الرئيسية تقارير وتحقيقات
تاريخ النشر: 12/01/2023 01:33 م

دوما.. "نكبة مستمرة"

نابلس 12-1-2023 وفا– زهران معالي

استفاقت قرية دوما الواقعة أقصى جنوب مدينة نابلس، على عملية هدم جديدة طالت بركسا لتربية الأبقار، كان شيد قبل أربعة أشهر لإعالة عدد من العائلات، ويعود لجمعية دوما التعاونية.

وبينما كانت سماهر دوابشة التي ترأس الجمعية، تتأهب للذهاب لمدينة نابلس، لاستكمال إحضار بعض الأوراق اللازمة لمواجهة قرار وقف البناء للبركس أمام محاكم الاحتلال، والتي تسلمته قبل قرابة الشهر من ما تسمى بالإدارة المدنية، كانت أنياب جرافات الاحتلال تحول "مشروع العمر" إلى أنقاض.

وتقول دوابشة لـ"وفا"، إنها منذ تسلمها لقرار وقف البناء لم تضف طوبة على البركس أو شادرا يقي أبقار المزرعة من برد الشتاء، وباشرت بمتابعة الإجراءات القانونية أمام محاكم الاحتلال عبر مراكز حقوقية، أملا بإلغاء القرار.

"مصدومة... كنا ثمانية عاملات في البركس لحلب الأبقار وتجهيز الجبنة وتسويقها، كان المشروع فرصة لخريجات جامعيات للعمل في ظل نقص الفرص، ومصدر إعالة لأيتام وأرامل.." تضيف دوابشة.

وتشير إلى أن الخسائر التي لحقت بالجمعية جراء الهدم تصل إلى 50 ألف شيقل، وهي تكلفة البركس التي شيدته الجمعية بدعم من الإغاثة الزراعية وبمساهمة من أعضاء الجمعية، كما قدمت دوابشة جزءا من أرضها لإقامة البركس عليها دون مقابل.

وهذه المرة الثانية التي تهدم فيها قوات الاحتلال منازل ومنشآت في القرية منذ بداية العام الجاري، فقبل أيام هدمت جرافات الاحتلال ثماني خيام سكنية وحظائر أغنام تعود للمواطن محمود مليحات، تأوي أكثر من 25 فردا، غالبيتهم من الأطفال باتوا في العراء، وفق رئيس المجلس القروي سليمان دوابشة.

ودوما التي ارتبطت بذاكرة الفلسطينيين والعالم منذ محرقة عائلة دوابشة في 31 تموز 2015، بعدما هاجم مستوطنون منزل عائلة سعد دوابشة، والتي أدت لاستشهاده حرقا وزوجته رهام والرضيع علي، فيما أصيب نجله أحمد بحروق بليغة، تواجه "نكبة مستمرة"، وفق رئيس المجلس القروي.

ويشير دوابشة إلى أن ما يجري على الأرض من اعتداءات المستوطنين وإجراءات حكومة الاحتلال الداعمة لهم، تؤكد أن الغاية إفراغ القرية من سكانها وإجبارهم على الهجرة إلى أماكن أخرى، ويبدو ذلك جليا بحجم الإخطارات التي طالت 150 منزلا على الأقل خلال العامين الماضيين.

وتبلغ مساحة أراضي القرية 18500 دونم، يخضع 940 دونم منها للسيطرة الإدارية للفلسطينيين وتشكل المخطط الهيكلي المخصص للبناء في القرية ومصنفة مناطق "ب"، فيما تفرض دولة الاحتلال سيطرتها على باقي الأراضي لوقوعها ضمن مناطق "ج".

ويوضح دوابشة لمراسل "وفا"، أن سلطات الاحتلال ترفض أي توسعة بالمخطط الهيكلي للقرية، ويواجه أهالي القرية البالغ تعدادهم 3500 نسمة، 200 إخطار بوقف البناء والهدم لمنازل ومنشآت اضطروا لتشييدها بالمناطق المصنفة "ج"، ويخوضون معركة قانونية أمام المحاكم الاحتلالية للنجاة من خطر الهدم.

ويطبق على القرية حزام استيطاني يخنق التوسع فيها، فيحاصرها من الغرب مستوطنة "شيلو" التي أقيمت عام 1978 امتدادا للبؤرة الاستيطانية "احيا"، وفي المنطقة الجنوبية معسكر "جبعيت" والمستوطن "حنان" الذي يسيطر على خمسة آلاف دونم، والشرقية مستوطنتي "معالي افرايم، وفصايل"، فيما يحاصر البلدة من الجهة الشمالية الغربية "خط شارع ألون" الاستيطاني.

وأشار دوابشة إلى احتياجات القرية، لتوفير مركز صحي، وبناء مدارس جديدة لتخفيف الاكتظاظ بالصفوف المدرسية التي يصل بعضها إلى 60 طالبا بالشعبة الواحدة، وتوفير البنية التحتية.

ـــ

ز.ع/ م.ب

مواضيع ذات صلة

اقرأ أيضا