رام الله 6-11-2023 وفا- رصدت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا)، التحريض والعنصرية في وسائل الإعلام الإسرائيلية، في الفترة ما بين 29-10-2023 وحتى 4-11-2023.
وتُقدّم "وفا" في تقريرها الـ(332) رصدا وتوثيقا للخطاب التحريضي والعنصري في الإعلام الإسرائيلي، في ظل العدوان الإسرائيلي المتواصل على شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية.
وسلط التقرير الضوء على التحريض على السلطة الفلسطينية إثر التقارير عن نقل السيادة على غزة إليها، حيث تعامل الإعلام الإسرائيلي بعدائية كبيرة، ناقلا أصوات اليمين في السياق الرافضة للخطوة.
كما سلط الضوء على أخبارٍ تحرض على الفلسطيني أينما كان، ومنها أخبار تحرض على قتل سكان غزة، وأخرى تطالب بطرد كل فلسطيني من البلاد، وأخبارًا تنزع الشرعية عن السلطة الوطنية الفلسطينية، وتتعامل مع ما يحدث في الضفة الغربية وكأنه خطر يجب الوقوف عنده والتعامل معه.
صحف ومواقع جديدة كذلك رصدها التقرير، في سياق التحريض الواسع على قتل الفلسطيني أينما كان، ومنها ما نشره موقع "سورغيم" الذي دعا من خلاله الحاخام مئير غولدمينتس "لاحتلال جميع الأرض"، قائلا: "هنالك طريق واحد فقط، لمنع المذبحة المقبلة، إذا ما رغبنا بالحياة، إذا ما رغبنا العيش والبقاء في البلاد، إذا ما رغبنا في حلٍ للمشكلة من جذورها، إذا ما رغبنا ألا تتكرر المجزرة البشعة، هنالك طريق واحد فقط: علينا أنّ نحتل جميع الأرض".
يقول الحاخام: "تأمرنا التوراة من خلال قضية جولات نشر التوارة أنّ نورث كل الأرض لأشباهنا، مما يعني وفق التفسيرات نورث ونطرد. لماذا تأمرنا التوراة أنّ نطرد، لأنّ أسباط كنعان طلب إلينا أنّ نقتلهم، وهناك ايضًا أغيار علينا التعامل معهم بالطرد".
وتابع: "لربما من المهم توضيح القصد في الآية وورثتم كل الأرض أنتم، في حين أنّ القصد من أنتم هي إبعاد كل الأمم الأخرى. وفي الآية التي تليها كتب وورثتم الأرض واستوطنتم بها، ويقصد بها وفق التفسيرات ليس فقط التواجد في الأرض، إنما لا يحق لنا التواجد في الأرض إذا كان عليها أمم أخرى".
وكل هذا يعني يضيف الحاخام، "أنّ وجودنا في الأرض يتعلق بطرد كل أعدائنا، عدا عن ذلك فقد نتنقل من مشكلة إلى أخرى ولن نتمكن من التواجد في أرضنا. وتوضح التوراة ماذا يحدث إذا لم نحقق ذلك، وإذا لم تورثوا الأرض فقط لأشباهكم، وتركتم بعضًا منهم، سيكونون أصدقاء في عيونكم وأوغادًا في ظهوركم، ويحاصرونكم في الأرض التي تورثوها"، يا الله كم كانت التوراة دقيقة في هذا الوصف!!
وفي هذا السياق رصد التقرير مزيدا من التقارير والمقالات حول قتل الفلسطينيين، ومنها تلك المطالبة بإلقاء قنبلة نووية على غزة.
وفي هذا السياق، نشر "حدري حرديم" مطالبة أطباء وأساتذة في عالم الصحة، "الأطباء الذين يعملون بمسؤولية ومهنية في نظام الرعاية الصحية"، وفق ما عرفوا أنفسهم، بتفجير مستشفيات غزة، "بمجرد أن الإرهابيين يستخدمون المستشفيات كمقار قتل وإرهاب، يعني أنهم حولوا المستشفيات إلى أهدافٍ شرعيّة. يوجد تحت تصرفهم سيارات إسعاف تنقل المرضى إلى الجنوب لتلقي العلاج الطبي في أماكن أخرى. لا أكثر من هذا يستحقون! إن سكان غزة الذين رأوا أنه من المناسب تحويل المستشفيات إلى أوكار للإرهابيين في محاولة لكسب التعاطف العالميّ، هم الذين جلبوا الدمار على أنفسهم، لذلك يجب القضاء على الإرهاب في كل مكان وبأي طريقة".
وفي هذا السياق نشرت "معاريف" تصريح الوزير في حكومة الاحتلال عميحاي الياهو الذي "ناشد بإلقاء قنبلة ذرية على غزة"، مدعيا أنه سيمكن إنهاء الحرب بعد إلقاء قنبلة ذرية على القطاع.
وقال الياهو "بالتأكيد نحن بحاجة إلى رد فعل عسكريّ قوي، الأمر الذي سيوضح للنازيين ومؤيديهم أن الإرهاب لا يستحق العناء. هذه هي الصيغة الوحيدة التي يمكن للدول الديمقراطية استخدامها للتعامل مع الإرهاب".
كما رصد التقرير تحريضا جديدا على السلطة الوطنية الفلسطينية لاستمرارها في دفع رواتب الأسرى وعائلات الشهداء، نشره موقع "كالكاليست" وعنوانه: "اقتصاد الإرهاب: ما خلف أموال الدماء التي تقوم السلطة الفلسطينية بتحويلها للمخربين".
وقال الكاتب: "سددت السلطة الفلسطينية في المتوسط بين سنوات 2018 و2022 مبلغًا قدره حوالي 148 مليون شيقل سنويًا لعائلات الشهداء، كما تلقت عائلات السجناء الأمنيين في السجون الإسرائيلية، وعائلات السجناء والنشطاء المفرج عنهم من السجون الإسرائيلية، بالمتوسط 470 مليون شيقل سنويًا من السلطة".
وقال الموقع: "تعد تعويضات السلطة الفلسطينية للمنفذين للهجمات الإرهابية وأسر الشهداء قيمة أساسية في الرواية الفلسطينية. فوفقًا لاستطلاع أجري في كانون اول/ديسمبر 2022 بواسطة المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والاستطلاعات، فإن معظم الشارع الفلسطيني يعارض تغيير السياسة القائمة، التي تكافئ السجناء وعائلات الشهداء بناءً على مدة السجن".
وأضاف الموقع "لماذا لم تقم الحكومة بتجميد جميع الأموال التي يجب نقلها للسلطة الفلسطينية، ولماذا تقتطع فقط (1/12) من الأموال، وليس كل هذه الأموال".
حركة "انهضي إسرائيل" ترسم سيناريو يظهر من خلاله أنّ مخربين يخرجون من قلقيلية يقومون بالهجوم على البلدات المجاورة. منظمات اليمين تنطلق في حملة لمنع الأموال للسلطة الفلسطينية
كما نشرت "مكور ريشون" تقريرا تحريضا ضد السلطة الوطنية الفلسطينية، في ظل المطالبا باقتطاع أموال المقاصة، إذ "قامت منظمات يمينية بنشاط توعوي لتوجيه الانتباه إلى أنشطة السلطة مع الأموال المحولة إليها، نظمته حركة ريغافيم".
ونقلت الصحيفة عن "مدير قسم السياسة في حركة ريغافيم": "لا يمكننا قبول واقع يتمثل في نقل ملايين الشواقل إلى كيان يدعم الإرهاب ويستخدم الأموال للدفع للقتلة".
ونقلت الصحيفة وصفا لـ"حملة انهضي اسرائيل" لسيناريو "رعب مستقبلي" مفاده بأن "عشرات من المخربين المسلحين يقتحمون نير إلياهو القريبة من قلقيلية ويتحصنون في منزل الأطفال، وعشرات المسلحين تسللوا إلى كفر سابا وأطلقوا النار على المارة. العديد من الدراجات النارية تتجه من طولكرم إلى نتانيا المجاورة، وأصيبت العفولة بالهجوم من جنين وهبطت عشرات الطائرات ببئر السبع والمستوطنات المحيطة"، هل هذا سيناريو وهمي؟ في نظر صناع الحملة، إنه سيناريو يمكن أن يتحقق حقًا إذا لم تتحرك دولة إسرائيل بسرعة لمنعه".
وقال ناشطو الحملة: "إذا لم نستيقظ، يمكن أن نشهد هذا السيناريو".
مواقع التواصل الاجتماعي عجت بالتصريحات التحريضية لمسؤولين، أبرزهم الوزيران بتسلئيل سموتريتش وايتمار بن غفير الذي نشر سلسلة من المنشورات عبر منصة (اكس)، تمحورت حول دعوته لمزيد من قتل الفلسطينيين، ومنها تصريحه: "لا بد من القضاء على العدو النازي بنفس شدة الغضب التي استخدمتها قوات التحالف في الحرب العالمية الثانية".
أما سموتريتش فتمحورت سلسلة من منشوراته حول تحويل الأموال الفلسطينية، وقال: "لا أنوي السماح لدولة إسرائيل بتمويل أعداءنا في يهودا والسامرة الذين يدعمون الإرهاب"، و"السلطة الفلسطينية ليست الحل، بل هي جزء من المشكلة"، و"أسمع أن هناك من يعتقد أنه بينما يضحي جنودنا وقادتنا الأبطال بحياتهم من أجل الدفاع عن الوطن، يجب علينا تحويل الأموال إلى هذا العدو الحقير في يهودا والسامرة... لا نكرر الأخطاء والمبادئ التي دفعنا ثمنها غاليا".
ــــــ
ي.ط