بيت لحم 14-11-2022 وفا- عنان شحادة
كان المواطن رشيد عبد ربه كوازبة من قرية المنية جنوب بيت لحم، يستعد للسكن في واحد من المنازل الثلاثة التي بناها، لكنها أصبحت أثرا بعد عين، بعد أن هدمتها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحجة عدم الترخيص.
"كانت الساعة تشير إلى الخامسة صباحا، وكنت استعد للتوجه إلى مكان عملي، عندما حضرت قوات كبيرة من جيش الاحتلال ترافقها آليات وجرافات لهدم المنازل الثلاثة التي هي تعب سنوات طويلة عشت فيها الحلوة والمرّة، حتى أصل الى ما كنت أحلم به. بيت يأويني وافراد اسرتي"، يقول كوازبة.
وأضاف كوازبة (41 عاما): "خمس سنوات ما بين بنائها وتشطيبها والاستعداد للسكن، أخذت مني الكثير، واضطررت لبيع أرض لي من أجل ذلك".
وتابع "قبل عام تم اخطاري بهدم المنازل، وعندها أصيب والدي بجلطة قلبية لأنه لم يتمالك نفسه. قمت بعدها وعبر المحامي بإنجاز الأمور القانونية المتعلقة بالترخيص، لكن وبدون سابق إنذار هدموا الحلم".
لم يتمالك كوازبة نفسه واغرورقت عيناه، وقال: "قتلوا حلمي وحلم أبنائي".
"مأساتي لم تتوقف عند الهدم بل أرادوا ان يقتلوا الروح فيّ، من خلال تسليمي بلاغات تتضمن دفع تكاليف عملية الهدم، كل منزل بكلفة (20593) شيقل، إضافة الى 7000 شيقل تكلفة محكمة، أضف إليها مبلغ (700) ألف شيقل هي ديون مترتبة علي من عملية البناء والتشطيب"، أضاف كوازبة.
ثم جلس على أطلال المنازل وأخذ يتحدث الى نفسه، ثم خاطب ولديه اللذان كانا قد قررا الزاج الصيف المقبل، "لن نتراجع عن تحقيق حلمنا وسنبقى على هذه الأرض".
ويبلغ عدد سكان قرية المنية قرابة 3000 نسمة، وتحيط بها بلدة تقوع وقرية المنشية.
وقال رئيس مجلس قروي المنية زايد كوازبة إن المنازل ملك خاص وشيدت في منطقة زراعية ضمن حدود ومخطط القرية، ولا تحيط بها مستوطنات ولا طرق التفافية، وتقع بين منازل القرية.
وأشار كوازبة الى ان القرية تتعرض منذ فترة الى هجمة استيطانية، هدم الاحتلال خلالها منازل و"بركسات" وأخطر أخرى بالهدم، إضافة الى الاستيلاء على 150 دونما قبل عام أقيمت عليها منصة لتوليد الطاقة الشمسية، ومنع التوسع العمراني.
وأكد مدير مكتب مقاومة الجدار والاستيطان في بيت لحم حسن بريجية أن الاحتلال هدم منذ بداية العام الجاري (55) منزلا ومنشأة في محافظة بيت لحم، وهناك ما يزيد عن 150 منزلا ومنشأة مهددة بالهدم، إضافة الى 64 اعتداء من قبل المستوطنين بحق المواطنين والأرض.
ـــــــــــ
/ي.ط