الرئيسية تقارير وتحقيقات
تاريخ النشر: 15/09/2021 01:01 م

مدرسة المالح.. مصير مجهول وتلاميذ تحت وطأة الخوف

الأغوار 15-9-2021 وفا- إسراء غوراني

لم يخفِ 50 تلميذا من ستة تجمعات متجاورة في الأغوار الشمالية (المالح، والبرج، والميتة، وأم الجمال، ووادي الفاو، وعين الحلوة)، مخاوفهم من حرمان سلطات الاحتلال لهم من تلقي دروسهم بعد الإخطار بإزالة بعض مرافق مدرستهم، وهي واحدة من بين 44 مدرسة فلسطينية معرضة لخطر الهدم الكامل.

مدرسة المالح التي تعمل رسميا منذ عام، وتخدم عدة تجمعات في منطقة وادي المالح، وتضم روضة ومدرسة أساسية حتى الصف الرابع الابتدائي، أخطرت بالهدم والازالة مرات متتالية، كان آخرها مطلع العام، بينما أخطرت سلطات الاحتلال، قبل يومين، بإزالة بعض مرافقها.

يقول إبراهيم سلمان، وهو والد لطفلين من طلاب المدرسة إنه منذ افتتاح المدرسة بدأ سكان المالح والتجمعات المحيطة يرسلون أبناءهم للدراسة فيها دون قلق كما في الأعوام السابقة، حيث كان الطلاب سابقا يضطرون للتوجه لقريتي تياسير والعقبة للدراسة.

في الأعوام السابقة، كان الأهالي في حالة قلق دائم منذ لحظة ذهاب أبنائهم للمدرسة ولحين عودتهم، كما يوضح سلمان، فطريقهم للمدارس محفوفة بالمخاطر، من التدريبات العسكرية التي تجريها قوات الاحتلال في مناطق الأغوار، حيث يمر الطلاب على مقربة من الجنود والتدريبات عند عبورهم الطرق، وأحيانا كثيرة كانوا يتأخرون عن المنزل عدة ساعات بسبب قطع الطريق.

ويضيف: "إن ما تقوم به سلطات الاحتلال بين الفينة والأخرى من مداهمة للمدرسة وتصوير مرافقها وإخطارها ينذر بإمكانية هدمها في أية لحظة، وفي حال تم هدم المدرسة سنعود لحالة القلق الدائم على أبنائنا لبعد المدارس الأخرى".

ويوضح رئيس مجلس قروي المالح مهدي دراغمة، أن المدرسة بدأت بجهود بسيطة قبل عامين، وكانت عبارة عن خيام، ولكن بعد ذلك تم تأهيلها وبناء غرف بسيطة بدعم من مؤسسات دولية، حيث تم إنشاء أربع غرف صفية لتوفير بيئة تعليمية مناسبة.

وأشار إلى أن الأهالي كانوا يرسلون أبناءهم للدراسة في القرى المجاورة التي تبعد أقربها عن المنطقة عشرة كيلو مترات، حيث كانت تقلهم حافلة التربية والتعليم لهذه المدارس، ولكنهم كانوا يتعرضون للمخاطر بسبب مرورهم بجانب التدريبات العسكرية، إلى جانب المخاوف من اعتداءات المستوطنين.

وأكد دراغمة أن وجود هذه المدرسة ساهم في زيادة نسبة تعليم الأطفال في هذه التجمعات، حيث أصبح وصول التلاميذ آمن وقريب وسهل، وهو ما شجع كافة الأهالي على إرسال أبنائهم للتعليم، ولكن في حال هدم المدرسة فان ذلك سيؤدي لتدني نسبة التعليم مجددا.

ويوضح دراغمة أن سلطات الاحتلال خلال عام أخطرت هذه المدرسة أربع مرات بذرائع مختلفة، وهي ذرائع يستخدمها الاحتلال لاستهداف الوجود الفلسطيني وتفريغ الأرض، وقال: لم يبق أي منشأة في وادي المالح والتجمعات المحيطة خلال الأعوام السابقة إلا تعرضت للهدم أو الإخطار، حيث يتعامل الاحتلال في مناطق الأغوار بازدواجية معايير، فهو يختلق العديد من الذرائع والحجج لهدم المنشآت وطرد الأهالي، وفي ذات الوقت يطلق يد المستوطنين للبناء والتوسع.

بدوره، أوضح مدير التربية والتعليم في محافظة طوباس أحمد صوالحة، أن مدرسة المالح تعمل رسميا منذ عام وتخدم عدة تجمعات في منطقة وادي المالح، وهي عبارة عن روضة ومدرسة أساسية حتى الصف الرابع الابتدائي وتضم ما يزيد عن ٥٠ طالبا.

ونوه إلى أن المدرسة أنشئت لدعم صمود أهالي المنطقة وزيادة نسبة التعليم فيها، وفي إطار السعي لتطوير الخدمات في المنطقة بالكامل، لكن قوات الاحتلال تمنع أي تطوير في المنطقة وتحاول عرقلته، مطالبا مؤسسات حقوق الإنسان بالوقوف إلى جانب أطفال الأغوار للحفاظ على أبسط حقوقهم في الحصول على التعليم.

ويشير تقرير سابق أعدته "هيومن رايتس ووتش" عام 2018 إلى أن "إسرائيل رفضت مرارا منح الفلسطينيين تصاريح لبناء مدارس في الضفة الغربية وهدمت مدارس بنيت من دون تصاريح، ما جعل من الصعب أو المستحيل حصول آلاف الأطفال على التعليم... وهناك 44 مدرسة فلسطينية معرضة لخطر الهدم الكامل أو الجزئي.

كما جاء في التقرير فإن "أكثر من ثلث المجتمعات الفلسطينية في المنطقة "ج"، التي تشكل 60% من الضفة الغربية، ليس فيها مدارس ابتدائية حاليا، وهناك 10 آلاف طفل يذهبون إلى المدارس في الخيام أو الأكواخ، واضطر نحو 1,700 طفل إلى السير 5 كيلومترات أو أكثر إلى المدرسة بسبب إغلاق الطرق، أو عدم وجود طرق يمكن عبورها أو وسائل نقل، أو غير ذلك من المشكلات".

ــــــــ

/ ف.ع

مواضيع ذات صلة

اقرأ أيضا