الرئيسية تقارير وتحقيقات
تاريخ النشر: 04/08/2021 08:29 م

فرحة لم تكتمل

قلقيلية 4-8-2021 وفا- ميساء عمر دقت العاشرة صباحا، بدأت خفقات قلب الطالبة حور تتسارع أكثر فأكثر...

ثوان فقط على إعلان نتائج امتحان الثانوية العامة، اللحظة التي تنتظرها منذ سنوات لتُـفرح قلب والدها الأسير رائد محمود حوتري (أبو مقداد) المعتقل في سجون الاحتلال منذ (18 عاما).

بينما بدأ الريح يسابق لهفة الشوق... دق جرس الهاتف، فازدادت الأنفاس المرتجفة والنبضات المضطربة، والنظرات الزائغة، تنهدت أسماء حمودة والدة حور، أخذت شهقة طويلا ورفعت السماعة؛ "الو- أيوة يا أبو مقداد النتيجة لم نعرفها إلى الآن"، لم تكمل جملتها بعد إلا وبدأت الهتافات وزغاريد النسوة تعلو فرحة، النتيجة ظهرت (97.9)".

أقدمت حور ببراءة إلى والدتها وخطفت سماعة الهاتف بعفوية لتشارك فرحتها مع والدها، وتستكمل الحديث معه قبل إنهاء وقت المكالمة الهاتفية قائلة: "الحمد لله يابا حققت حلمك وجبت معدل عالي بالتسعينات، فرحتنا ناقصة بوجودك معنا".

لم يجد والدها شيئا يفعله من خلف القضبان، إلا انهمار الدموع والتكبير وشكر الله بصوت جهور يبرد اشتياق العائلة له، ويشارك به فرحة عائلته.

تقول حور: "صحيح أنني نجحت وشعرت بفرحة كبيرة، لكنني كنت أتمنى أن أحضن والدي في تلك اللحظة، فهو الأب والمرشد والصديق والداعم الأول لنا".

وتتابع: "لم أتمكن من رؤية والدي منذ سنتين، فأزمة فيروس "كورونا" والثانوية العامة، زادت الأمر تعقيدا، وأتمنى أن يتم الإفراج عنه في القريب العاجل هو وجميع الأسرى، ليفرحوا مع أبنائهم".

وتطمح "حور" لإكمال دراستها بتخصص هندسة التكنولوجيا، متمنية أن تحتفل بتخرجها وسط عائلتها وبحضور والدها.

وحينما كانت تتحدث "حور" أعادت والدتها استذكار أصعب مراحل معيشتها، والتي كان أصعبها اعتقال الاحتلال لزوجها، في أوقات تناولهم العشاء مساء على مائدة الطعام، وهما يتشاركان الحديث حول اختيار اسم طفلتهما القادمة بعد عدة أيام، حيث كانت حاملا حينها في الشهر التاسع.

وتبين أسماء أن زوجها لم يتمكن من أن يفرح بولادة طفلته وتفوقها بالمرحلة الإعدادية والثانوية في المدرسة، مؤكدة أنه غائب جسديا حاضرا بروحه معهم في كل وقت وحين.

وتشير إلى أنه كان الداعم الأول لهم في إكمال دراستهم، فهو بطبعه شخصا لحوحا على التفوق والمثابرة والعمل، فتجده في كل مكالمة يوصينا بمواصلة المثابرة والتعليم إيمانا منه بإكمال الرسالة الوطنية ورفع اسم فلسطين عاليا، وعلى هذا النهج سارت حور، كما شقيقها البكر مقداد الذي يكمل دراسته الجامعية بتفوق في تخصص الهندسة.

وتتابع: بتشجيعه تمكنت من إكمال دراسة درجة الماجستير، وأدرس حاليا درجة الدكتوراة "الفقه وأصوله"، ولا ينقصنا سوى رؤيته بيننا، نتشارك معه أفراحنا وأتراحنا.

يشار إلى أن الأسير حوتري يعتبر من أعلى الأحكام  بين أسرى محافظة قلقيلية، فهو معتقل منذ آذار 2003، ويقضي حكما بالسجن مدته 22 مؤبدا، إضافة إلى مئة عام أخرى، ويقبع الآن في سجن إيشل.

ـــــــــ م.أ/ م.ع

مواضيع ذات صلة

اقرأ أيضا