جنين 26-2-2025 وفا– زهران معالي
لليوم الثاني على التوالي، لا تزال أحياء في بلدة قباطية جنوب جنين، دون كهرباء أو مياه، جراء تدمير قوات الاحتلال الإسرائيلي شبكات المياه والكهرباء وطرقا رئيسية وفرعية في البلدة، خلال العدوان الأخير الذي استمر 48 ساعة.
وفجر أمس الثلاثاء، انسحب جيش الاحتلال الإسرائيلي من بلدة قباطية، بعد عدوان استمر لمدة يومين تخلله فرض منع التجوال في البلدة، وخلّف دماراً واسعاً في البنية التحتية والممتلكات، وإصابة شابين واعتقال أربعة آخرين، وتحويل منازل إلى ثكنات عسكرية والاعتداء والتحقيق مع ساكنيها، وفق ما يوضح رئيس البلدية أحمد زكارنة لـ"وفا".
وحتى اللحظة لا تتوفر إحصائيات دقيقة عن حجم الأضرار التي خلّفها الاحتلال؛ جراء عمليات التجريف والتدمير في البلدة؛ وذلك حتى تنتهي الطواقم الهندسية من عملها وفق زكارنة، منوها إلى أن العدوان دمر ما بين 40-50% من شبكات الطرق الرئيسية والفرعية فيها.
ويشير إلى أن التدمير شمل مداخل البلدة، والشوارع وشبكات الكهرباء والمياه وبسطات الخضراوات وأجزاءً من منازل المواطنين بمنطقة الكراج، وكذلك تدمير موقف المركبات العمومية بشكل كامل، ما أدى إلى انقطاع الكهرباء والمياه عن أجزاء من الأحياء.
ومنذ الحرب على قطاع غزة في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، تعرضت بلدة قباطية لعدة اقتحامات وفق زكارنة، إلا أن هذا الاقتحام يعد الأكبر والأضخم ولم يسبق له مثيل في حجم التدمير وعدد الآليات العسكرية المقتحمة والجرافات العسكرية.
وينوه إلى أن الاحتلال تعمد تدمير الشوارع الرئيسية في البلدة والشوارع الفرعية في أطرافها، وحتى المناطق الجبلية لم تسلم شوارعها من التجريف، الأمر الذي أدى إلى تقطيع أوصال البلدة، ما زاد معاناة المواطنين وأعاق تحركاتهم.
ويشير إلى أن العدوان أسفر عن خسائر اقتصادية فادحة في البلدة، جراء حظر التجوال لمدة 48 ساعة، وتدمير عدد من المنشآت التجارية، وتوقف سوق الخضراوات المركزي "الحسبة" التي تُعتبر سوقا يربط بين الشمال والجنوب في الضفة الغربية، ما أدى إلى تكبد المزارعين والتجار خسائر فادحة.
ويبدو من حجم التدمير الذي لحق بالبلدة أن عدوان الاحتلال على بلدة قباطية هدفه التخريب والتدمير في البنية التحتية والممتلكات التي تفوق مقدرة طواقم البلدية على استصلاحها، وفق ما يؤكد زكارنة.
وأضاف زكارنة أنه منذ فجر أمس، تعمل طواقم البلدية بالتعاون مع وزارتي الأشغال والإسكان والحكم المحلي والدفاع المدني والبلديات المجاورة وأهالي البلدة على فتح الشوارع، وإعادة تأهيل خطوط الكهرباء والمياه، منوها إلى أنهم تجاوزوا 80% من الأزمة حتى اللحظة.
ومنذ 21 كانون الثاني/ يناير الماضي، بدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على مدن شمال الضفة الغربية ومخيماتها، حيث تركّز في محافظات: جنين وطولكرم وطوباس، ما أسفر عن استشهاد 61 مواطنا بينهم نساء وأطفال وفق وزارة الصحة، ونزوح أكثر من 40 ألف مواطن قسرا، وتدمير مئات المنازل والبنية التحتية.
ـــــــ
ز.ع/ م.ب