غزة 9-8-2022 وفا- ريم سويسي
كغيرها من الفتيات المقبلات على الزواج، طارت عبير حرب (24 عاماً) من رفح بأحلامها بعيداً مع زوج المستقبل وشريك العُمر إسماعيل الخالدي (30 عاماً)، قبل أن تستهدفه طائرة حربية إسرائيلية، لتشتت حياتها وتخطف احلامها وتغدر بها إلى الأبد.
عبير (طالبة بكلية تكنولوجيا المعلومات) تعيش حالياً صدمة الفقدان.. لا تكاد تفيق بعد جرعات ثقيلة من المهدئات، لتقول "ليس صحيحاً أن إسماعيل قد غاب هو موجود وبيته لم يقصف لكنه تأخر".
وتضيف "لم أصدق أنه استشهد إلا حين أخذوني إلى ثلاجة المستشفى لوداعه، وهناك وقبل أن تفتح الثلاجة هربت من المكان بعيداً، فإسماعيل حي لم يمت.. وذكرياتي معه لا زالت حاضرة، وهداياه أيضا، خططنا كثيراً وفكرنا في كل شيء كيف سيكون وكيف ستكون حياتنا معاً دون أن نعلم أن الحقد الإسرائيلي سيمزق فرحتنا وحياتنا".
قبل استشهاده بساعة، اتصل إسماعيل بخطيبته وكان يوصيها ألا تخاف من الحرب وأنه سيكون إلى جانبها.. وأن الحرب لا تأخد إلا الغلابا، دون أن يعلم انه من بينهم.
"نريد أن نوصل رسالة للعالم حول حجم الحقد والكراهية التي يمارسها الاحتلال بحقنا، فهو يأخذ منا كل شيء.. الأحلام والأرواح، ويبقينا رهن الحرمان والفقدان" تقول عبير
والد عبير الدكتور عمر حرب (66 عاماً) يقول "كنت في رحلة سفر لمصر للعلاج وكلمني إسماعيل يريدني أن أحضر لغزة لإتمام مراسم الزفاف، إسماعيل شاب رائع جميل وأخلاقه عالية ومؤدب، كان شديد التعلق بوالدته (51 عاماً) لدرجة انهما استشهدا معاً".
ويضيف "إسماعيل وعبير كانا روحاً في جسدين يتشابهان في الرقة والخجل والتواضع والأخلاق.. وبعد قصف البيت ذهبت عبير لرؤية الركام وما أن رأت السجادة التي جلست عليها هي وإسماعيل لتناول طعام العشاء حتى طلبت أن تأخذ قطعة منها كذكرى لحبيب فارقها الى الأبد".
وكان إسماعيل الخالدي، قد استشهد يوم السبت الماضي، ثاني أيام الحرب، بعدما قصفت الطائرات الحربية الإسرائيلية منزل عائلته في مخيم الشعوت في مدينة رفح جنوب القطاع، الأمر الذي أدى إلى استشهاده وهو يحتضن أمه.
ــــــــ
/ ف.ع