نابلس 22-5-2023 وفا- بسام أبو الرب
يقف ثلاثة أطفال في أحد أزقة مخيم بلاطة شرقي نابلس، يتبادلون أطراف الحديث حول ما جرى من أحداث، وكيف احتمى أحدهم من الزجاج المتطاير بفعل قوة الانفجار.
تجمع الأهالي حول عدد من منازل المخيم، التي فجرتها قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال اقتحامها فجر اليوم الإثنين، وسط ذهول وصمت من المشهد، ليكسر ذلك الصمت سقوط إحدى اللبنات من الطابق الثاني، وأصبح آيلا للسقوط.
بين الركام ذاته، ضاعت أحلام الطفولة وألعابها، دمية على شكل فيل أبيض اللون ذات عينين زرقاوين، كان يلهو بها أحد الأطفال من عائلة أبو شلال، تناثرت فوقها آثار الدمار الذي خلّفته قوات الاحتلال، لتصبح شاحبة اللون.
تقف إحدى المواطنات صارخة بأعلى صوتها: "قدرة رب العالمين نجّتنا من الموت".
وتضيف: "فجروا المنازل دون سابق إنذار، وسقطت الجدران من حولنا، إحدى بناتي أصيبت في قدمها من آثار الدمار".
وكانت قوات الاحتلال اقتحمت مخيم بلاطة لأكثر من ثلاث ساعات، وسط إطلاق كثيف للرصاص واندلاع مواجهات عنيفة، ما أدى إلى استشهاد الشبان الثلاثة فتحي جهاد عبد السلام رزق (30 عاماً)، وعبد الله يوسف محمد أبو حمدان (24 عاماً)، ومحمد بلال محمد زيتون (32 عاماً)، وإصابة ستة آخرين على الأقل، جروح أحدهم حرجة، واعتقال مواطنين قبل الانسحاب.
تتوافد نسوة المخيم تباعا إلى أماكن الأحداث بين زقاق المخيم، وما زالت دماء الشهداء بين زقاقه وعلى جدران منازله.
عدد من الرصاصات اخترقت جدران أحد المنازل وأبوابه، الذي يعود لعائلة السروجي عندما حاول سكانه إنقاذ حياة الشهيد فتحي أبو رزق، عقب سماعه يطلب النجدة، وما إن اقتربوا منه حتى جرى استهدافهم بوابل من الرصاص، ومنعهم من الوصول إليه، ليصاب أحدهم برصاص الاحتلال.
عائلة السروجي كانت تستقبل المهنئين بالإفراج عن ابنها أيهم من سجون الاحتلال قبل أربعة أيام.
ويعتبر مخيم بلاطة الذي تأسس عام 1950 أكبر مخيمات الضفة الغربية من حيث عدد السكان إذ تجاوز عددهم 23,000 لاجئ مسجل. وتبلغ مساحة المخيم 0.25 كيلومتر مربع، وهو يقع ضمن حدود بلدية نابلس. وينحدر أصل سكان المخيم من 60 قرية تابعة لمناطق اللد، ويافا، والرملة. وهناك العديد من السكان ممن ينحدرون من أصول بدوية، حسب إحصائيات وكالة "الأونروا".
وبارتقاء الشبان الثلاثة في مخيم بلاطة، ترتفع حصيلة الشهداء برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي منذ بداية العام الجاري إلى 156 شهيداً، 36 منهم في قطاع غزة، وبينهم 26 طفلاً.
ــــ
ب.ر/ م.ع