السفير اللوح: إسرائيل توجه صفعة جديدة للمجتمع الدولي بالجريمة التي ارتكبتها في نابلس
القاهرة 23-2-2023 وفا- انطلقت بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، مساء اليوم الخميس، أعمال الاجتماع العاجل لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين في دورة غير عادية برئاسة ليبيا، لبحث التحرك العربي والدولي لمواجهة العدوان الإسرائيلي الغاشم على مدينة نابلس وعموم الأرض الفلسطينية المحتلة.
وحضر الاجتماع: الأمين العام المساعد للجامعة العربية حسام زكي، والأمين العام المساعد لشؤون فلسطين والأراضي العربية المحتلة سعيد أبو علي، ومندوبي وممثلي الدول الأعضاء في الجامعة.
ويأتي الاجتماع بناء على توجيهات الرئيس محمود عباس، وتعليمات من وزير الخارجية والمغتربين رياض المالكي، لبحث توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني ضد هذا العدوان الإسرائيلي المستمر والمتصاعد، الذي نتج عنه ارتكاب مجزرة بشعة في نابلس راح ضحيتها عشرات الشهداء والجرحى من المواطنين الفلسطينيين.
وترأس وفد دولة فلسطين في الاجتماع، مندوبها لدى الجامعة العربية دياب اللوح، والسفير المناوب بمندوبية فلسطين بالجامعة مهند العكلوك، والمستشار أول رزق الزعانين.
وقال السفير اللوح، في كلمته، إن إسرائيل توجه صفعة جديدة للمجتمع الدولي بالجريمة التي ارتكبتها في مدينة نابلس أمس الأربعاء، وترسل رداً إلى مجلس الأمن الذي أصدر بيانه قبل يومين من هذه الجريمة، ضاربة بعرض الحائط الموقف الدولي ومؤسساته، معتبرة نفسها فوق القانون الدولي.
وأضاف أن قوات الاحتلال الإسرائيلي أقدمت على ارتكاب مجزرة دموية بشعة استهدفت الشيوخ والأطفال والنساء والشباب في مدينة نابلس راح ضحيتها 11 شهيدا وأكثر من 100 إصابة بالرصاص الحي، في سياق مسلسل الإجرام المتواصل والمستمر من قبل حكومة الاحتلال على أبناء شعبنا الفلسطيني.
وتابع: "لا يكاد يمر يومٌ ومع بزوغ كل فجر إلا ويستفيق شعبنا على مجزرة دموية وجريمة بشعة يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي وعصابات مستوطنيه المسلحين، ولا يكاد يمر ليل إلا وأبناء شعبنا يلملمون جراحهم بعد أن ودعوا أبناءهم من الشهداء. إن ماكينة القتل الإسرائيلية تفتك بأبناء شعبنا في نابلس وجنين والخليل والقدس وفي أنحاء الأرض الفلسطينية المحتلة وعلى حواجز الموت وفي الطرقات، في استسهال غير مسبوق بالضغط على الزناد بتعليمات من وزراء حكومة الاحتلال المتطرفة التي تدفع المنطقة والصراع دفعا إلى حرب دينية لطالما حذرت القيادة الفلسطينية من خطورة تداعياتها على مستقبل أمن واستقرار المنطقة وتدمير فرص بناء السلام العادل والشامل، وفي مسار متوازٍ ومتزامن تواصل آلة الهدم الإسرائيلية تدمير منازل ومنشآت المواطنين الفلسطينيين وحرق واقتلاع مزارعهم والاعتداء عليهم، وارتكاب أبشع جرائم الحرب التي تتناقض مع القوانين والشرائع الدولية ويندى لها جبين الإنسانية خجلاً".
وأضاف: "أمام هذه التحديات الجسام وما يتعرض له شعبنا الفلسطيني من حملة تطهير عرقي وعمليات قتل وإعدام وهدم بيوت واستيطان وسرقة الأراضي والتي تُعتبر حرب إبادة جماعية، فإننا نعقد هذا الاجتماع الطارئ في بيت العرب، بيت أمتنا العربية، السند والظهير الداعم لشعبنا الفلسطيني في مواجهة آلة الحرب الصهيونية الفاشية القاتلة، لدعم موقف وصمود ورباط شعبنا على أرضه وتوفير حماية دولية له وتفعيل قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الذي صدر تحت (متحدون من أجل السلام) في 14 يونيو 2018، وبمتابعة من قبل الأمين العام للأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، حيث لا يمكن أن يبقى شعبنا الفلسطيني يُقتل وتُسفك دماؤه على أيدي هؤلاء المتطرفين وهذه الحكومة المجرمة على مرأى ومسمع من العالم دون أن يحرك ساكنا، ويكيل بمكيالين".
وتابع إن "هذه القوات المدججة قامت بأشرس الأسلحة الحديثة بهدم بيوت المدنيين العُزل بمدينة نابلس، وقامت بعمليات التصفية للشهداء عبر عمليات الإعدام بدم بارد ومنع الطواقم الطبية وسيارات الإسعاف من الوصول إلى المصابين، وفرض حصارٍ على المنطقة المستهدفة من جيش الاحتلال الغاشم الذي تجرد من الأخلاق والإنسانية في جريمة حرب جديدة تُضاف إلى الجرائم التي ارتكبتها قوات الاحتلال، والتي جميعها تصنف ضمن الجرائم الدولية التي يحاسب عليها القانون الدولي".
وخاطب السفير اللوح، المجتمعين، باسم الشعب الفلسطيني المناضل وباسم الشهداء والجرحى والمصابين والأسرى والمعتقلين، وباسم الدم الفلسطيني الذي يُسفك يومياً بواسطة آلة القتل الإسرائيلية الغاشمة، بالقول: "نتطلع إليكم أخوة وأشقاء لطالما شاركتمونا كفاحنا المشروع، بالعمل وعلى وجه السرعة لوقف الجرائم والممارسات العنصرية البشعة التي تُرتكب ضد أبناء شعبنا، ووضع المجتمع الدولي ومؤسساته ومنظماته وفي مقدمتها مجلس الأمن، أمام مسؤولياته التاريخية والسياسية والقانونية والإنسانية والأخلاقية تجاه الشعب الفلسطيني، لإنصافه ورفع هذا الظلم التاريخي الواقع عليه، وتمكينه من ممارسة حقه في تقرير مصيره ونيل استقلاله الوطني وعودته إلى وطنه وإقامة دولته المستقلة ذات السيادة الكاملة وعاصمتها القدس الشرقية.
كما أكد ضرورة توفير حماية دولية عاجلة من بطش قوات الاحتلال والمستوطنين، وضرورة وقف الإجراءات الإسرائيلية أحادية الجانب التي تتناقض مع الاتفاقيات الموقعة والمواثيق الدولية واتفاقيات جنيف الرابعة.
وطالب السفير اللوح بضرورة دفع كل الجهود المبذولة، عربيا وإقليميا ودوليا، لانطلاق مفاوضات سياسية جادة ذات سقف زمني تستند إلى المرجعيات والقرارات الدولية ذات الصلة، ومبدأ الأرض مقابل السلام، والمبادرة العربية للسلام، وعلى أساس تجسيد رؤية حل الدولتين، في إطار مؤتمر دولي للسلام في الشرق الأوسط، لبناء السلام العادل والشامل وإنقاذ المنطقة والأمن والاستقرار فيها من خطر ممارسات حكومة الاحتلال المتطرفة.
مصر تدعو المجتمع الدولي للتكاتف من أجل إنقاذ حل الدولتين
وطالب مندوب مصر الدائم لدى جامعة الدول العربية السفير محمد عرفي، إسرائيل، بالتوقف الفوري عن كافة الإجراءات الأحادية، بما في ذلك هدم المنازل والاعتقالات والاستيلاء على الأراضي وعمليات التهويد الممنهجة للقدس والاقتحامات غير الشرعية للمسجد الأقصى المبارك.
وفي كلمته خلال الاجتماع، طالب عرفي إسرائيل بالتوقف فورا عن "تصعيدها غير المقبول بالأراضي الفلسطينية الذي من شأنه الإضرار بمصالح الجميع بما فيهم إسرائيل ذاتها"، معربا عن إدانته لاقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي مدينة نابلس، ما أسفر عن وقوع ضحايا .
كما أكد أن هذا المسلك من جانب إسرائيل، يزيد الأمور تعقيدا ويصعّب من فرص إحياء عملية السلام على أساس مقررات الشرعية الدولية ومبدأ حل الدولتين، معربا عن إدانته لما تقوم به الحكومة الإسرائيلية من شرعنة بؤر إستيطانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة وبناء وحدات استيطانية جديدة، لما يمثله ذلك من مخالفة صارخة لقرارات مجلس الأمن وقواعد القانون الدولي، "وهذا سيزيد حدة الاحتقان في الأراضي المحتلة والتأثير على أمن وإستقرار المنطقة بأسرها".
كما جدد عرفي دعوته للمجتمع الدولي للتكاتف من أجل إنقاذ حل الدولتين وتهيئة الظروف المناسبة "لاستئناف عملية السلام وعدم الانجراف وراء شعور الاستسلام الذي تولّد نتيجة للجمود السياسي الذي أصاب القضية الفلسطينية"، مؤكدا أن مصر لن تتوانى عن الاستمرار في بذل كافة الجهود الممكنة للتعاطي مع السبب الجوهري للأزمة والمتمثل في الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، سعيا نحو السلام الشامل والعادل الذي نتطلع إليه جميعا، "هذا السلام الذي يتحقق فقط بحصول الشعب الفلسطيني على حقه في دولة مستقلة قابلة للعيش والنماء على حدود الرابع من حزيران/ يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية".
الأردن يؤكد موقفه الواضح والثابت والمتجدد في نصرة القضية الفلسطينية
وأكد مندوب الأردن الدائم لدى جامعة الدول العربية، السفير أمجد العضايلة، إدانة المملكة لما تمارسه إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، من اعتداءات ممنهجة في الأراضي الفلسطينية، وآخرها الاعتداءات المدانة والمخالفة للقوانين الدولية في مدينة نابلس.
وشدد العضايلة على مطالبة الأردن بضرورة "وقف هذه الحملات ووقف التصعيد وما شهدته هذه المدينة الصامدة وما يواجهه أهلها الثابتون على حق، من عدوانٍ ترك شهداء أبرارا نترحم عليهم وجرحى نتمنى لهم الشفاء العاجل".
وقال العضايلة، في كلمته خلال الاجتماع، إن "المملكة، التي تعتز بتمسّكها بالوقوف إلى جانب الأشقاء في فلسطين، تؤكد على موقفها الواضح والثابت والمتجدد في نصرة القضية الفلسطينية ومطالبة المجتمع الدولي بتلبية الحقوق العادلة والمشروعة للشعب الفلسطيني، بقيام الدولة الفلسطينية المستقلة وذات السيادة والقابلة للحياة، على خطوط الرابع من حزيران عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية".
وشدد على استمرار الأردن، بتوجيهات ملكية سامية، في بذل كل الجهود لحماية ورعاية المقدسات الإسلامية والمسيحية بالقدس، ومواصلة مشاريع الصيانة والإعمار في المسجد الأقصى المبارك وكنيسة القيامة، انطلاقا من الوصاية الهاشمية عليها، والتي يرعاها الملك عبدالله الثاني، للحفاظ على هوية المدينة المقدسة وعروبتها، وتثبيت صمود المقدسيين بها، وحماية حقوق المسلمين والمسيحيين في ممارسة شعائرهم الدينية.
وأضاف: "بالتوازي مع ذلك نرفض وندين أيضا الاقتحامات في المسجد الأقصى المبارك/ الحرم القدسي الشريف، ومحاولات التقسيم الزماني والمكاني التي تعيق فرص تحقيق السلام المنشود، فأي محاولة للمساس بالوضع التاريخي والقانوني القائم، ستكون لها انعكاسات سلبية على أمن واستقرار المنطقة بأكملها".
وأشار إلى أن الجهود المتواصلة لتحقيق السلم والأمن في المنطقة والعالم لا يمكن لها أن تحقق ثمارها في ظل استمرار الانتهاكات والاعتداءات الإسرائيلية التي تقوّض فرص السلام، مؤكدا أن الحفاظ على فرص السلام على أساس حل الدولتين، يتطلب وقف كل الانتهاكات الإسرائيلية في جميع الأراضي الفلسطينية المحتلة، وأن يقوم المجتمع الدولي بتطبيق القرارات ذات الصلة بحماية المدنيين الفلسطينيين، المتخذة من مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة للأمم المتحدة.
الكويت تدعو إلى توفير الحماية الكاملة للشعب الفلسطيني
من جانبه، قال سفير دولة الكويت، مندوبها الدائم بالجامعة العربية غانم الغانم، إن بلاده "تعرب عن إدانتها واستنكارها الشديدين لاقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي لمدينة نابلس، وتؤكد أن هذا الفعل المجرم دوليا يعد انتهاكا صارخا وخطيرا لقرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي، وتدعو المجتمع الدولي للاضطلاع بمسؤولياته والتحرك السريع والفاعل لوقف هذه الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة وتوفير الحماية الكاملة للشعب الفلسطيني الشقيق".
وأضاف، في كلمته خلال الاجتماع، أن "استمرار سلطة الاحتلال في انتهاك القانون الدولي دون أي اعتبارات للنداءات والبيانات الدولية المعلن عنها قبل فترة قليلة، تنذر بالمزيد من التصعيد والقضاء على أي آفاق للسلام"، محملا سلطات الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة لتداعيات هذه الاعتداءات المتكررة.
وتابع: "نجتمع اليوم في ظل المستجدات المؤلمة التي يشهدها العالم بأكمله على الأراضي الفلسطينية"، مشيدا بسرعة استجابة الأشقاء في الدول العربية لعقد هذا الاجتماع، "لاسيما وأن أهمية هذا الاجتماع تأتي في وقت يشهد فيه الشعب الفلسطيني ودولة فلسطين الشقيقة حربا مفتوحة ضد أبنائه وأرضه وحقوقه المشروعة، ويتطلب منّا وقفه جادة ودعما غير محدود من المجتمع الدولي أجمع، لا سيما في ظل ما يواجهه من سياسات متطرفة من الحكومة اليمينية في إسرائيل، والتي ما فتأت منذ وصولها إلى السلطة من استباحة دماء الفلسطينيين، وانتهاك مقدسات المسلمين دون أي رادع من المجتمع الدولي".
وقال الغانم، إن دولة الكويت كانت وما زالت وسوف تستمر، انطلاقا من إيمانها المطلق بشرعية القضية الفلسطينية وبحقوق الشعب الفلسطيني الشقيق، بالتزامها الراسخ والثابت في دعم الحق العربي الفلسطيني في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، والوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني الشقيق، ودعم خياراته، وتأييدها لكافة الجهود الهادفة للوصول إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية يضمن إنهاء الاحتلال وعودة اللاجئين وإقامة دولتها المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع من حزيران/ يونيو 1967 وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية وحل الدولتين.
كما أكد مندوب الكويت أن التحديات التي تواجهها القضية الفلسطينية تمثل معضلة حقيقية وتراجعا للجهود، وتشكّل إضرارا بعملية السلام وإخلالا بعملية التفاوض، وحث كافة الأطراف المعنية للعمل مع المجتمع الدولي لتنفيذ قرارات الشرعية الدولية.
الجزائر يؤكد ضرورة العمل على تفعيل قرارات الشرعية الدولية لمحاسبة الاحتلال على جرائمه
من جانبه، أعرب ممثل الجزائر عن إدانته الشديدة للعدوان الهمجي الذي ارتكبته قوات الاحتلال على مدينة نابلس وأهلها، "مخلفة العديد من الشهداء والجرحى بين المواطنين الفلسطينيين".
وطالب المجتمع الدولي ومجلس الأمن للأمم المتحدة، بالتدخل العاجل بغية وضع حد للتصعيد الخطير الذي تفرضه قوات الاحتلال، وضمان حماية دولية فعلية للشعب الفلسطيني.
وقال ممثل الجزائر إن بلاده تجدد تضامنها الثابت ووقوفها الدائم إلى جانب الشعب الفلسطيني من أجل استرجاع حقوقه المشروعة، وعلى رأسها حقه في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس، وتؤكد ضرورة العمل على تفعيل قرارات الشرعية الدولية لردع ومحاسبة المحتل على جرائمه الممنهجة ضد الشعب الفلسطيني وإجباره على الانخراط في مسار سياسي جدي يفضي إلى حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية وفق مبدأ "الأرض مقابل السلام" الذي ترتكز عليه مبادرة السلام العربية.
ـــ
ع.و/ م.ب/ع.ف