غزة 20-5-2021 وفا- زكريا المدهون
"بدنا نسمّع صوتنا لكل العالم إحنا مش أرقام.. أنتم أيضا اكتبوا ما تشعرون به"، هكذا عبرت شيماء مقداد من مدينة غزة عما تشعر به من قلق وخوف على أسرتها في ظل العدوان الاسرائيلي المتواصل على قطاع غزة لليوم الحادي عشر على التوالي.
شيماء إعلامية فلسطينية وصانعة محتوى تخالطها مشاعر من القلق والترقب عندما يرخي الليل سدوله ويلف مدينة غزة، وتبدأ طائرات الاحتلال بشن غاراتها العنيفة التي طالت عشرات المنازل وقتلت أكثر من 65 طفلا و39 امرأة.
على صفحتها على مواقع التواصل الاجتماعي دونت شيماء، "اسمي شيماء أم لطفلتين، أعيش في غزة، أكثر ما يقلقني كل ليلة هو أن يتم قصف بيتي وأنا نائمة مع طفلتيّ، وأن يتوارد رجال الدفاع المدني إلى محاولة إنقاذي ليخرجوني أشلاء متقطعة، وربما لا توجد لي ملامح إلا صورة تذكر "كانت تعيش في هذا المنزل"، أيعقل ان أتحول من فتاة طموحة إلى فتاة تنتظر أن تصبح في عداد الشهداء مع طفلتيها".
سكان قطاع غزة (مليونا نسمة) لا يختلف حالهم كثيرا عن شيماء، فباتوا يكرهون الليل ولا تغمض جفونهم، لأن طائرات الاحتلال تقصفهم بحممها دون سابق إنذار.
منذ بداية العدوان الإسرائيلي استشهد في قطاع غزة 230 مواطنا بينهم 65 طفلا، و38 سيدة، وإصابة 1620، بينما دمرت قوات الاحتلال مئات الأبراج والمنازل والبنية التحتية من شبكات طرق وكهرباء ومياه.
تقول شيماء مقداد: "بدأت الحفلة يا رب سلم سلم" في إشارة إلى بدء القصف الجوي الاسرائيلي على قطاع غزة كل ليلة.
"خلاص بدناش الحرب تخلص.. بس بدنا نموت بسرعة ونخلص من هالعذاب" تضيف الشاب الغزية، وكتبت "بنستنى الليل يخلص عشان ننام".
أحد أصدقاء شيماء على "فيس بوك" كتب معلقا على أحد منشوراتها: "من الصعب في الحرب أن تعبر عما يجول في خاطرك بالكامل، لأن طباع الصدمة أقوى من التعبير، كلنا يحتاج إلى تأهيل نفسي قبل أن يتحدث عن التجربة بكل ما فيها، عن الحرب وطبولها، عن النازي والضحية. والليل كفيل وحده يروي طقوس الحكاية".
وارتكبت قوات الاحتلال خلال عدوانها مجازر بحق عائلات غزية معظمها من الأطفال والنساء، عندما قصفت منازل من دون سابق انذار، وعائلات أخرى حذفت من السجل المدني للسكان بعد إبادة جميع أفرادها.
عائلة أبو حطب في مخيم الشاطئ للاجئين غرب مدينة غزة والمكتظ بالسكان والبيوت المتلاصقة، أولى العائلات الغزية التي قتلت طائرات الاحتلال الحربية عشرة من أبنائها ثمانية منهم من الأطفال دون سابق انذار.
كما ارتكبت قوات الاحتلال الاسرائيلي مجزرة بشعة في منطقة شارع الوحدة وسط مدينة غزة، وأبيدت عائلات بأكملها مثل عائلتي أبو العوف والكولك وجميع من الأطفال والنسوة.
بينما عائلة الطناني محيت من السجل المدني بعدما قصفتها قوات الاحتلال شمال غزة في ليلة دامية شاركت فيها 160 طائرة حربية.
في حين لجأ الى مدارس وكالة الغوث الدولية حتى اليوم، أكثر من 56,827 شخصا موزعين على 59 مدرسة.
ويعيش سكان قطاع غزة المحاصر منذ 14 عاما، لا سيما الأطفال منهم أوضاعا إنسانية صعبة للغاية مع تعمد القصف الاسرائيلي لمنازل المدنيين وقتل الأطفال والنساء منهم.
بدوره أكد المركز الفلسطيني لحقوق الانسان، أن استخدام قوات الاحتلال الأسلحة على قاعدة الانتقام الجماعي يشكل مخالفات جسيمة لاتفاقيات جنيف الأربع لعام 1949، وترقى إلى جرائم حرب.
وجدد دعوته المجتمع الدولي، بما فيه الأطراف السامية المتعاقدة على اتفاقية جنيف الرابعة للعام 1949، والخاصة بحماية المدنيين في أوقات الحرب، إلى التدخل العاجل من أجل الوقف الفوري لجميع الأعمال العسكرية العدوانية للقوات الإسرائيلية الحربية المحتلة.
ــــــــــــــــــــ
ز.م/ م.ب