الرئيسية تقارير وتحقيقات
تاريخ النشر: 29/07/2021 01:47 م

قبر لين.. صورة حية لتعدي الاحتلال على "حرمة الموتى"

 

الخليل 29-7-2021 وفا- جويد التميمي

خرج علي أنور الزعاقيق من المستشفى حاملا جثة طفلته حديثة الولادة لين، متوجها برفقة عدد من أفراد عائلته بعد أداء صلاة الجنازة عليها إلى مقبرة أطفال بلدة بيت أمر التي تقع بمحاذاة البرج العسكري الاسرائيلي في منطقة ابو الطوق على مدخل البلدة شمال الخليل.

فتح الزعاقيق (29 عاما) القبر "وهو عبارة عن كهف"، ودفن طفلته التي لم تكتب لها الحياة، بمحاذاة عدد من الأطفال الذين دفنوا هناك، وخرج بعدها مكلوما تنتابه حسرة على موت طفلته.

عاد إلى منزله عقب دفن الطفلة، وفور وصوله رن جرس هاتفه وكان رئيس بلدية بيت أمر نصري صبارنة الذي طلب منه العودة الى المقبرة لدفن لين من جديد، لأن جنود الاحتلال نبشوا قبر الطفلة وأخرجوا جثمانها وألقوا بها في العراء بمحاذاته.

يقول الزعاقيق "وصلت الى المقبرة لأجد جنود الاحتلال وأطباء إسرائيليين يقفون أمام القبر بعد أن أخرجوا لين وفكوا كفنها وألقوها بمحاذاة القبر، حينها غاب صوابي وصرخت في وجوههم وقلت لهم إن للموتى حرمة، فما كان منهم إلا أن صوروا بطاقتي الشخصية واخذوا اسم زوجتي ورقم هويتها، وتركوني".

يقول رئيس بلدية بيت أمر نصري صبارنة لـ"وفا"، إن "جيش الاحتلال الإسرائيلي نبش قبر الطفلة حديثة الولادة بعد دفنها من قبل ذويها بمقبرة أطفال البلدة، حتى الموتى في قبورهم لا يسلمون من بطش الاحتلال المتواصل في كافة ارجاء فلسطين".

وناشد صبارنة المؤسسات الحقوقية الدولية والانسانية في العالم بتحمل مسؤولياتها تجاه هذه الجرائم التي ترتكب بحق شعبنا من قبل الاحتلال، مضيفا "هذه حملات مسعورة تقوم بها قوات الاحتلال ضد المقابر والمواطنين العزل وممتلكاتهم يجب لجمها، فلنا ولمقابرنا الإسلامية حرمات".

مفتي الخليل الشرعي ماهر مسودة يقول إن ما جرى في مقبرة الاطفال ببلدة بيت امر من نبش للقبر، واخراج الطفلة وتركها بمحاذاته في العراء، اعتداء على حرمة الاموات، وحلقة من سلسلة حلقات الاعتداء على المقابر الإسلامية، خاصة في القدس.

ويتابع "يجب علينا حمايتها والدفاع عنها، فالاحتلال يريد أن يسرق كافة أراضينا وممتلكاتنا، مقابر الخليل الملاصقة لشارعي الشهداء والسهلة التي استولى عليهما الاحتلال ومستوطنوه بقوة أسلحتهم، ومنعوا المواطنين الفلسطينيين اصحاب الارض الحقيقين من عبورهما".

ويؤكد لــ"وفا"، أن "أراضي المقابر الاسلامية جميعها وقفية ولها حرماتها، ويجب حمايتها من تدنيس الاحتلال وغطرسته، وعلينا مواصلة الدفاع عنها"، موضحا أن مقابر القدس والخليل الإسلامية تحتضن رفات كثير من المجاهدين، والعلماء، والأمراء، ممن ارتقوا دفاعا عنها من قبل الحروب الصليبية، وبعدها في العهود الأيوبية، والمملوكية، والعثمانية، كما يحتضن ترابها في القدس قبور عدد من الصحابة".

ويوضح مسودة "هذه المقابر تتعرض لاعتداءات الاحتلال والمستوطنين بهدف طمس الهوية الفلسطينية لهذه الأماكن، والقضاء على التاريخ والهوية الإسلامية التي تنبض بهما أرض فلسطين وقبورها، وهذا مرفوض في كل القوانين، والأعراف، والشرائع السماوية، وهو تجاوز لكرامة الأحياء والأموات وللكرامة الإنسانية، ونحن بحاجة لوقفات جادة لحماية المقابر بشتى الوسائل القانونية والسلمية للدفاع عن مقابرنا، ودفع أذى الاحتلال عنها".

ـــــــــ

ج.ت/ ر.ح

 

مواضيع ذات صلة

اقرأ أيضا