الرئيسية تقارير وتحقيقات
تاريخ النشر: 09/11/2023 08:56 م

مدارس جنين تحت نار الاحتلال 

جنين 9-11-2023 وفا- فاطمة إبراهيم

بعد 6 ساعات قضتها أمل كميل (10 سنوات) داخل مدرستها برهان العبوشي في مخيم جنين للاجئين شمال الضفة الغربية، وصلت برفقة عائلتها إلى قسم الطوارئ في مستشفى ابن سينا التخصصي.

أمل واحدة من بين آلاف الطلبة الذين حوصروا داخل مدارسهم في مخيم جنين بعد اقتحامه من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي صباح اليوم الخميس، وسط إطلاق نار كثيف وقصف بالطائرات المسيرة.

تقول أمل: "كنا في ساحة المدرسة بحدود الساعة العاشرة حين أبلغتني صديقتني أن قوات الاحتلال اقتحمت المخيم، عندها بدأت مديرة المدرسة بالمناداة عبر السماعات لندخل إلى الصفوف في الطابق الأرضي حتى لا يصلنا الرصاص".

وتضيف: "شعرنا بالخوف لأن صوت الرصاص كان كثيفا جداً، وكانت المعلمات يحاولن تهدئتنا، ومنعنا من الخروج من داخل الصفوف، لقد كان الوضع مخيفا جدا".

وطوال 6 ساعات، حاصرت قوات الاحتلال 5 مدارس داخل مخيم جنين، ومنعت أيا من الطلبة أو الطاقم التدريسي من مغادرة المدارس، فيما انتشر القناصة على أسطح العمارات المقابلة لها وفي شوارع المخيم، وواصلت إطلاق النار بشكل مكثف.

"بقينا لوقت طويل جداً داخل المدرسة، في البداية أخبرتنا معلمتنا أن قوات الاحتلال دخلت المدرسة المجاورة لمدرستنا، وعندها تخيلنا أنهم سيقتحمون مدرستنا ويطلقون النار علينا"، تقول كميل.

وبعد 6 ساعات من اقتحام المخيم والمدينة سمحت قوات الاحتلال لعدد من الحافلات بالتوجه إلى المدارس ونقل الطلبة منها.

وقال القائم بأعمال محافظ جنين كمال أبو الرب إن الارتباط الفلسطيني أبلغ المحافظة بضرورة إرسال 6 حافلات لنقل الطلبة المحتجزين في 5 مدارس داخل المخيم، وجرى نقلهم إلى مستشفيات جنين الحكومي وابن سينا للتأكد من سلامتهم، ثم تم نقلهم إلى ملعب البلدية إلى حين انسحاب قوات الاحتلال، وتمكن أهاليهم من نقلهم إلى منازلهم بأمان.

وقالت والدة الطالبة أمل أبو كميل: "كنت قلقة جداً، مرت ساعات طويلة حتى استطعنا أن نصل إلى أطفالنا في  المدارس ونقلهم، هؤلاء أطفال ما ذنبهم ليعيشوا كل هذا الخوف بسبب الاحتلال".

وأضافت: "لدي ابنتان، واحدة في مدرسة برهان والأخرى في مدرسة وكالة الغوث، وحين أخبرونا أنه يمكن أن نأخذهم من المدارس، خرجت وأخذت ابنتي من مدرسة الوكالة القريبة من المنزل، ثم ذهبت إلى المستشفى لاطمئن على شقيقتها أمل".

وتحظر العديد من الاتفاقيات الدولية استهداف المؤسسات التعلميية، إذ تنص المادة 27 من اتفاقية لاهاي بشأن قوانين وأعراف الحرب البرية لسنة 1907 على (أنه في حالات الحصار أو القصف يجب اتخاذ كل التدابير اللازمة لتفادي الهجوم، قدر المستطاع على المباني المخصصة للعبادة، والفنون والعلوم والأعمال الخيرية والآثار التاريخية)، بينما تنص المادة رقم (56) من الاتفاقية ذاتها على (يجب معاملة ممتلكات البلديات وممتلكات المؤسسات المخصصة للأعمال الخيرية والتربوية، والمؤسسات الفنية والعلمية، كممتلكات خاصة، حتى عندما تكون ملكاً للدولة، ويحظر كل حجز أو تدمير أو إتلاف عمدي لمثل هذه المؤسسات، والآثار التاريخية والفنية والعلمية، وتتخذ الإجراءات القضائية ضد مرتكبي هذه الأعمال).

كما تنص المادة رقم 8 لاتفاقية روما لسنة 1998 على (تعمد توجيه هجمات ضد المباني المخصصة للأغراض التعليمية أو الفنية أو العلمية أو الخيرية، والآثار التاريخية، والمستشفيات وأماكن تجمع المرضى والجرحى، يعتبر جريمة حرب)، كما يعتبر استهداف المؤسسات التعليمية انتهاكا للاتفاقية الدولية لحماية الممتلكات الثقافية في النزاع المسلح لسنة 1954، حيث نصت المادة رقم (4) من الاتفاقية على (تتعهد الأطراف السامية المتعاقدة بالامتناع عن أية تدابير انتقامية تمس الممتلكات الثقافية).

وتنص الفقرة (6) من قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 36/147 الصادر بتاريخ 16/ ديسمبر 1981 أن الاعتداء على الأماكن التاريخية والثقافية هو من قبيل جرائم الحرب، وهو مصادرة للحق في التعليم المكفول في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وفي العهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وفي الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل.

ــــــ
/ي.ط

مواضيع ذات صلة

اقرأ أيضا