رام الله 20-10-2022 وفا- أسيل الأخرس
لم تنه الـ10 رصاصات وعشرات الشظايا حياة الشاب باسل البصبوص (18 عاما)، لكن عشرات الرصاصات الأخرى التي اخترقت جسد الشابين خالد الدباس وسلامة شرايعة أنهت حياتهما وصداقة امتدت بين الشبان الثلاثة منذ الطفولة لتبقي باسل وحيدا.
البصبوص هو أحد ثلاثة شبان فلسطينيين أعلن عن استشهادهم برصاص قوات الاحتلال التي اقتحمت مخيم الجلزون في 3 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، لكن تبين لاحقا أنه لم يستشهد، وصدر قرار بالإفراج عنه في 13 من أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، والذي يؤكد ضمنا بطلان الادعاءات الإسرائيلية حول تنفيذهم عملية إطلاق نار، ويثبت استسهال آلة الحرب الإسرائيلية دماء الفلسطينيين.
وعن الحادثة قال باسل: "لم اعرف باستشهاد صديقيّ إلا بعد 14 يوما، وكنت اسأل عنهما باستمرار ولم يجبني أحد، ولم أعرف لماذا تعرضنا لهذا كله".
وعن تفاصيل عملية الاستهداف قال: "بينما كنا في طريقنا الى المنزل بعد يوم من العمل، قررنا اتخاذ طريق بلدة سردا بدلا من طريق مخيم الجلزون بسبب المواجهات، والأحداث الدائرة وإغلاقات الطرق، وتفاجأنا بجنود الاحتلال يطلقون النار صوبنا بشكل مباشر، وغبت عن الوعي لأستيقظ بعد 3 أيام وبيدي أربع رصاصات وست غيرها في ساقي، بالإضافة إلى عدد كبير من الشظايا، وكنت "مكلبش" اليدين والقدمين لمدة 14 يوما، وتعرضت لتحقيق قاس ولم يراعِ المحققون حالتي الصحية.
وتابع البصبوص، الذي طرده الاحتلال من المستشفى الذي كان يعالج فيه داخل أراضي عام 48، حيث وصل مجمع فلسطين الطبي في مدينة رام الله، ظهر اليوم، "منذ استيقاظي بعد أيام من الإصابة والطاقم الطبي ينادونني بـ"شرايعة" إشارة الى اسم صديقي سلامة، وبادرت بالتصحيح لأحدهم وأقول له أنا باسل بصبوص، الذي بادر بدوره بالاتصال بأحد المعارف في المخيم ليخبر عائلتي، وفاجأني بأن اسمي تم تداوله كشهيد وأن خبر استشهادي انتشر في المواقع الالكترونية.
من جهتها، قالت والدة باسل "منذ يوم إطلاق النار عليه وصديقيه، ونحن نعيش جوا من الحزن والتوتر انتهى اليوم بالإفراج عن باسل".
وتابعت: "كان خالد وسلامة وباسل إخوة لا يفترقون، وكانوا يعملون مع بعضهم في أحد المخابز وبعد الانتهاء من العمل يعودون إلى المنزل".
وعن لحظات معرفتها بإصابة باسل ونجاته بعد إطلاق النار عليه والإعلان عن استشهاده، قالت: "اتصل بي أحد المعارف في المخيم وأبلغني أن باسل على قيد الحياة، وعشت خلال أكثر من 20 ساعة موتا بطيئا حتى تمكنت من زيارته ولمرة واحدة خلال احتجازه وتأكدت من نجاته، وكانت المهمة الأصعب أن أخبره باستشهاد رفيقيه وأن أحبس الحزن الذي يعتصرني، وأن أهون عليه إصابته وألمه".
وقالت: "باسل أصغر أبنائي العشرة، بمن فيهم ابني الأسير أحمد المُعتقل والمحكوم بالسجن لمدة 10 سنوات، والذي اعتصره الحزن والتوتر مرة على استشهاد الأصدقاء الثلاثة ومنهم باسل، ومرة خوفا على الوضع الصحي لشقيقه بعد أن علم أنه مصاب".
وعن طرد باسل من المستشفى الإسرائيلي، قال شقيقه مصطفى البصبوص إن الطاقم الطبي برفقة الشرطة الإسرائيلية طردوا باسل من مستشفى "شعاري تسيدك" حيث يتلقى العلاج، وأخبروه "ما إلك علاج هون روح على رام الله".
وأضاف: "رغم إصابته البالغة الا انهم ألقوه في الشارع وأخبروه بالاتصال بذويه لاصطحابه عن الحاجز".
واكد ان قرار طرد باسل من المستشفى دليل على التنصل من العلاج، وتجاهل لموعد العملية المرتقب في يده.
من جانبه، قال الناطق باسم هيئة شؤون الأسرى والمحررين حسن عبد ربه إن الافراج عن الأسير باسل البصبوص مؤشر ودليل على أن إطلاق النار عليه ورفاقه كان إعداما ميدانيا مع سبق الإصرار دون أي مبرر.
وأكد أن تبرئة البصبوص من "المحكمة العسكرية" الإسرائيلية تنفي جميع الادعاءات التي ساقها الاحتلال، والتي حاول فيها تبرير عملية القتل.
وطالب عبد ربه بضرورة محاسبة الاحتلال على جرائمه وتوفير الحماية لشعبنا.
وأعلن في 3 من أكتوبر الجاري عن استشهاد الشابين خالد الدباس وباسل البصبوص، وإصابة الشاب سلامة شرايعة بجروح خطيرة، بعد استهداف مركبتهم بالرصاص قرب مخيم الجلزون شمال رام الله، وعاشت عائلات الشبان الثلاثة حالة من التوتر وسط تضارب الروايات، عقب ورود أنباء بأن أحد الشبان مصاب ولم يستشهد، ليعلن لاحقا أن شرايعة قد استشهد والبصبوص على قيد الحياة.
وكانت محكمة "عوفر" العسكرية قرّرت في 13 من الشهر الجاري إخلاء سبيل الأسير الجريح باسل البصبوص من مُخيّم الجلزون للاجئين الفلسطينيين.
وكانت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، أفادت الأسبوع الماضي، بأن محكمة الاحتلال الإسرائيلي مددت توقيف الأسير باسل البصبوص لمدة 6 أيام بحجة استكمال التحقيق.
وبينت الهيئة، نقلا عن محاميها إيهاب الغليظ، أن الجلسة انعقدت في محكمة الاحتلال العسكرية في "عوفر"، دون حضور الأسير البصبوص نظرا لحالته الصحية وتواجده في مستشفى "شعاري تسيدك"، جراء إصابته برصاص الاحتلال.
ــــــــ
/ي.ط