طوباس 4-8-2021 وفا- الحارث الحصني
يوضب نائل تركمان، من سكان خربة ابزيق شمال شرق طوباس، منذ أيام أغراض مساكنه، توطئة للرحيل إلى مدينة جنين إحدى مدن الضفة الغربية، بعد غد الجمعة لقضاء بضعة أشهر فيها قبل العودة إلى الخربة ثانية في شهر تشرين أول/أكتوبر، وهو أمر اعتاد عليه منذ سنوات.
لكن بعدما اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي الخربة، صباح اليوم الأربعاء، فقد خسر تركمان كل الخيام السكنية وحظائر الماشية، والخلايا الشمسية.
واليوم أصبح الشاب وعائلته دون مأوى بعدما فكك الاحتلال خيامه ومنشآته السكنية، واستولى عليها.
ويقول الناشط الحقوقي عارف دراغمة إن الاحتلال "فكك منشآت سكنية وحظائر ماشية لثلاث عائلات من خربة ابزيق، واستولى عليها، إضافة لاستيلائه على مركبتين خاصتين بالمواطنين".
وعلى امتداد ثلاث ساعات ونيف صباح اليوم الأربعاء، فككت قوات الاحتلال ما يقارب من 20 منشأة سكنية، وحظيرة أغنام، وخلايا شمسية، لثلاث عائلات من خربة ابزيق شمال شرق طوباس.
كما استولت على مركبتين ومولد كهرباء، خلال اقتحامها المنطقة التي تكررت فيها خلال السنوات الماضية عمليات هدم لمنشآت المواطنين.
وابزيق، تجمع فلسطيني، يقع ضمن الشريط "الشفاغوري"، تمتاز بامتداد سهولها الخصبة التي يفلحها الفلسطينيون سنويا بالمزروعات البعلية.
لكن خلال السنوات الأخيرة، دمرت آليات الاحتلال الثقيلة آلاف الدونمات من تلك المحاصيل.
ذاته تركمان قال إنه انتقل قبل مدة قصيرة من الزمن، من مكانه عند أول الخربة جنوبا، إلى المكان الذي يسكن فيه حاليا، وهي منطقة مفتوحة على السهل الكبير المليء ببقايا القش اليابس، بحثا عن الكلأ لماشيته.
لكن الرجل الذي أكثر من شهرين في المكان، أخبر مراسل "وفا"، أنه كان مقررا أن ينتقل إلى مدينة جنين خلال يومين كحد أقصى.
"هكذا جرت العادة، سنويا أذهب إلى جنين حتى الثلث الأول من الخريف ثم أعود"، قال تركمان.
غير أن الشاب وهو رب عائلة تضم سبعة أطفال وزوجته، بدأ خلال عمليات التفكيك التي قامت بها قوات الاحتلال صباحا، بإجراء اتصالاته مع أخوته بغية الرحيل. وقال: "لن أبقى هنا حتى الجمعة، وهو التاريخ الذي كنت مخططا للرحيل فيه".
ثم مد يده على استقامتها نحو مكان تجمع فيه أطفاله وهم يلهون فوق أطلال خيامهم، وقال: "أين سينام هؤلاء الأطفال. والماشية أيضا لا مكان لها".
يقول مركز أبحاث الأراضي التابع لجمعية الدراسات العربية في القدس، إن الاحتلال هدم خلال عام 2019، نحو 684 مسكنا ومنشأة لدفع الفلسطينيين على الرحيل.
بينما تشير أرقام مركز المعلومات الإسرائيلي لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة "بتسيلم" إن هناك 2,700 شخص يسكنون في نحو عشرين تجمّعا رعويا في الأغوار، في أراضٍ أو على أطراف أراضٍ أعلنها جيش الاحتلال مناطق إطلاق نار.
وتسعى سلطات الاحتلال بوسائل مختلفة إلى منع المواطنين من مواصلة السّكن في المنطقة، ومن ضمن تلك الوسائل هدم منازلهم مرارًا وتكرارا.
تشير الأرقام التي أوردها مركز أبحاث الأراضي في تقرير انتهاكات الاحتلال خلال العام 2020، أن الاحتلال هدم وفكك واستولى على 883 مسكنا، ومنشأة في الضفة الغربية، وهذا الرقم شكل زيادة 27% عن العام 2019.
وفي محافظة طوباس والأغوار الشمالية هدم الاحتلال خلال العام 2020، 25 مسكنا يأوي 126 فردا منهم 54 طفلا.
وبحسب المركز فإن الهدف من هذا كله هو إفراغ المنطقة من التواجد الفلسطيني لصالح مشاريع التوسع الاستيطاني، حيث جرى إنشاء 17 بؤرة استيطانية جديدة في المقابل تم استهداف 123 مدينة وقرية وتجمعا وخربة وتجمعا بدويا بالهدم.
يقول تركمان: "لدي سبعة أطفال أصغرهم في عمر السبعة أشهر، أصبحوا اليوم دون مأوى".
واقفا بين لفيف من المواطنين الذي جاؤوا لمواساته، قال تركمان: "هذه ليست المرة الأولى التي يهدمون لي خيامي، لقد هدموا قبل تسع سنوات خياما وحظائر ماشية لي".
ـــ
ح.ح