولة طعن.

وأضاف: الاحتلال لديه استسهال في إطلاق النار بهدف القتل على الفلسطيني، وليس لظروف أمنية قاهرة تتطلب ذلك، مشيرًا الى أن الاحتلال يحاول أن يستغل ما يحدث في غزة لأن حجم الجريمة فيها كبير، وهو بذلك يعتقد أن تلك الجرائم تمر بدون التفات او اهتمام من أحد، فهو بذلك يستمر في القتل والاعدام بدم بارد.

وقال إن الاحتلال يمضي بسياسة دموية كبيرة، عدا عن المستوطنين المسلحين والذين لديهم الآن أمر رسمي بعمليات القتل وإغلاق الطرق والاعتداء على المدنيين والأطفال والممتلكات من أجل كسر شوكة الفلسطينيين، وهذا تعديد آخر لحياة المواطنين في الضفة.

وقال إن المطلوب الآن هو تعميق اللحمة الداخلية، وتوفير الحماية الدولية لشعبنا كمطلب أساس في سلم أولويات المنظمات الدولية، ويجب أن تكون هناك قرارات دولية ضاغطة على حكومة الاحتلال لوقف جرائمها.

ــــ

م.ر/ي.ط

مواضيع ذات صلة

اقرأ أيضا