الخليل 13-11-2023 وفا- جويد التميمي
أعدم جنود الاحتلال فجر اليوم المواطن المسن عيسى علي القاضي التميمي (65 عاما)، أثناء قيادته مركبته العمومية تزامنا مع مداهمتهم واغلاقهم مبنى الجمعية الخيرية الاسلامية لرعاية الأيتام بمنطقة الحاووز الأول في مدينة الخليل.
بحسب الأطباء، اصيب المسن التميمي "برصاصة دمدم اطلقها جنود الاحتلال على رأسه، مفجرة دماغه" الذي تطاير بين يديه وعلى مقود سيارته.
لم يأبه جنود الاحتلال بفعلتهم، تركوا التميمي غارقا في دمه وغادروا المكان بعد استيلائهم على حواسيب وملفات وممتلكات خاصة بالجمعية الخيرية التي أحكموا إغلاقها بلحام الأوكسجين وأوصدوا أبوابها بالحديد.
"عمي المذكور لديه ستة ابناء ذكور وبنت، ثلاثة منهم يعانون جراء اصابتهم بمرض يتطلب رعاية وعناية خاصة" قال ابن شقيق الشهيد، الدكتور خالد القاضي التميمي، فيما أضاف نجله إبراهيم (23 عاما) أن اشقائه مروان وبسام وايمن وعبير، يعانون من مرض مبهم يبدأ معهم في سن الرابعة والعشرين وأن شقيقه الخامس يوسف (20 عاما) هو افضلهم من حيث الصحة والعافية، لكنه غرق ذات يوم خلال السباحة وفارق الحياه.
ويصف ابرهيم كيف أن والده الشهيد، ورغم كل هذه المعاناه في حياته، لم يتضجر ولم يتأفف، وكان مبتسما على الدوام ويردد "وبشر الصابرين"، وهي ذات العبارة التي يخطها على مركبته.
وتابع إبراهيم، بينما كان يعتصر الماً، "مع بداية الحرب على غزة والدي كان دائم البكاء على الاطفال ومعاناة اهالي غزة الذين ذاقوا المرارة بفعل عدوان الاحتلال الغاشم عليهم، والدي خرج فجرا باحثا عن رزقه لتوفير حياة كريمة لنا غير أن الاحتلال باغته بالرصاص وأرداه شهيدا، وهو ما يؤكده شقيقه بسام (39 عاما) الذي قال لـ"وفا": "استيقظ والدي من النوم واعطاني مبلغ 10 شواقل، لأشتري لإخواني الخبز، واطمئن علينا وعلى أختي عبير.. خرج من البيت مع الفجر لأداء الصلاة في مسجد الشافعي الذي يقع بمحاذاة منزلنا، غسل مركبته العمومية التي يعمل سائقا عليها منذ 50 عاما، وتوجه ساعيا ابتغاء الرزق وان يوفر لنا لقمة عيش كريمة، وتزامنا مع وصوله بمحاذاة الجمعية الخيرية الاسلامية لرعاية الأيتام، تفاجأ بقوات الاحتلال المدججه بالسلاح تصوب اسلحتها نحوه، فحاول الرجوع الى الخلف والاستادرة، لكن رصاصات الجنود باغتته، وترك ينزف في مركبته عدة ساعات حتى غادروا المكان، قبل أن يتجمهر عابروا الطريق حول مركبته ليكتشفوا أن والدي قد استشهد.
ــــــــــــ
ج.ت/ ف.ع