أريحا 22-12-2025 وفا- افتتح وزير الثقافة عماد حمدان ومحافظ أريحا والأغوار حسين حمايل، اليوم الاثنين، معرض الفن التشكيلي "بصمات عطاء" في المتحف الروسي بمدينة أريحا.
وحضر افتتاح المعرض نائب السفير الروسي لدى فلسطين أرتور أنتونيان، ورئيس جمعية الفن المعاصر (باكا) أسامة نزال، وقائد منطقة أريحا والأغوار العقيد ركن محمد الكايد، وعدد من الفنانين والمهتمين بالشأن الثقافي.
وشارك في المعرض حوالي 35 فنانا تشكيليا، وضم أعمالا متنوعة لعدد من الفنانين تؤكد على دور الفن في توثيق القضايا الوطنية، خاصة فيما يتعلق بالقدس وغزة، بالإضافة إلى تجسيد الهوية الوطنية الفلسطينية، والصمود الفلسطيني في وجه التحديات.
وقال حمدان: "نلتقي اليوم في محافظة أريحا والأغوار، هذه المدينة التي تقف على تخوم التاريخ، وتفتح ذاكرتها على الزمن الإنساني كله، لنلتقي في هذا الصرح الثقافي العريق، المتحف الروسي، حيث تتقاطع الذاكرة الفلسطينية مع الذاكرة الإنسانية، ويصبح الفن لغة مشتركة تتجاوز الجغرافيا والسياسة".
وأضاف "إن وجودنا اليوم لافتتاح معرض الفن التشكيلي بالشراكة مع جمعية الفن المعاصر (باكا) هو فعل ثقافي واعٍ، يؤكد أن الشعب الفلسطيني، رغم ما تعرض له من اقتلاع وتشويه ومحاولات طمس، ما زال حيا بثقافته، وقادرا على حفظ الذاكرة، وبناء الجسور مع العالم".

من جانبه، أكد حمايل أن احتضان محافظة أريحا والأغوار لمعرض "بصمات عطاء" يعكس إيمانها العميق بدور الثقافة والفن في تعزيز الهوية الوطنية الفلسطينية، ونقل رسالة الشعب الفلسطيني إلى العالم بلغة إبداعية وإنسانية.
وأشار إلى أن الثقافة تشكل أحد أعمدة الصمود والحفاظ على الرواية الفلسطينية، كما ثمن حمايل التعاون المشترك مع وزارة الثقافة والجمعية الفلسطينية للفن المعاصر، والدور المهم للمتحف الروسي في دعم الحراك الثقافي في المحافظة، مشيدًا بعمق العلاقات الفلسطينية الروسية وما تشهده من تطور مستمر، خاصة في المجالين الثقافي والإنساني.
من جانبه، عبر أنتونيان عن اعتزاز بلاده بالمشاركة في افتتاح المعرض، مؤكدا استمرار دعم روسيا الاتحادية للمشهد الثقافي الفلسطيني، وأهمية الثقافة كجسر للتواصل بين الشعوب وتعزيز التفاهم الإنساني.
وقال إن وجود هذا المتحف في مدينة ذات تاريخ بارز عريق يعكس اهتمام روسيا بتطوير علاقاتها مع فلسطين في مجالات الثقافة والعلم، وتوسيع التبادل الثقافي بين الشعبين.
من ناحيته، قال نزال: "اليوم نتوجه نحو بصمات عطاء، لنجتمع من خلالها مع قامات الفنون التشكيلية من فنانات وفنانين أبدعوا في التعبير عن وجدانهم من خلال لوحاتهم وألوانهم بالقواعد البصرية لتستثمر بجيل صاعد من فنانينا وأبنائنا يحملون في جعبتهم إبداعات الفن التشكيلي من خلال عرضها في معرض جماعي".

وفي سياق متصل، افتتح حمدان في مخيم عقبة جبر، جنوب أريحا، بحضور رئيس بلدية أريحا عبد الكريم سدر، فعالية زهرة الكنعانيات.. خيط من الذاكرة" في مقر جمعية النشاط النسوي.
وقال الوزير حمدان "إن التطريز الفلسطيني اليوم يقف في قلب معركة ثقافية مفتوحة، تتجاوز مسألة الملكية، لتصل إلى صراع السرديات والحق في الذاكرة. فقد تعرض هذا التراث، كما غيره من مكونات الثقافة الفلسطينية، لمحاولات منظمة لإعادة تعريفه خارج سياقه، ونسبه إلى روايات دخيلة، في إطار مشروع استعماري يسعى إلى احتلال الأرض والرمز معا".
وأضاف: "شهدنا، في أكثر من مناسبة، كيف قُدم الثوب الفلسطيني في فضاءات دولية على أنه منتج ثقافي آخر، وكيف استُخدمت رموزه في أسواق عالمية دون أي إشارة إلى أصله الفلسطيني. إن هذا السطو الثقافي هو جزء من معركة الوجود والاعتراف"، مؤكدا أن وزارة الثقافة تنظر إلى حماية التطريز الفلسطيني بوصفها مسؤولية سيادية ثقافية، تتطلب التوثيق، والدعم المؤسسي، وتمكين الحرفيات، وربط التراث بالاقتصاد الثقافي المستدام.
بدوره، قال سدر إن هذا المخيم الذي عانى ولا يزال يعاني من الاحتلال، يؤكد من خلال هذا الحضور أن الاحتلال لن يستطيع قتل الأمل في الشعب الفلسطيني، مشددا على أن هذا الشعب عصيّ على الاستسلام.
وتخللت الفعالية فقرات تراثية متنوعة، حيث قُدِّم شرح مفصّل حول الأثواب الفلسطينية وقراها، إلى جانب وصلة تراثية عبّرت عن عمق الهوية الثقافية الفلسطينية.
واختتم الوزير جولته بلقاء مع أصدقاء وزارة الثقافة في مركز شباب مخيم عقبة جبر، واطلع على أبرز نشاطاتهم والمشاريع الثقافية التي يقدمونها، وكذلك احتياجاتهم الثقافية، والتحديات التي يواجهونها، وبحث معهم آليات تقديم الدعم وبذل الجهود كافة.
ــــ
و.أ


