أهم الاخبار
الرئيسية آراء
تاريخ النشر: 22/02/2025 12:25 م

معرض لمؤلفات الرئيس أبو مازن

 

بادية فواز ياسين

رام الله 22-2-2025 وفا- في سياق الاهتمام بدراسة السياسة الخارجية لدولة فلسطين، والفكر السياسي للرئيس محمود عباس بشكل عام، حظيت بفرصة زيارة معرض خاص لمؤلفات الرئيس بمقر الرئاسة في مدينة رام الله.

المثير للاهتمام في هذا المعرض الصغير، أن الرئيس يعرض مؤلفاته التي يبلغ عددها 236 كتابا منها 34 كتابا منشورا، ومنها ما هو قيد النشر، ومنها ما لم يحن الوقت المناسب لنشره بعد، على حد تعبير الرئيس.

لقد كتب الرئيس هذه المؤلفات على مدار خمسين عاما، لكنها تغطي فترة زمنية تمتد إلى ما قبل بداية تشكل القضية الفلسطينية المتعارف عليها في مطلع القرن العشرين، ليعود بنا في بعض مؤلفاته إلى قبيلة الخزر في القرن العاشر للميلاد، وعلاقتها بأصول اليهود الأشكناز وجذور تشكل المسألة اليهودية في أوروبا، ويصل بنا في آخر المؤلفات إلى ما هو معاصر من القضايا الفلسطينية.

وما بين هذا وذاك هناك العشرات من المؤلفات التي تعكس مسيرة طويلة من العمل البحثي والسياسي للرئيس، التي شكلت هويته وفكره ونضاله وخطابه السياسي.

ما يميز هذه المؤلفات أن الرئيس كتبها من واقع تجربته ومعايشته لأحداث وقضايا حقيقية، وفي سياق تأكيد وتثبيت الرواية الفلسطينية بالمنظور الفلسطيني، المغايرة للروايات المزيفة والتضليلية التي كتبها الغير عنا.

تناول الرئيس في بانوراما سياسية مواضيع متنوعة وقضايا متعددة ذات علاقة مباشرة وغير مباشرة بالقضية الفلسطينية بما في ذلك مذكراته الشخصية.

لقد تناول الرئيس الدبلوماسية الفلسطينية منذ تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية حتى اليوم، بما يتضمن الحراك الدولي والعلاقات الإستراتيجية في سياق التطورات العالمية.

وفي هذا الإطار، غطت المؤلفات الطريق إلى فلسطين، منذ بداية المسار، مرورا بكل المحطات السياسية التي قادت إليها، من مباحثات دولية هامة حول مسار القضية مبادرات سلام دولية مختلفة، مؤتمر واشنطن للسلام، أوسلو ومفاوضاته وأحداث ما قبله وما بعده، بناء الدولة الفلسطينية وتجسيدها.

وفي هذا الصدد كتب الرئيس عن أزمات وكيف تم التعامل معها، ومؤامرات وكيف تم التصدي لها، وعن "لاءات" فلسطينية تاريخية، كما ناقش قضايا محلية وأزمات داخلية.

وفي المقابل كتب عن إنجازات فلسطينية، كعودة مئات الآلاف من الفلسطينيين في أعقاب اتفاق أوسلو، الذين وصل عددهم مع أنسالهم اليوم إلى ما يقارب المليونين طبقا لمركز الإحصاء الفلسطيني، والاعتراف بالدولة الفلسطينية وتكريسها من خلال الانضمام للمنظمات والمعاهدات الدولية، وعن قرارات دولية تاريخية، وعلى رأسها قرار مجلس الأمن 2334 وقرارات المحاكم الدولية.

وعلى صعيد آخر، تناولت المؤلفات قضايا وأزمات داخلية في إسرائيل ذات علاقة بالقضية الفلسطينية.

أثناء تجوالي في المعرض استوقفتني عناوين كتب لافتة واستثنائية ومثيرة للفضول، وبقدر ما تسنى لي تصفح هذه العناوين، وقراءة عدد من الكتب، بالإضافة إلى حديث الرئيس حول مؤلفاته، يتضح أن الرئيس سرد وقائع وأحداثا سياسية بارزة بأدق تفاصيلها، سلط الضوء على قضايا أهملها التاريخ"، تطرق إلى حقائق مستترة واتفاقيات سرية لم يطلع عليها الكثيرون، استعرض عراقيل ونقد بشكل واضح وصريح مواقف دولية أساءت للقضية الفلسطينية.

ولدى سؤاله عن عدم الرغبة في نشر الجزء الأكبر من هذه المؤلفات، أوضح السيد الرئيس أنه ليس من المناسب نشر العديد من المؤلفات في الوقت الراهن، بحكم منصبه كرئيس للدولة، لأن جزءا منها يعبر عن أفكار وآراء شخصية وأكاديمية، وجزء منها كتب قبل أن يصبح رئيسا.

لكنه أشار إلى أن العمل جار على مراجعة بعض المؤلفات لنشر ما يمكن نشره منها، بحيث لا يتعارض مع مقتضيات المنصب والحكم.

في المحصلة، تساعد هذه المؤلفات على فهم أعمق للفكر السياسي للرئيس محمود عباس، والعوامل والظروف المحلية والدولية التي أثرت على تشكيل رؤيته لمشروع التحرر الفلسطيني ومساراته، وتوجهاته السياسية في هذا السياق، لا سيما أنه من أبرز الشخصيات التي قادت مسيرة النضال الفلسطيني منذ البدايات.

كما تساهم هذه المؤلفات في تطوير فهم أدق لعديد من القضايا السياسية الهامة، بما فيها السياسات الدولية تجاه قضية فلسطين.

المؤلفات في مجملها عبارة عن توثيق لتاريخ فلسطين برواية فلسطينية، ترفد الفكر السياسي الفلسطيني، وتشكل مراجع مهمة للبحوث والدراسات حول القضية.

جهد مميز واستثنائي لرئيس دولة جمع بين عمله كرئيس واهتماماته كباحث وكاتب في مجال الدراسات بشكل عام، والفلسطينية بشكل خاص.

 

مواضيع ذات صلة

اقرأ أيضا