نابلس 19-8-2021 وفا- بدوية السامري
بين بقايا الرصاص والقنابل التي تغطي أرض جبل صبيح في
بلدة بيتا جنوب مدينة نابلس، عقد المأذون الشرعي قران عمران ورغد.
اختار العروسان عمران جاسر الشوبكي (23 عاما) من مخيم
عسكر شرق نابلس، ورغد بلال أحمد شطاوي (18 عاما) من مخيم عين بيت الماء أعلى جبل
صبيح ليعقدا قرانهما هناك، في مساندة منهما لأهالي البلدة الذين يتصدون للاحتلال
الإسرائيلي والاستيطان منذ أكثر من ثلاثة أشهر، وارتقى على أرضها حتى اليوم 7
شهداء.
اجتمع أهالي العروسين، ومعهم أهالي البلدة، وعقدا قرانهما،
وسط أجواء من الفرح والبهجة، رغم منغصات الاحتلال الإسرائيلي.
انتظر الشوبكي انتهاء عروسه من تأدية امتحاناتها
الثانوية العامة وانتظار نتيجتها، حيث حصلت على تقدير عال، ليتقدم لخطبتها وتكون
فرحتها فرحتين، واليوم شارك أهالي بيتا العروسين هذا الفرح.
يشير عمران إلى أن الفكرة جاءت لدعم ومساندة المقاومة
الشعبية في مواجهة الاحتلال والاستيطان، في بلدة بيتا.
ويقول "من حق أهالي بيتا أن يعيشوا ساعات الفرح،
وقد وقفوا وقفة مشرفة، وقدموا كل التضحيات، واليوم فرحوا لفرحنا".
صاحب الفكرة هو محمد الشقيق الأكبر لعمران، الذي أخبر
عمران بأن يعقد قرانه على أراضي جبل صبيح دعما لصمود أهالي بيتا، معتبرا أنها قلعة
الصمود والتحدي، وعلينا جميعا الوقوف إلى جانب أهلها، ومساندتهم بالطرق كافة.
واعتبر عقد القران هناك بأنه جزء بسيط مما يمكن أن يقدم
في دعم صمود الأهالي، وتوجيه أنظار العالم إلى هناك.
وقدم منسقو فعالية "عقد القران" للعروسين لَوْحًا
خشبيًا على إطارين قدمتهما وحدة "الكوشوك" التي كان لها دور بارز في
فعاليات المقاومة الشعبية المستمرة في بيتا منذ أكثر من ثلاثة أشهر.
ولم تغب بلدة بيتا جنوب نابلس منذ أشهر عن حديث
الأخبار والتغطيات الصحفية المحلية والدولية، بعد أن سطرت نموذجا في المقاومة
الشعبية، ضد إقامة بؤرة "جفعات افيتار" الاستيطانية على قمة جبل صبيح
التابع لأراضي البلدة وبلدتي قبلان ويتما.
وارتقى على أرض الجبل 7 شهداء منذ إقامة البؤرة وجرح الآلاف،
كما تم اعتقال العشرات من سكان البلدة من قبل الاحتلال الاسرائيلي.
وتحولت الفعاليات في بلدة بيتا لأداة ضغط شعبية يؤكد
فيها المواطنون رفضهم لأية تسوية تمنعهم من الوصول إلى أراضيهم أو تسليم دونم واحد
منها إلى المستوطنين.
ـــــــــ
ب.ا/ر.ح