رام الله 11-12-2023 وفا- رصدت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا)، التحريض والعنصرية في وسائل الإعلام الإسرائيلية، في الفترة ما بين 3-12-2023 و9-12-2023.
وتقدم "وفا" في تقريرها رقم (337) رصدا وتوثيقا للخطاب التحريضي والعنصري في الإعلام الإسرائيلي، في ظل العدوان الإسرائيلي المتواصل على شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية.
ورصد التقرير مقالا في "يديعوت احرونوت" لآفي يسسخاروف عنوانه: "نتنياهو يستبعد إعادة السلطة الفلسطينية إلى غزة، إلا أنه لا يعرض بديلا".
يقول الكاتب: "عاد نتنياهو، واستبعد نهائيًا إمكانية إعادة السلطة الفلسطينية إلى غزة بعد انتهاء الحرب. هذه التصريحات أذكت في المجتمع الأمني الإسرائيلي الحديث عن الدب الرافض لأي شيء. الرتبة السياسية لا ترغب في إعادة السلطة إلى القطاع. نحن نفهم ذلك، لكنها أيضًا لا ترغب في سيطرة عسكرية إسرائيلية. إذًا، ماذا البديل؟ الأمم المتحدة؟ أوروبا؟ يجب أن نفهم، لا توجد خيارات دولية جادة. ولا أحد ينتظر في الطابور لتولي المسؤولية عن إدارة قطاع غزة. إذا لم تكن إسرائيل تخطط لتحمل المسؤولية، عليها أن تدرك أن السلطة الفلسطينية هي عامل يجب أن يُؤخذ في الاعتبار للفترة التي تلي حماس في غزة".
موضوع آخر رصده التقرير، يتعرض مجددا للتحريض على المناهج والثقافة الفلسطينية، نشرته "مكور ريشون"، جاء فيه أن "تجاهل التربية للكراهية والتربية الأيدلوجية القاتلة التي تقوم بها السلطة الفلسطينية، يشكل خطرا وجوديّا لدولة إسرائيل.. النضال ضد الإرهاب يجب أنّ يبدأ أولا بالتعليم".
وتابع المقال: "أي محادثة مع خبراء، يهودًا أو عربًا، تصل بسرعة كبيرة إلى الكراهية الشديدة للشباب الفلسطيني، كراهية القتل، والتي لم نشاهد مثلها في الأجيال السابقة، فكما هو الحال في أي مجال، فإن ما سيحدد المستقبل ليس القذائف ولا العمل الإستخباراتيّ، بل التعليم. هل تريد أن تعرف كيف سيكون الوضع الاقتصادي والاجتماعي لإسرائيل في غضون عقود قليلة؟ انظر إلى التعليم. هل تريد أن تعرف كم سيكون مستوى الكراهية بين اليهود والعرب؟ انظر إلى التعليم. ولهذا السبب فإن أهم شيء في العلاقات الإسرائيلية الفلسطينية هو فهم التعليم. وهذا الجزء غاب تمامًا عن القيادة الإسرائيلية من جميع أطراف الطيف السياسي".
وأضاف: "أدى التركيز على جمع المعلومات الاستخباراتية، سواءً في الجيش أو في صفوف القيادة، إلى تجاهل جيل كامل وتجاهل الكراهية، ولم تكن هذه الكراهية عرضية، بل تم التخطيط لها جيدًا على مر السنين. وتم إنشاء آلة دعاية مشبعة بالكراهية والعنف في دولة إسرائيل".
وأضاف أن "الحرب ضد الإرهاب، إذا لم تبدأ بالتعليم لن تعكس سذاجة خطيرة فحسب، بل تشكل أيضا خطرًا وجوديا، يتضمن برنامج التثقيف بالكراهية والعنف التابع للسلطة الفلسطينية عدة مكونات تم بناؤها على مراحل من قبل قيادة السلطة على مر السنين، وتشمل عرض كل قاتل لليهود على أنه بطل قومي، هذه الرسائل تظهر في كل احتفال، في كل مدرسة، ويتم ذكرها مرارًا وتكرارًا من قبل القادة في وسائل الإعلام وفي البيانات العامة. يسمع الطفل الفلسطيني هذه الرسائل كل يوم منذ صغره. إن الرغبة في الطعن والقتل والاغتصاب ليست صدفة، بل هي موجهة من أعلى".
وفيما يتعلق بالمناهج، قال المقال: "سبق أن تعرضت المناهج الدراسية الرسمية للسلطة الفلسطينية لإدانة من قبل الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، باعتبارها معادية للسامية وتحتوي على دعوة صريحة لإبادة اليهود. ويتم عرض اليهود فيها على أنهم أعداء الإسلام وكجنس أدنى. وتنتشر فيهم قصص بطولات الإرهابيين وتقرأ أغاني المديح والثناء للقتلة، وعندما يشرح لك معلموك كل يوم، من سن الروضة، لماذا يجب عليك قتل اليهود، فالكراهية والعنف هما نتيجة واضحة".
وشدد على أن "مكافحة الإرهاب يجب أن تبدأ، مثل أي شيء آخر، من التعليم. التعريف يجب أن يكون واضحا: لن يتم تحويل أي أموال إلى السلطة، ولن يتم إعطاء تصاريح لكبار الشخصيات وعبور سيارات المرسيدس عبر ميناء أشدود، ولن تكون هناك علاقات متبادلة مع من يدفع لقتلة أطفالنا ويربيهم على الكراهية من الصغر".
تحريض آخر رصده التقرير على قيادات السلطة الوطنية الفلسطينية، لتأكيدها على استمرار نضال شعبنا حتى تحقيق حقوقه الوطنية وفي مقدمتها الاستقلال والتحرر من الاحتلال، ومرة أخرى في "مكور ريشون"، وتحت عنوان: "مستمرة في دعم الإرهاب: لم نتنازل عن النضال بالمرة".
وقالت الصحيفة إن قادة بارزين في حركة فتح وفي السلطة الفلسطينية، رفضوا "الادعاءات القائلة بأن حركة فتح لا تقوم بدور فعال في الكفاح المسلح ضد إسرائيل"، بل تفاخروا بأن "نشطاء فتح شركاء في القتال إلى جانب غزة، وإن جميع المنظمات الإرهابية الفلسطينية تنسق مع بعضها البعض".
وفي "مكور ريشون" تحريض متجدد على الأسرى، بادعاء أنهم يعيشون في "فنادق"، وكتبت تحت عنوان "القاضي أصدر امرًا لمصلحة السجون بالتفكير مجددًا بطلب العطلة لسجين فلسطيني رغم المخاطر".
وقالت: "وفق آمر مصلحة السجون، كل السجناء الفلسطينيين متشابهون من حيث المكانة وموازين لمكانة السجناء الأمنيين. القاضي قبل استئناف سجين فلسطيني جنائي، وسمح له الخروج في عطلة من اروقة السجن، هذا تمييز مرفوض، هنالك عطل كبير باتخاذ قرار منع جارف دون النظر بالحالات الشاذة".
وأوضحت "كان السجين قد طلب مؤخرًا من مصلحة السجون فرصة المشاركة في جولة إجازات وزيارة شقيقه الذي يسكن في القدس الشرقية ويعتبر من سكان إسرائيل، إلا أنّ مصلحة السجون رفضت طلب السجين كونه فلسطينيًا وجميع السجناء الفلسطينيين يتم التعامل معهم مثل السجناء الأمنيين في هذا الصدد، حيث يمنعون من الحصول على إجازات".
وفي "معاريف" دعا ارييه الداد المسؤولين الإسرائيليين إلى "عدم تكرار الأخطاء"، وقال: "لا تخطئوا ولا تنسوا.. انسحاب باراك من لبنان وشارون من غوش قطيف عرّضنا إلى خطر وجودي. فقط تبني نموذج سيطرة إسرائيل في يهودا والسامرة يمنع الخطر عنّا".
وكتب: "لن نبدأ من النهاية. فقط أولئك الذين يحاولون إخفاء دورهم في الجريمة يبدأون من النهاية. يجب أنّ نبدأ من البداية. افهموا كيف نشأ التهديد.. عندها يمكننا منعه مستقبلا".
وتابع: "أمام أعيننا هنالك 3 نماذج: يهودا والسامرة، وقطاع غزة، وجنوب لبنان. في الثلاثة كانت لدينا السيطرة الكاملة. وفي الثلاثة، كان بوسعنا أنّ نكون مسؤولين عن مصيرنا، ونضمن سلامة أطفالنا وشيوخنا. ولهذه السيطرة كان ولا يزال لها ثمن. لأسباب مختلفة لم نرغب في الاستمرار بدفعه. ولهذا دفعنا وما زلنا ندفع ألف ضعف عنها".
وأضاف: "في حرب الأيام الستة قمنا بتحرير كل من يهودا والسامرة وقطاع غزة، وجنوب لبنان. نحن لم نذهب إلى هذه الحروب لتحرير أجزاء وطننا الذي احتله العدو العربي، هذه الحروب فُرضت علينا. حررنا القدس، احتلينا سيناء والجولان".
واستدرك: "الخلاصات المطلوبة من الناحية الأمنية، والضرورية من الناحية التاريخية والوطنية، لم نتوصل إليها إلا فيما يتعلق بالقدس والجولان. هذه الخلاصات منحتنا فرض السيادة في هذه المناطق، لكننا توقفنا عند هذا الحد. وما زال بيننا أغبياء يقترحون تقسيم القدس ويأسفون لأننا لم نسلم الجولان بعد".
مقال مشابه نشرته "مكور ريشون" تحت عنوان: "إسرائيل بحاجة إلى السيادة الكاملة من النهر إلى البحر"، جاء فيه: "في الأسبوع الماضي، زار ديفيد فريدمان، سفير الولايات المتحدة السابق لدى إسرائيل، وزوجته، صديقًا قديمًا هو الرئيس السابق دونالد ترمب. وبطبيعة الحال، تطرقت المحادثة إلى الحرب. يقول فريدمان لو كان ترمب رئيسًا اليوم، لأخبر إسرائيل أن تأخذ كل الوقت للتأكد من أنهم لن يفعلوا ما فعلوه مرة أخرى أبدًا، ولن يأخذ على محمل الجد المباني المنهارة في غزة".
"من الواضح تمامًا بالنسبة لي، أن الحكومة الإسرائيلية لا تستطيع إنهاء الحرب دون تحقيق نصرٍ كامل. لا أعرف بالضبط ما هو النصر الكامل، ولكن على الأقل يجب أن يكون لإسرائيل سيطرة أمنية كاملة على قطاع غزة، عليهم أن ينظروا الى سكان الجنوب بأعينهم ويقولوا نحن نسيطر على القطاع ... وعندما يقولون إن إسرائيل لا تستطيع السيطرة على غزة، أقول إن هذا تعليق لا أساس له من الصحة. من سيتمكن إذن من السيطرة هناك؟ من سيحلّ مكانها في الحفاظ على اليهود".
وأضافت: "هناك معسكران في الحزب الديمقراطي: الجماعة المتطرفة، التي غالبيتها جاهلة ومنعزلة، وبعضها يكره إسرائيل دون أي أدنى فكرة عما يجري. وهناك فئة ثانية لا يهم ما سيكون وكم سيستغرق من الوقت، إنها دائمًا تنادي بحلّ الدولتين. إيمانهم بهذا الحلّ هو وفق منطلقات دينيّة حقًا، الشرائع التي أُنزلت على موسى من سيناء، من المستحيل إقناعهم بخلاف ذلك. لقد تحدثت أكثر من مرة، أن الحلّ الوحيد لتحسين حياة الفلسطينيين من حيث الاقتصاد والتعليم والرفاهية، هو إقامة واجهة مع دولة إسرائيل، وهي الدولة الوحيدة في المنطقة التي تستحق الانضمام اليها، ويجب أن يكون ذلك في بيئة تحتفظ فيها إسرائيل بالسيادة الكاملة، من النهر إلى البحر".
ـــــ
ي.ط