الرئيسية تقارير وتحقيقات
تاريخ النشر: 09/05/2023 04:03 م

"نبع النويطف".. خطة احتلالية لنهب ثروات سلفيت

 

سلفيت 9-5-2023 وفا- علا موقدي

بخطوة إضافية في سياق مساعي الاحتلال الاسرائيلي ومخططاته الاستيطانية الجديدة للاستيلاء على أراضي محافظة سلفيت ونهب ثرواتها الطبيعية، أقدم مستوطنو مستوطنة "حفات يئير" بتأهيل طريق استيطانية بطول 700 متر يصل إلى منطقة نبع النويطف شمال بلدة قراوة بني حسان الواقعة الى الغرب من مدينة سلفيت.

وهي منطقة كان قد أعلن الاحتلال الاسرائيلي بأنها محمية طبيعية يمنع أهالي البلدة الوصول إليها، وتم ازالة الأحواض الزراعية والسلاسل الحجرية المحيطة بها، وعملت جرافات الاحتلال عدة مرات على تدمير الطريق المعبدة التي تصلها بالبلدة.

رئيس بلدية قراوة بني حسان ابراهيم عاصي قال لـ"وفا": بأن مجموعة من المستوطنين المعروفين باسم "شبيبة التلال" وبحماية من قوات الاحتلال الإسرائيلي أقدموا منذ نحو أسبوع على تأهيل طريق من مستعمرة "حفاة يئير" إلى منطقة النبعة والتي تزيد مساحتها عن 150 دونما وكانت تعتبر مصدراً من مصادر المياه الهامة للزراعة وتربية المواشي، وكانت كافة الأراضي المحيطة بها مزروعة بأشجار الزيتون والتين والعنب.

وأضاف: بأن أهالي البلدة وخاصة المزارعين ورعاة الأغنام أصبحوا محاصرين بمضايقات المستوطنين في المنطقة ويتعرضون للاعتداءات والتهديد بالسلاح بشكل مستمر بهدف إضعاف صمودهم وعزيمتهم ودفعهم لترك أراضيهم ليستحوذ المستوطن عليها.

من جهته أوضح الناشط في مواجهة الاستيطان بمحافظة سلفيت نظمي السلمان: أن ما تشهده المنطقة من انتشار للمستوطنين الرعويين في الأراضي الزراعية الفلسطينية أصبح ينذر بالخطر الشديد على حياة المزارعين وعلى قدرتهم في التصدي وحماية الأرض، خاصة وأن هناك جمعيات استيطانية كبيرة تقوم بدعمهم بالمواشي وتسمح لهم بهدر الدم الفلسطيني.

وبين: أن ما يحصل في بلدة قراوة بني حسان بالسماح للمستوطنين بشق طريق من المستعمرة الى نبع النويطف وفرشها بالـ "كركار" وإغلاق الطريق من جهة قراوة بني حسان بأحجار صخرية هو تنفيذ فعلي على أرض الواقع لسياسة الاحتلال الاسرائيلي الممنهجة للتوسع الاستيطاني حيث يتوقع أن يقوم المستوطنون بتحويل المكان إلى منطقة سياحية وترفيهية تابعة لهم.

ونوّه السلمان: أن هذا الفعل يتزامن مع قيام المستوطنين المتواجدين في خلة حسان غرب بلدة بديا بالاعتداء على المزارعين في منطقة العيون ونصب خزانات مياه في منطقة واد الحمام نهاية واد قانا الغربي.

وأضاف: على الرغم من تخوف أهالي المنطقة عموماً من مصير مشابه لما حل بالشاب مثقال ريان (27 عاما) قبل نحو ثلاثة أشهر من بلدة قراوة بني حسان حين قام أحد رعاع المستوطنين بإطلاق النار عليه بشكل متعمد ومن مسافة قريبة قبل أن يرتقي شهيداً، إلا أن هذه الأفعال لن تثني المواطنين عن الحفاظ على أرضهم في كافة المناطق من خطر الاستيطان والسيطرة عليها.

محافظ سلفيت اللواء عبد الله كميل أشار إلى أن حكومة المستوطنين الراهنة ماضية في مصادرتها للأراضي في المحافظة تحت ذرائع ومبررات واهية بهدف توسيع المستوطنات والتضييق على التجمعات الفلسطينية، وشق الطرق الالتفافية التي تربط المستوطنات مع بعضها البعض وبالتالي إقامة المشاريع والمرافق الاستيطانية العامة لتقديم الخدمات للمستوطنات والمستوطنين.

موضحاً أن القانون الدولي الإنساني يؤكد على عدم شرعية الاستيلاء على الأراضي وبناء المستوطنات عليها في إطار النصوص القانونية الواردة في اتفاقية لاهاي لسنة 1907. داعياً الأهالي والمزارعين والهيئات المحلية والمؤسسات ذات العلاقة للتحرك العاجل لوقف هذا المخطط الاستيطاني الخطير، مؤكدا على أهمية دور المحافظة والمؤسسات الرسمية المختصة بهذا الخصوص.

الجدير بالذكر أن الاحتلال عمل على مدار الأعوام الماضية للسيطرة على هذه المنطقة، حيث قام بتدمير شارع يصل البلدة بأراضي منطقة 'نبع النويطف' الزراعية عدة مرات، وأجبر المزارعين على عدم مزاولة أي نشاط زراعي في أراضيهم القريبة من المنطقة المستهدفة بذريعة أنها أملاك دولة ومحمية طبيعية. علماً بأن الأراضي التي يتم العمل فيها واستصلاحها من قبل مالكيها مصنفة في الخرائط والأوراق القانونية ضمن المناطق التابعة لأحواض وأراضي البلدة، وأن جزءا كبيرا منها ومن الأراضي الـمحيطة بها مزروعة بالأشجار المثمرة.

-

ع.م/ر.ح

 

 

مواضيع ذات صلة

اقرأ أيضا