24-8-2021 وفا- بدوية السامري
على أحد أسرّة مستشفى رفيديا الحكومي فجر اليوم الثلاثاء، استلقى محمد خالد حشاش باكيا على جثمان شقيقه الشهيد عماد (15 عاما)، كان يحتضنه ويردد بلوعة "سلم على أمي.. سلم على أمي".
الوالدة توفيت عندما كان عمر الشهيد عماد عامين، يقول محمد: "هو لا يذكرها جيدا، وها هو يودعنا كما ودعتنا هي منذ أكثر من 13 عاما".
وكان الفتى عماد حشاش (15 عاما) قد استشهد فجر اليوم الثلاثاء، برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، خلال اقتحامها مخيم بلاطة شرق نابلس.
محمد كان برفقة عماد عندما أصيب في رأسه واستشهد، يروي ما حدث لـ "وفا" قائلا: "صعدنا إلى سطح منزلنا في حارة الحشاشين داخل المخيم، عندما سمعنا إطلاق نار كثيف في المحيط.
وأضاف: لم نتمكن من رؤية ما يحدث جيدا، اقترب عماد أكثر ليلتقط صورة لانسحاب الجنود من المخيم من هاتفه النقال، واذ بأحد الجنود يطلق الرصاصة التي دخلت من أنف عماد وخرجت من رأسه، موديةً بحياته.
وتابع: 40 دقيقة كاملة من لحظة اصابة عماد حتى وصوله إلى مستشفى رفيديا الحكومي، لأن الجنود كانوا قد ألقوا قنبلة غاز أمام باب المنزل فلم نستطع الخروج لأكثر من ربع ساعة كاملة.
وبحسب شاكر حشاش أحد أفراد العائلة، فإن الجنود أطلقوا النار على عماد بقصد القتل، كل ذنبه أنه أراد مشاهدة ما يحصل، ويوثقه، فهو ما زال طفلا.
وفيما كانت عائلة الشهيد توزع الحلوى على أهالي المخيم، قال حشاش: الشهيد هو فخر واعتزاز للعائلة، فهو الشهيد رقم 17 الذي تقدمه عائلة الحشاشين فداء للوطن.
بينما يشير محمد حشاش "أبو إسلام" أحد كوادر حركة فتح في المخيم الى أن توثيق عماد لانسحاب الجنود من المخيم كلّفه حياته.
سيفتقد الوالد خالد، والأخوة الستة، والأخوات الأربعة أخاهم، كما سيفتقده زملاؤه في الصف التاسع الأساسي، في مدرسة الوكالة، فلن يكون بينهم بعد اليوم.
وكانت القوى الوطنية في مخيم بلاطة اليوم أعلنت الحداد على روح الشهيد، وأغلقت المحال التجارية والمدارس أبوابها داخل المخيم.
ـــــــــــــ
ب.أ/ ف.ع