أهم الاخبار
الرئيسية تقارير وتحقيقات
تاريخ النشر: 17/10/2025 07:09 م

الفقر والنزوح وانعدام الأمن الغذائي كوابيس تلاحق الغزيين

 

غزة 17-10-2025 وفا- حسين نظير السنوار

رغم دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في قطاع غزة، بعد عامين متواصلين من حرب الإبادة التي شنتها قوات الاحتلال الإسرائيلي، إلا أن الأوضاع الإنسانية والمعيشية ما تزال شديدة القسوة. فلا تزال الغالبية العظمى من السكان تعاني من النزوح والتشرد، وسط ظروف اقتصادية متدهورة، وفقر مدقع، ونقص حاد في الغذاء والمياه، إلى جانب حالة من القلق المستمر والخوف من تجدد العدوان في أي لحظة، ما يجعل التعافي والاستقرار أمراً بالغ الصعوبة.

فقد ازدادت الأمور تعقيدًا وسوءًا فوق السوء الذي كان يسود القطاع حيث فَقَد غالبية المواطنين مصادر رزقهم سواء التجارية أو الاقتصادية أو الأعمال الحرة فلم تُبقي الحرب شيئًا إلا ودمرته فأصبح الجميع سواسية في الفقر والعوز ولم يعد غالبيتهم يستطيع توفير قوت أولاده ولا كسوتهم ولا حتى الأمن والأمان والطمأنينة التي يجب أن ينعموا بها وهي أدنى مستويات الحياة الآدمية.

ازدادت الأوضاع في قطاع غزة تعقيدًا وسوءًا، لتتجاوز ما كان قائمًا من معاناة قبل العدوان الإسرائيلي. فقد خسر غالبية المواطنين مصادر رزقهم، سواء من الأعمال التجارية أو الخاصة، إذ لم يترك العدوان شيئًا إلا ودمّره. وأصبح الفقر والعوز واقعًا يعانيه الجميع، حتى بات العديد من المواطنين عاجزين عن تأمين قوت أطفالهم أو كسوتهم، فضلًا عن فقدانهم لأبسط مقومات الحياة الكريمة من أمن واستقرار وطمأنينة، وهي حقوق أساسية لا غنى عنها لأي حياة إنسانية.

في كل خيمة، وزقاق، ومكان يأوي الناس في قطاع غزة، يُسمع أنين الفقر يدق أبواب القلوب قبل الآذان. فهذا والد عاجز عن توفير الطعام لأطفاله، وذاك لا يستطيع إلا تأمين وجبة واحدة في اليوم، وآخر لم يجد بُداً من الاعتماد على التكايا والمساعدات الخيرية. أما الكساء، فحدث ولا حرج، فقد مرّ عامان دون أن يتمكن المواطنون من الحصول على ملابس جديدة، فباتوا يرتدون ثيابًا مهترئة، بالية، تجاوزها الزمن، لم تعد تقيهم برد الشتاء ولا حر الصيف، ولم تعد تصلح حتى لأداء الغرض الأساسي منها.

يعبر المواطن أيهم العمور، عن خشيته من استمرار الوضع الصعب في غزة طويلا، وما يقلقه الآن أنه رغم توقف العدوان الإسرائيلي، إلا أن أسعار المواد الغذائية الأساسية ما تزال مرتفعة وليست في متناول جميع المواطنين، خاصة في ظل عدم توفر فرص العمل، وارتفاع نسبة البطالة.

ويشير إلى أن قوات الاحتلال الإسرائيلي تسمح بإدخال أصناف محددة من المواد التموينية غالبيتها ليست أساسية، مثل "الإندومي" ومشروبات القهوة السريعة، والنسكافية، وتمنع إدخال الخضروات والفواكه والدواجن والبيض واللحوم الحمراء، لافتًا إلى أن المواطنين في القطاع في أشد الحاجة لهذه الأطعمة خاصة التي تحتوي على الفيتامينات والمعادن بعد موجة التجويع التي عاشوها خلال العدوان.

بينما يقول المواطن غسان عليوة، إن ارتفاع الأسعار وقلة المواد الغذائية والخضروات وارتفاع أسعارها حرم المواطنين من تناول الأطعمة الصحية، وأصبحوا يعتمدون على المواد المصنعة كالمعلبات التي تحتوي على مواد حافظة وتضر بصحة المواطنين.

ويضيف لقد حلت البقوليات والأرز بقوة على موائد الغزيين بعد غياب الخضروات واللحوم التي تتعمد قوات الاحتلال عدم إدخالها للقطاع، بهدف زيادة الأمراض ونقص المناعة خاصة لدى الأطفال في مرحلة البناء والنساء الحوامل اللواتي هن بحاجة للمكملات الغذائية والفيتامينات والمعادن.

بينما يؤكد المواطن رائد العرجة أنه لم يعد بمقدور الناس في غزة الحصول على طعام صحي وطازج ونظيف بسبب العدوان والحصار، وقد اتجه جل النازحين للحصول على طعامهم من خلال التكايا التي تركز على أصناف معينة من الطعام، وتتكرر أكثر من مرة في الأسبوع الواحد ما انعكس سلبيا على صحتهم التي بدت عليها علامات الضعف والهزل.

ويشير إلى أن أسعار الخضروات والفواكه مرتفعة جدًا، وأصبح المواطنون يخشون من مطالبة أطفالهم لهذه الأصناف، كونهم لا يستطيعون توفيرها، في ظل نقص السيولة، وارتفاع سعر صرفها أمام الشيقل.

ويؤكد العرجة أنه عند شراء هذه الأصناف فإن الأسعار تكون مضاعفة، حيث يقوم الباعة باحتساب سعر صرف السيولة وإضافتها إلى سعر الأصناف على الكاش ما يزيد من المعاناة، لافتًا إلى أن الأسعار متفاوتة من مكان لآخر ومن بائع لآخر، وهذا بحد ذاته يعد حربا اقتصادية ضد المواطنين.

وقالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا: إن جميع الأراضي الزراعية في غزة تقريبًا مدمرة أو يتعذر الوصول، والعائلات التي كانت تعيش من الأراضي الزراعية بغزة لا تملك الآن دخلا بسبب تدميرها.

وأضافت الأونروا الناس في قطاع غزة لا يستطيعون شراء الطعام من الأسواق ويجب إدخال المساعدات إلى أن يتعافى القطاع الزراعي بالقطاع، مشيرة إلى أن الاحتلال دمر نحو 88% من الأراضي الزراعية ما سيجبر القطاع على استيراد المنتجات الزراعية خلال الفترة المقبلة.

بينما دعا مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان فولكر تورك، إلى أن تكون حقوق الإنسان في صميم جهود التعافي بالقطاع، مشددًا على ضرورة استعادة وصول الغذاء والمياه والمأوى والرعاية الطبية بشكل عاجل، وضمان حق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم مع اتخاذ خطوات سياسية حقيقية نحو حل الدولتين.

فيما قال برنامج الأغذية العالمي إنه بسبب إغلاق معابر الشمال الرئيسية لم نبدأ أي توزيع في مدينة غزة ولم تصل سوى إمدادات غذائية محدودة.

وكانت مصادر طبية في قطاع غزة، أكدت ارتفاع حصيلة عدوان الاحتلال على قطاع غزة إلى 67,967 شهيدا و170,179 مصابا، منذ 7 تشـــرين الأول/ أكتوبر 2023.

ــــ

ح.س/ر.ح

مواضيع ذات صلة

اقرأ أيضا