الرئيسية تقارير وتحقيقات
تاريخ النشر: 10/10/2021 03:05 م

الوصول إلى القمة

نابلس 10-10-2021 وفا- بسام أبو الرب

التقط الصحفيان بكر عبد الحق وخالد بدير، صورة لهما توثق لحظة وصولهما إلى قمة جبل صبيح في بلدة بيتا جنوب نابلس؛ الذي أصبح محرما على الفلسطينيين دخوله أو الاقتراب منه، بعد انشاء بؤرة استيطانية في المنطقة.

صباح اليوم، وصل عدد كبير من الأهالي والفعاليات المساندة لقمة جبل صبيح، للمشاركة في قطاف ثمار الزيتون ضم حملة "فزعة" التي نظمتها هيئة مقاومة الجدار والاستيطان.

ويشهد جبل صبيح التابع لقرى وبلدات بيتا وقبلان ويتما والأراضي المجاورة له، فعاليات مقاومة شعبية ليلا نهارا، منذ الخامس من أيار الماضي؛ في إطار مواجهة المخطط الاستيطاني الرامي للاستيلاء على قمته، رغم اخلاء البؤرة الاستيطانية التي تحمل اسم "افيتار"، وتسليمها لجيش الاحتلال.

وعلى مدار ما يقارب الـ160 يوما دأب الصحفيون على تغطية فعاليات المقاومة الشعبية، في المناطق المحيطة والمقابلة لقمة جبل صبيح، ومن مسافات بعيدة، دون استطاعتهم تخيل أو توثيق ما جرى ويجري فوق قمة جبل صبيح، إلا مشاهد قليلة جدا كانت تنشرها الصحافة العبرية.

ويقول مراسل تلفزيون فلسطين، بكر عبد الحق، الذي كان من اوائل الصحفيين في تغطية فعاليات المقاومة الشعبية، ودائم التواجد في المنطقة، "المشهد اليوم مختلف تماما عن الذي يمكن تخيله أو وصفه، كنا دائما نغطي فعاليات المقاومة الشعبية والمواجهات مع الاحتلال من التلال المقابلة لجبل صبيح".

ويضيف في حديث لـ"وفا"، "رغم وصولي للمرة الثانية لقمة الجبل وكانت المرة في عام 2018 عندما جرى اخلاء المنطقة من المستوطنين، لكن لم يكن بهذا الحجم من بناء البيوت المتنقلة والبنية التحتية والشوارع".

ويتابع "حسب المشهد فإن المستوطنين كانت لديهم نية في بناء مستوطنة كبيرة وليس اقامة بؤرة صغيرة".

ويؤكد عبد الحق الذي اصيب عشرات المرات بحالات اختناق خلال تغطية المواجهات مع الاحتلال، أن الكثير من الصحفيين استطاعوا مشاهدة كيف تدير قوات الاحتلال عمليات القمع للمتظاهرين الذين يدافعون عن اراضي بيتا؛ من حجم الآليات العسكرية وطبيعتها وحجم التواجد العسكري لجيش الاحتلال في المنطقة.

ويقول: "شعرنا بهيبة ورمزية خاصة لجبل صبيح عن المرات السابقة؛ بسبب حجم التضحيات والشهداء والاصابات واعداد المعتقلين في سجون الاحتلال الذين كانوا يدافعون عن الجبل".

ويضيف عبد الحق "مشاهد الدخان الأسود الذي يغطي جدران البيوت التي كان يقطنها المستوطنون؛ يدلل على نجاعة أحد اساليب المقاومة الشعبية بإحراق آلاف الاطارات المطاطية كخطة لإزعاج المستوطنين وطردهم من المنطقة".

الصحفي مصور الوكالة الأوروبية (EPA) علاء بدارنة، وصل مع مجموعة من الاعلامين الى قمة جبل صبيح، وكان أصيب مرتين برصاص الاحتلال أثناء تغطيته لفعاليات المقاومة الشعبية خلال تواجده الدائم على مدار الـ160 يوما الماضية.

يقول بدارنة: "لم اتوقع أن قمة الجبل بهذه الروعة والجمال؛ وأنه من التلال القليلة التي يمكن أن ترى مشهد "البانوراما" والاطلالة الرائعة لها".

ويضيف، "حتى المشهد اختلف تماما فيمكن رؤية حجم وكم الأراضي التي استولى عليها المستوطنون، والابنية التي شيدت في المكان وطبيعة البنية التحتية، كنا نشاهد فقط خمسة بيوت متنقلة من التلال المقابلة للجبل".

ويتابع بدارنة: "اليوم استطعت التقاط صور بشكل عكسي لمكان المواجهة مع الاحتلال، وللتلال التي كنا نقف عليها لتوثيق فعاليات المقاومة الشعبية، حتى صورة المواطنين وهم يصلون الى قمة الجبل".

يشار إلى أن أهالي بيتا أطلقوا فعاليات المقاومة الشعبية على مدار 24 ساعة، ضد إقامة بؤرة استيطانية جديدة، ولم تكن هذه المرة الأولى التي يحاول فيها المستوطنون السيطرة على جبل صبيح، ففي عام 2013 حاولوا ذلك، من خلال إقامة بؤرة استيطانية عقب مقتل مستوطن عند حاجز زعترة، وأطلقوا عليها اسم "جفعات أفيتار"، كما حاولوا إحياء البؤرة عام 2018، عقب مقتل حاخام يهودي قرب مستوطنة "أرئيل" شمال سلفيت، لكن المحاولتين فشلتا إثر المقاومة التي خاضها أهالي البلدة.

ــــ

ب.ر/ م.ل

مواضيع ذات صلة

اقرأ أيضا