رام الله 22-4-2023 وفا- رامي سمارة
رغم خروج رأفت القروي من السجن بعد قضاء محكوميته البالغة (15 عاما)، فإن والدته فريدة معروف (أم رشيد) تواظب على زيارة أهالي الأسرى في المناسبات، لعلمها بقيمة تلك الزيارات المعنوية والإنسانية والوطنية وما تضيفه عليهم وعلى عائلاتهم.
فكما تؤكد من تجربة طويلة استمرت على مدار الأعوام الخمسة عشرة، فإن الأسير يترك في بيته فراغا، لكن قد يملأ الزوار جزءا منه.
لذا فإنها ما زالت تشعر بغصة في يوم العيد، لأن ابنها رأفت ترك خلفه أخوته الأسرى الذين عاش معهم لسنوات.
وحول كيف كان أثر الزيارات عليها وعائلتها، تقول أم رشيد من قرية عين قينيا غرب رام الله: "مهم جدا أن يدخل علينا الناس في العيد ليعيدوا علينا ويطمئنوا على حالنا وحاله، ويسألوا إن كان ينقصنا شيء، لا شيء يعادل ذلك، وهذا يعني الكثير إن كان للأسير أو لوالدته".
والأسير يقضي أيام العيد وهو يفكر في الفراغ الذي تركه في بيته ما يترك غصة في قلبه، تتابع أم رشيد، والزيارات لذوي الأسير تعني برأيها أن ما فعله من أجل الوطن لن يذهب سدى.
نجاح حسن، مديرة نادي الأسير في رام الله، والتي كانت في ثاني أيام العيد في زيارة لعائلة أحد الأسرى المحكومين بالسجن لـ38 عاما، تعتبر أن زيارة أهالي الأسرى في الأعياد والمناسبات تندرج تحت الواجب الوطني وليس فقط ضربا من ضروب التضامن الاجتماعي والإنساني.
من تجربتها الطويلة في ملف الأسرى والممتدة من العام 1995، تؤكد حسن أن الأسرى أنفسهم يسألون إن كان هناك من قام بزيارة أسرهم والاطمئنان عليها في فترة الأعياد والمناسبات.
فالزيارة كما تقول؛ تشعر الأسرى وذويهم بأن هناك من يتضامن ويقف معهم وبأنهم ليسوا وحدهم.
وترى ضرورة تكثيف الزيارات، خاصة في مرحلة تقول إن التضامن مع الأسرى يتراجع فيها نسبيا، بينما تعصف بالسجون ظروف صعبة يتخللها محاولات فرض العقوبات جديدة عليهم.
وتتابع: "عندما نقوم بزيارة لبيت أسير، نلمس بأننا خلقنا حالة من السعادة، وتركنا أثراً إيجابيا على الأهالي وأسرهم، ونشعرهم بأن هناك التفافاً حولهم".
لكن الاهتمام بهذا النوع من الزيارات كما تقول يكون في الأرياف أكثر منه في المدن، بسبب الترابط الاجتماعي الأقل.
هيام الشريف، والدة الأسير المقدسي عماد الشريف المحكوم بالسجن لـ27 عاماً، تؤكد ما ذكرته نجاح حسن، من سؤال الأسرى عن من قام بالزيارات نظرا لأهميتها لهم ولذويهم.
فعماد المحروم من زيارته عائلته منذ عامين تقريبا كما تقول؛ يواظب على السؤال عمن يزور أسرته، ويسر كثيرا لدى معرفة أن الزوار لم ينقطعوا عن العائلة.
ترتفع معنويات أم عماد، فهي تشعر بأن الزيارات تشير إلى أن هناك من يتذكر أهل الأسير.
وتتابع: "أسعد كثيرا بهذه الزيارات، وبيتنا سيبقى مفتوحا لمن يود السؤال عنا والاطمئنان علينا، حتى لا نشعر أن ابني الأسير جندي مجهول، الزيارات ترفع المعنويات لأنها تبرهن على أن ابننا قام بما يمليه عليه واجبه الوطني ولأجل حرية غيره".
ويرى الأسير المحرر سالم بادي الدردساوي من مدينة البيرة، الذي قضى أكثر من 15 عاما في سجون الاحتلال، أن الزيارات لذوي الأسرى والتعاطف معهم بشكل عام، لا يعد جانبا إنسانيا وفقط، بل يؤدي كذلك لإبقاء التفاعل حيا مع قضية الأسرى سياسيا، التي هي جزء من الحالة الفلسطينية الأعم.
ولذا فإن الاحتلال يلاحق حتى من يقومون بتنظيم مثل تلك الزيارات يقول الدردساوي، حيث اعتقل العديد إداريا بسبب تضامنهم مع الأسرى.
ويعتبر أن التضامن مع أهالي الأسرى موجود في المجتمع الفلسطيني بشكل عام، وهو ما يمكن معرفته من خلال الزيارات وزخم المنشورات على مواقع التواصل الاجتماعي التي يتضامن فيها المجتمع مع الأسرى في الأعياد والمناسبات، وكذلك يحضر الاهتمام من التنظيمات والمؤسسات.
ومن تجربته الشخصية، يقول: "عدما كنت أسأل العائلة من زاركم في العيد، ويبدأوا بتسمية الأشخاص؛ كنت أشعر بسعادة بالغة، وترتفع روحي المعنوية".
وهو يرى أن ذلك يعني تقدير الأسرى بطريقة تعزز قيم النصر والفخر والحضور السياسي والاجتماعي، وهي تعكس قيمة العمل الوطني الذي تم اعتقال الأسرى بسببه.
ــــــ
ر.س