رام الله 13-11-2023 وفا- رصدت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا)، التحريض والعنصرية في وسائل الإعلام الإسرائيلية، في الفترة ما بين 5-11-2023 وحتى 11-11-2023.
وتُقدّم "وفا" في تقريرها الـ(333) رصدا وتوثيقا للخطاب التحريضي والعنصري في الإعلام الإسرائيلي، في ظل العدوان الإسرائيلي المتواصل على شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية.
ويظهر التقرير تركيز الإعلام الإسرائيلي على ما يسمونه "يوم ما بعد الحرب"، مع اتهام واضح للسلطة الوطنية الفلسطينية، ومعظم الكتاب يحملون رتبًا مهمة، سواءً اكاديمية أو عسكرية، مما يشير إلى أنّ لتقديراتهم أهمية كبيرة في التأثير على الرأي العام في إسرائيل.
ورصد التقرير تحريضا على العمال من الضفة الغربية وعلى الفلسطينيين، الذين يقومون في هذه الأيام بقطف الزيتون.
ففي "يديعوت احرونوت" قال الوزير جدعون ساعر إنه يعارض تحويل السيطرة على قطاع غزة إلى السلطة الوطنية الفلسطينية "بعد الحرب"، مدعيًا أنّ موقفه اعتمد بالاساس على تقدير من "قوات الأمن والأستخبارات".
وقال ساعر: "لن يكون هناك أي وقف لإطلاق النار ذو طبيعة مؤقتة، لأننا لم نحقق أهداف الحرب ولن نقوم بوقف دائم لإطلاق النار". إلا أنه أشار إلى "أننا لا نستبعد بأي حال من الأحوال أن يكون ذلك وسيلة لجلب المختطفين إلى إسرائيل. لدينا واجب تجاه مواطنينا وجنودنا الأسرى، وهو التزام يتعين علينا تحقيقه بأي طريقة".
وفي "حدري حريديم" قال رئيس حزب "يسرائيل بيتنو" افيغدور ليبرمان إن "كل من يدعي أنّ على السلطة أنّ تأخذ المسؤولية السياسية والإدارية عن القطاع فإن تفوهاته هي هبل ومفصولة عن الواقع".
وبحسب الموقع الذي نقل سلسلة من التغريدات لليبرمان، فإن "كل من يزعم أنه يجب على السلطة الفلسطينية أن تعود للسيطرة على غزة وتتحمل المسؤولية السياسية والأمنية، يتحدث كلامًا فارغًا ومنفصلًا عن الواقع، ويمكن رؤية مثال عملي على ذلك في يهودا والسامرة في المناطق تحت سيطرة السلطة الفلسطينية".
وتابع: "علاوة على ذلك، السلطة ليست مسالمة بمعنى الكلمة، إنهم يتهمون الجيش بجرائم الحرب أمام المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي. ويشاركون في الإرهاب الدولي يوميًا ويدعون لحق العودة، الذي يعني نهاية دولة إسرائيل كدولة يهودية وصهيونية.. لذا، فإن مطالب إعادة السلطة الفلسطينية إلى قطاع غزة تعتبر هذيانا ووهما خطيرا".
وفي تقرير نشرته القناة السابعة، ادعى كاتبه أن الفلسطينيين، بكل أطيافهم، يتقاسمون نفس الأيديولوجية، تلك التي تدعو لإقامة دولة فلسطين وتحقيق حق العودة، مدعيا أن المسؤولين الفلسطينيين يمارسون "حربا" لكن بطريقتهم الخاصة، مشيرا مثلا إلى عناوين خطب الجمعة في المساجد، أو إلى بعض التصريحات التي تدعو إلى الوحدة الوطنية.
واستثقل الكاتب تقديم الشارع العربي الدعم الكامل للفلسطينيين، حيث "بدأت مسيرات تحريضية حاشدة يشارك فيها آلاف المشاركين في المدن العربية، بما فيها مدينة رام الله، معقل السلطة الفلسطينية. ورافقت المسيرات نداءات تدعو للانتقام".
وأشار الكاتب إلى أن "الوثيقة الصادرة عن الأوقاف تفصل سلسلة من التعليمات والرسائل لخطب الجمعة، تتضمن رسائل تحريضية قوية مثل الحفاظ على الممتلكات العامة والشخصية واجب وطني وديني وأخلاقي.. شعبنا الفلسطيني، ورغم الآلام والمآسي لا يمكن رفع الراية البيضاء إلا من أجل إزالة الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف".
وفي مقال مماثل، نشرت "معاريف" للقائد المتقاعد موشيه العاد وهو محاضر في أكاديمية الجليل الغربي، وباحث في المجتمع الفلسطيني، قال: إن "السلطة الفلسطينية وفتح لا تحب إسرائيل ولديها الاستعداد لارتكاب جرائم حرب ضد الإسرائيليين، وهي تمتلك أسلحة وهي منظمة أيضًا في تسلسل هرمي عسكري، ولذلك فإن على من يسعى للتسوية مع فتح أن يأخذ في الاعتبار أن الأمر كله يتعلق بالفرصة".
وفي سياق التحريض على الفلسطينيين، نشرت "مكور ريشون" مقالا عنوانه: "آلاف العامل الفلسطينيين لا زالوا يعملون في إسرائيل".
وقالت الصحيفة: "ايضًا خلال أيام الحرب، يصل آلاف العمال الفلسطينيين إلى أعمالهم في إسرائيل كل صباح. الحديث عن عمال يقدمون خدمات للمؤسسات الضرورية ولمؤسسات أخرى تعنى في شؤون الطب والدفن. ويشكل هؤلاء الآلاف من العمال وضعًا غير عادي".
وتابعت: "الوضع المالي للسلطة الفلسطينية يتدهور، وموظفوها الذين من المفترض أن يحلوا المشاكل التي تواجه السكان، لم يتقاضوا راتبًا هذا الشهر. ويشكل الوضع الاقتصادي تحديًا للسلطة الفلسطينية التي تجد صعوبة في التعامل مع الجمهور".
وتساءلت: لماذا لا زالوا يتوافدون، ولماذا علينا حل مشاكلهم؟
"مكور ريشون" نشرت دعوات من قبل مستعمرين وقياداتهم لمنع الفلسطينيين من قطف الزيتون.
ونقلت الصحيفة عن أحد قادة المستعمرين: "توسلت إليهم ألا يدعوهم يقتربوا من المستوطنة، ولكن لسوء الحظ واجهت تعنتا. أنا أتصل وأتوسل، أبقوا قطف الزيتون بعيدًا عن المستوطنات. هناك خطر أمني، كانت هناك حالات من الهجمات العنيفة تحت ادعاء موسم القطف".
كما نقلت عن مسؤول آخر: "للأسف، تم إبلاغنا هذا الصباح هنا في مجدليم عن القيام بقطف زيتون لأرض ملاصقة للمستوطنة وسط الحرب. يبدو أننا لم نتعلم شيئًا، هنا بالقرب من المستوطنة توجد عائلات شابة تشعر بعدم الأمان. نناشد وقف هذا الحصاد في محيط المستوطنة. نحن محبطون ونطالب بوقف هذا العار على الفور".
كما كتب مسؤول آخر: "يتم قطف الزيتون في جميع أنحاء يهودا والسامرة جزئيًا بالقرب من المستوطنات اليهودية وطرق المرور الرئيسية وقواعد الجيش. والتجمع، الذي يقام في بعض الأحيان على بعد أمتار قليلة من منازل المستوطنات، يسمح للفلسطينيين بالوصول إلى الأماكن التي يُحظر عليهم دخولها في الأيام العادية لأسباب أمنية".
وفي رصد مواقع التواصل الاجتماعي، رصد التقرير سلسلة من التغريدات للوزيرين المتطرفين ايتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، عبر حسابيهما في "اكس"، "تويتر" سابقا، وقال بن غفير: "السلطة الفلسطينية التي تدعم الإرهاب، لا تستحق أن تتلقى شيقلا واحدا. والسلطة الفلسطينية ليست بديلا، وهذه هي الطريقة التي ينبغي أن تعامل بها الآن وبعد الحرب". وكتب أيضا: "سيتم إيقاف إيداع أموال السلطة الفلسطينية للأسرى في مقصف السجون، السلطة الفلسطينية حتى الآن حوّلت مبلغ 400 شيقل شهريًا لكل أسير إلى الصندوق المشترك لمقصف الأسرى، لنحو 6 آلاف أسير حتى الآن".
كما جدد الدعوة لرئيس الوزراء ووزير المالية إلى عدم تحويل ولو شيقل للسطة الوطنية.
أما سموتريتش فكتب: "وضعنا تغيير النظرة تجاه السلطة الفلسطينية في وسط الطاولة. لقد عارضت تحويل الأموال إلى السلطة الفلسطينية وما زلت أعارض ذلك. وقد قبل معظم أعضاء الحكومة من حيث المبدأ التغيير المطلوب في الموقف تجاه السلطة الفلسطينية، واعتبارها عدوا".
وفي تغريدة ثانية قال: "في أعقاب سياسة الضم رغم قرار مجلس الوزراء والإصرار المستمر على القيام بالحصاد بجوار المستوطنات، وجهت رسالة عاجلة إلى رئيس الوزراء ووزير الجيش، لن أسمح بإراقة دماء إضافية بسبب الإصرار بشأن عدم تغيير المفاهيم المشوهة وعدم استيعاب الدروس المستفادة".
ورصد التقرير تغريدة لعضو "الكنيست" عن "الصهيونية الدينية" تسفي سوكوت طالب فيها وزير الجيش "بوقف موسم قطف الزيتون على الفور بالقرب من مستوطنات يهودا والسامرة.. لا يوجد سبب للسماح للفلسطينيين بالوصول إلى الأماكن التي لم نسمح للوصول إليها لأسباب أمنية خلال العام بأكمله، على وجه التحديد خلال فترة الحرب والخوف الحقيقي من جمع المعلومات".
وفي تغريدة مشابهة لليمور سون هار ميلخ، عضو "الكنيست" عن "قوة يهودية"، قال: "موسم الحصاد المعروف أيضًا باسمه الآخر، موسم التحريض، هو موسم خطير. فإلى جانب الصراع الأمني المعقد والمخاطر من الحصادين الذين يسعون لإلحاق الأذى بنا، يتعين على المستوطنين أيضًا مواجهة التحريض ضدهم. هذا العام ارتفع التحريض قليلا، عليكم الاختيار من مستوطني يهودا والسامرة، وتسليحهم، أنتم مسؤولون عن أمن المستوطنين ولن يغير ذلك أي قدر من الإحاطة. وأدعو كل من يحرض ضد المستوطنين إلى التوقف، لأنه إذا سفكت الدماء فلن يبرأ أحد من المسؤولية".
وطالب عضو "الكنيست" عن "الليكود" داني اليوز "بمنع تحويل الأموال إلى السلطة الفلسطينية منعًا باتًا. بعض هذه الأموال تذهب مباشرة إلى الإرهابيين في السجن. ممنوع دفن الرأس في الرمال. إن تحويل الأموال سيكون بمثابة تشجيع للإرهاب من جانب الحكومة الإسرائيلية، بل وأكثر من ذلك في أوقات الحرب. وهذا خط أحمر فاقع لا يجوز تجاوزه".
ــــ
ي.ط