الرئيسية تقارير وتحقيقات
تاريخ النشر: 31/12/2022 12:32 م

انطلاقة الثورة في ذاكرة الغزيين

 

غزة 31-12-2022 وفا- زكريا المدهون

شتاء العام 1986 استدعت قوات الاحتلال الاسرائيلي الشاب هشام ساق الله من مدينة غزة، كإجراء استباقي قبل أيام من حلول ذكرى انطلاقة حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" والثورة الفلسطينية الحادية والعشرين.

ساق الله الذي رأى النور يوم انطلاقة الثورة قبل 58 عاما، يحاول أن يستذكر ما حصل معه عندما استدعته قوات الاحتلال الى مقر الحاكم العسكري (مقر المجلس التشريعي حاليا) في حي الرمال في مدينة غزة.

"جرى نقلي الى معتقل أنصار 2 غرب المدينة واعتقالي لمدة خمسة أيام برفقة العشرات من كوادر "فتح" من جميع أنحاء قطاع غزة، وتم الإفراج عني بعد ذكرى الانطلاقة"، يقول ساق الله.

في "انتفاضة الحجارة" التي انطلقت شرارتها في الثامن من كانون الأول/ ديسمبر 1987، كانت تتبع قوات الاحتلال الإسرائيلي سياسية الضربات الاستباقية قبل موعد انطلاقة "فتح" والفصائل الوطنية الأخرى، والتي تشمل العديد من الوسائل مثل: الاعتقالات الجماعية وفرض حظر التجوال على مناطق واسعة من المخيمات والقرى والمدن الفلسطينية.

وعادت الذاكرة بهشام الى الوراء، عندما كانت حركة "فتح" تصدر بيان الانطلاقة الذي يرسم توجهات الحركة، وبرامجها النضالية الداعية لمقاومة الاحتلال، وتصعيد الانتفاضة الشعبية.

ويضيف: كانت قوات الاحتلال قبل يوم الانطلاقة تفرض منع التجوال على مخيمات اللاجئين ومناطق واسعة من القطاع في محاولة لمنع أية مظاهر وطنية، وبالرغم من ذلك فإن "اللجان الشعبية" في ذلك الحين كان تقوم بكتابة الشعارات الوطنية على جدران المنازل والمؤسسات والمدارس التي تمجد الذكرى، وتدعو الى تصعيد فعاليات الانتفاضة، ما يجن جنون الاحتلال وضباط مخابراته.

في يوم الانطلاقة ورغم إجراءات الاحتلال العسكرية، كانت توضع المتاريس، وتشعل إطارات السيارات المطاطية من قبل الشبان، وفي مقدمتهم أبناء حركة "فتح" لمنع تقدم آليات الاحتلال.

يوضح ساق الله: "كنت أسكن حينها في حي الدرج الشعبي شرق مدينة غزة، ويوم الانطلاقة كان الشبان يرشقون جيبات الاحتلال التي تسير على شارع الوحدة بالحجارة، والزجاجات الحارقة، اضافة الى رفع أعلام فلسطين، وشعار العاصفة على أسلاك الكهرباء".

واتبعت قوات الاحتلال خلال "انتفاضة الحجارة" أساليب ووسائل مختلفة لقمعها، ووأدها، مثل: نسف المنازل وتكسير العظام، علاوة على سياسة القتل والاعتقال التعسفي حيث ذاق مئات الالآف من أبناء شعبنا مرارة السجن.

ويؤكد ساق الله، أنه رغم أنف الاحتلال ومخابراته كنا نحتفل بانطلاقة "فتح" بارتداء الكوفية السوداء ونزور عوائل الشهداء والجرحى والأسرى، ونقدم لها هدايا تذكارية.

من جانبه، يؤكد عبد الرؤوف عليان من مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة، أن ذكرى انطلاقة الثورة الفلسطينية التي قادتها حركة "فتح"، تعيد التأكيد على أن شعبنا هو شعب حي عاشق للحرية، وتواق للاستقلال، وبناء دولته المستقلة، وعاصمتها القدس.

وتعيد الانطلاقة كما يقول عليان لـ"وفا" الى الأذهان ذكريات النضال الوطني الفلسطيني لجيلنا في "انتفاضة الحجارة"، من مظاهرات شعبية، وصدامات عنيفة مع قوات الاحتلال يقودها أبناء "فتح"، مشيرا إلى أنه قبل أيام من الانطلاقة كانت توزع المنشورات الورقية وتخط الشعارات الوطنية التي تدعو الى الإضراب الشامل وتصعيد المواجهات مع الاحتلال.

وخلال "انتفاضة الحجارة" اعتقل عبد الرؤوف البالغ من العمر حاليا (51 عاما) لمدة تسعة أشهر بتهمة مشاركته في فعاليات الانتفاضة.

يؤكد: "كنا ننصب الكمائن لجنود الاحتلال في أزقة وشوارع المخيم ورشقهم بالحجارة، ويطلقون الرصاص الحي والمعدني المغلف بالمطاط وقنابل الغاز المسيل للدموع نحونا ومطاردتنا في محاولة لاعتقالنا".

ويشير إلى أن قوات الاحتلال كانت قبل موعد الانطلاقة تفرض منع التجول على المخيمات والأحياء الشعبية والقرى والبلدات وتشن حملة اعتقالات واسعة تطال الآلاف من أبناء "فتح" من رفح جنوبا حتى بيت حانون شمالا.

"كانت ذكرى انطلاقة فتح يوما وطنيا بامتياز حيث كانت تخرج الجماهير الى الشوارع وترفع الأعلام الفلسطينية، وصور الشهداء وشعارات الحركة" يستذكر عاهد فروانه من سكان حي الشجاعية شرق مدينة غزة.

ويتابع فروانه الذي كان شبلا وقت انتفاضة الحجارة، "فتح كانت تقود الفعاليات الوطنية والمواجهات مع الاحتلال الاسرائيلي وتجديد للانتفاضة وعنفوانها في هذا اليوم الوطني".

وبحسب فروانه كان جيش الاحتلال يقوم بحملات استباقية قبل موعد الانطلاقة بتعزيز عدد قواته وفرض منع التجوال وشن حملات اعتقال واسعة في صفوف أبناء الحركة، وملاحقة كل من يشارك في فعاليات الانتفاضة المجيدة واستخدام القوة المفرطة وخاصة ضد من يرتدون الكوفية ويقودون المواجهات".

ــــــ

ز.م/ر.ح

 

 

  

مواضيع ذات صلة

اقرأ أيضا