الرئيسية تقارير وتحقيقات
تاريخ النشر: 29/08/2021 03:35 م

هايل بشارات.. الصمود أمام المغريات

الأغوار (حمصة التحتا) 29-8-2021 وفا- الحارث الحصني

مر على مكوث هايل بشارات في خربة حمصة التحتا بالأغوار الشمالية 42 عاما، لكن الرجل اصطدم خلال هذه السنوات بواحدة من أكثر قصص الترغيب من أجل ترك المنطقة والرحيل.

فقبل ثلاث سنوات، عرض عليه الاحتلال مبلغا ماليا قيمته 2 مليون دولار؛ مقابل الخروج من خيامه المقامة على قمة ربوة مطلة على الشارع الرئيس الذي يربط محافظات الضفة الغربية بالأغوار الفلسطينية.

يقول: "عرضوا علي 2 مليون دولار زهاء ترك المنطقة والرحيل".

لكن الرجل الذي يمتهن تربية الماشية منذ سنوات، رفض هذا العرض من أساسه. وقال: "لا ديني ولا ضميري يسمحان لي بقبول هذا".

عام 1996، نفذ الاحتلال أول عملية هدم لعشر غرف مسقوفة بالباطون لهايل بشارات، في واحدة من أكبر عمليات الهدم حينها لعائلة واحدة، وذاتها الغرف أعاد الاحتلال هدمها عام 2006، بعد أن بناها بشارات، وفي عام 2015 عاد الاحتلال وهدم الغرف للمرة الثالثة.

وبعد ثلاث عمليات هدم كبيرة لغرف كانت مبنية من الباطون، ظل بشارات في أرضه.

لكن بشكل معاكس لعمليات الهدم التي تنشط بشكل عام في الأغوار الشمالية، عرض الاحتلال على عائلة بشارات مبالغ مالية كبيرة للخروج من المنطقة وتركها.

حقوقيون مهتمون بتوثيق انتهاكات الاحتلال في الأغوار، رأوا أن الاحتلال يعمل على طريقين متناقضين؛ لكنهما يحملان الهدف ذاته هو طرد الفلسطينيين من أراضيهم.

فخلاف عمليات الهدم لمساكن الرجل، و3 إخطارات بإزالة بركس، وأشجار زيتون وصبر وغيرها، وجد بشارات نفسه أمام أسلوب الترغيب.

يقول بشارات: "يريدون إخراجي بكل الطرق (..)، هناك ترهيب وترغيب لكنهم فشلوا".

وهذه واحدة من المرات النادرة التي يتبع فيها الاحتلال أسلوب الترغيب مع الفلسطينيين الساكنين في الأغوار الفلسطينية، فقد جرت العادة أن يتبع الاحتلال أسلوب الهدم لممتلكات الفلسطينيين.

تشير الأرقام التي أوردها مركز أبحاث الأراضي التابع لجمعية الدراسات العربية في تقرير انتهاكات الاحتلال خلال عام 2020، أن الاحتلال هدم وفكك واستولى على 883 مسكنا، ومنشأة، في الضفة الغربية، وهذا الرقم شكل زيادة 27% عن عام 2019.

 وفي محافظة طوباس والأغوار الشمالية، هدم الاحتلال خلال العام المنصرم 25 مسكنا تؤوي 126 فردا منهم 54 طفلا.

وبحسب مركز أبحاث الأراضي، فإن الهدف من هذا كله هو إفراغ المنطقة من التواجد الفلسطيني لصالح مشاريع التوسع الاستيطاني، حيث جرى إنشاء 17 بؤرة استيطانية جديدة وفي المقابل تم استهداف 123 مدينة وقرية وتجمعا وخربة أو تجمعا بدويا بالهدم.

وشهدت الفترة الماضية عمليات هدم دؤوبة لممتلكات الفلسطينية في الأغوار الشمالية.

لكن حاول الاحتلال إخراج بشارات من حمصة التحتا بدفع النقود له.

متسائلا بأسلوب الاستهجان، قال بشارات: من يبيع أرضه مقابل النقود؟!

بشكل عام، يعاني الفلسطينيون في الأغوار الشمالية، أساليب شتى تقودها سلطات الاحتلال؛ بهدف طردهم من أراضيهم وخيامهم؛ لفتح الطريق أمام غول الاستيطان للتوسع.

وفي الواقع، أصبحت التجمعات الفلسطينية المنتشرة في الأغوار تقع بين بؤر استيطانية تنشط بشكل دؤوب على رؤوس الجبال في الشريط الشرقي للضفة الغربية.

يقول رئيس مجلس قروي المالح مهدي دراغمة: "هناك تكاتف من جميع المؤسسات الإسرائيلية لطرد الفلسطينيين من أرضهم؛ تمهيدا للتمدد الاستيطاني في المنطقة"

ذاتها عائلة بشارات، تلقت عرضين مغريين أحدهما دفع 2 مليون دولار، والآخر السفر إلى باريس؛ مقابل الرحيل من خيامها.

يقول بشارات: "جاءني ضابط الإدارة المدنية وقال لي خذ هذا المبلغ واخرج من المنطقة إلى باريس للتنزه فترة".

وأضاف: "هذا المبلغ لا يساوي حبة زيتون على غصن إحدى الشجرات بجانب الخيام".

بالنسبة لدراغمة، فإن الاحتلال لم يتبع هذا الأسلوب بشكل واضح مع غير بشارات، إلا أن مستوطنين أقاموا بؤرة استيطانية في الأغوار عرضوا على بعض مربي الماشية شراء ماشيتهم، لكنهم رفضوا.

ــــ

ح.ح/ و.أ

 

 

مواضيع ذات صلة

اقرأ أيضا